الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستجدو «مصدر» يتهيأون لدخول بيئة أكاديمية فائقة الجودة

مستجدو «مصدر» يتهيأون لدخول بيئة أكاديمية فائقة الجودة
12 سبتمبر 2012
ضمن الجهود العديدة التي تجرى على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل الارتقاء العلمي بمستوى الطلبة في جميع المراحل الدراسية والفئات العمرية، شارك أكثر من 170 طالباً وعدد من أعضاء هيئة التدريس والموظفين في “البرنامج التوجيهي”، الذي نظمه مؤخرا، معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، المؤسسة الأكاديمية البحثية للدراسات العليا التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة. ويهدف البرنامج إلى تسريع دمج الطلبة المستجدين في الأجواء الأكاديمية وكسر الحواجز بينهم وبين الهيئة التدريسية، وتسليمهم راية من قبلهم ممن أنهوا دراستهم وانتقلوا لحقل العمل. أحمد السعداوي (أبوظبي) - أنهت الدفعة الرابعة من الطلاب المستجدين في معهد مصدر “البرنامج التوجيهي”، الذي عقد مؤخرا في جزيرة ياس. وتخلل الحدث حفل عشاء ترحيبي حضره الطلاب إلى جانب عدد من أعضاء هيئة التدريس والموظفين، قبل أن يختتم البرنامج في 8 سبتمبر بجولة سياحية في أرجاء المدينة وعرض تقديمي ثقافي أضفى أجواء تفاعلية على البرنامج. استغلال الفرصة في هذا السياق، حث الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر، الطلاب على التركيز على مساعيهم الأكاديمية والاستفادة من التسهيلات والمرافق العالمية المستوى المتوفرة في الحرم الجامعي، والإسهام من خلال الابتكار في تقديم تقنيات مستدامة ومتطورة. كما دعاهم إلى الاقتداء بنظرائهم من الخريجين الذين لا يزالون يقومون بدور فاعل في دعم الجهود العالمية للابتكار في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة خلال حياتهم المهنية. من ناحيتها، شجعت الدكتور لمياء فواز، المديرة التنفيذية للعلاقات العامة، الطلاب الجدد على استغلال الفرصة الفريدة التي أتيحت لهم لقضاء العامين المقبلين في الدراسة وإجراء البحوث ضمن بيئة أكاديمية وبحثية فريدة من نوعها. وخلال البرنامج التوجيهي، تم تزويد الطلاب الملتحقين حديثاً بالمعهد بمعلومات وافية حول البرامج الأكاديمية متعددة التخصصات التي يقدمها معهد مصدر، والمجالات البحثية التي يمكنهم اختيارها من أجل أطروحة الماجستير، كما اطلعوا على سياسات الإسكان والإقامة المستدامة داخل الحرم الجامعي. وقد شكل البرنامج أيضاً مناسبة مثلى لكي يتواصل الطلاب الجدد بشكل شخصي مع الموظفين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب الحاليين. وشهد البرنامج حضور كل من الدكتور مروان خريشة، عميد معهد مصدر؛ والدكتور يوسف شاتيلا، العميد المشارك للتعليم العالي؛ والدكتور سكوت كينيدي، العميد المشارك للبحوث؛ وغيرهم من أعضاء هيئة التدريس وأعضاء فريق التوظيف، حيث سلّطوا الضوء على مختلف جوانب العملية الأكاديمية في معهد مصدر. وبالإضافة إلى تزويد الطلاب بالتفاصيل المتعلقة بالوصول إلى خدمات تكنولوجيا المعلومات والمكتبة وغيرها من المرافق. كما قدم عدد من مسؤولي قسم البيئة والصحة والأمن والسلامة معلومات شاملة حول الاستخدامات السليمة للمرافق الحالية في معهد مصدر. تعتقد عبير المازمي، الطالبة المواطنة في برنامج هندسة وإدارة النظم، أن معهد مصدر يعتبر من أفضل المؤسسات الهندسية في الشرق الأوسط. وقالت “أنا فخورة جداً بانضمامي إلى معهد مصدر، حيث أنه يوفر برامج وأنشطة تعليمية عالمية المستوى في مجال الأبحاث المتقدمة. وسأسعى جاهدة لأن أكون من طلاب المعهد المميزين في المستقبل”. أما الطالبة المواطنة منى مقبل، من برنامج هندسة وإدارة النظم، فقد انضمت إلى معهد مصدر بهدف القيام بدور فعال في دعم قطاع الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأكدت “أريد أن أطور نفسي وأكتسب المزيد من المعرفة من أجل أن يكون لي دور في تحول بلدي إلى العصر الجديد للطاقة، والانخراط في مشاريع ذات تأثير كبير على البيئة. وقد دهشت للعدد الكبير من الطلاب الذين جاؤوا من بلدان مختلفة، وكنت سعيدة للغاية بلقائهم ومعرفة المزيد عن ثقافاتهم”. من جانبها، قالت للطالبة الفنلندية جيتا والن، وهي أيضاً من برنامج هندسة وإدارة النظم، وسبق لها أن زارت مدينة مصدر ومعهد مصدر عندما كانت تجري أبحاثاً عامة حول الاستدامة للشركة التي تعمل لديها “قام رئيس قسم القبول وأحد طلاب المعهد بزيارة إلى جامعتي للحديث عن معهد مصدر، واستناداً إلى العرض التوضيحي الذي قدموه، قررت أن أكون جزءاً من عالم مصدر، فلدي شعور عميق بأني سأعيش في بيئة ملهمة للغاية، كما التقيت بأناس رائعين من جميع أنحاء العالم. وإنني أتطلع بشوق إلى العامين المقبلين اللذين سأقضيهما هنا في المعهد”. وانضمت الطالبة الكورية الجنوبية داي إيوم، إلى برنامج هندسة وإدارة النظم لكي تكون جزءاً من هذه التجربة والبيئة الفريدة من خلال الدراسة مع زملاء من مختلف الجنسيات. وقالت إيوم “كل شيء يبدو جديداً، ومثيرا للاهتمام. وإنه لأمر جيد أن نتعرف على ثقافات مختلفة، وقد أعجبني شعار معهد مصدر “التعلم من أجل تغيير العالم”. توزيع الشهادات وزع الدكتور يوسف شاتيلا الشهادات على طلاب السنة الأخيرة تقديراً لنجاحاتهم الأكاديمية البارزة، في حين قام موظفو المعهد بتقديم معلومات شاملة حول مكتب شؤون الطلبة ومكتب الخدمات الوظيفية، وكذلك اتحاد الحكومة الطلابية والنوادي. كما اطلعوا على برنامج “سفراء معهد مصدر”، وبرنامج المنح الدراسية من صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي تستهدف بشكل خاص الطلبة الإماراتيين. وعقب ذلك، جرى تكريم السفراء لالتزامهم وتفانيهم في التطوع لخدمة معهد مصدر في العديد من المحافل والمناسبات المحلية والخارجية. إلى ذلك، قالت فواز “استطاع معهد مصدر أن يرسخ مكانته كمؤسسة بحثية تعمل على إعداد الطلبة وتزويدهم بالمعرفة ليصبحوا قادة المستقبل في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة. حيث تسلم في يونيو 2011 ما مجموعه 72 طالباً درجة الماجستير الخاصة بهم في أول حفل تخريج استضافه معهد مصدر، وقد حصل أكثر من نصف خريجي 2011 على عروض للعمل، ما يعكس الآفاق الوظيفية الجيدة المتاحة في قطاع الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة الذي يشهد نمواً مستمراً. في حين فضل بعض الخريجين مواصلة دراستهم للحصول على درجة الدكتوراه في معهد مصدر، اختار بعضهم الآخر الالتحاق بجامعات في الخارج، بما في ذلك جامعة واترلو، الكلية الملكية، وجامعة ولاية ساوث داكوتا”. وأردفت “في مايو الماضي، تم تخريج الدفعة الثانية التي ضمت 55 طالباً حصلوا جميعاً على درجة الماجستير في حفل حضره كبار الشخصيات. وتضم الدفعة الرابعة من الطلاب الجدد أكثر من 170 طالباً باشروا حياتهم الأكاديمية بمعهد مصدر في سبتمبر 2012”. وقالت فواز “حققت المشاريع البحثية التي عمل عليها طلبة المعهد نتائج مشجعة؛ ومؤخرا أعلن معهد مصدر وسيمنز، عملاق الإلكترونيات والهندسة الكهربائية في العالم، عن نجاحهما في استكمال أول مشروع للتعاون البحثي في مجال التقاط الكربون وتخزينه. ويركز المشروع على التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون في محطات الطاقة العاملة بالغاز، واستخدام غاز الكربون في عملية الاستخلاص المعزز للنفط”. اتفاق تاريخي أوضح حمزة كاظم، نائب الرئيس للعمليات والشؤون المالية في معهد مصدر، أن معهد مصدر قام بالتعاون مع جهات متخصصة بإطلاق مشروع الإمارات لموارد الطاقة الشمسية في قمة الأرض 2012 (ريو +20) في ريو دي جانيرو بالبرازيل. وفي فترة سابقة، قام المتعهد بتقديم طلب براءة اختراع مؤقتة لتكنولوجيا تستخدم في صناعة بطاريات الليثيوم آيون إلى “مكتب الولايات المتحدة الأميركية للبراءات والعلامات التجارية”، ما يضع معهد مصدر في طليعة جهود الابتكار، كما تم توقيع اتفاقيات تعاونية مع الإمارات للألمنيوم، ومصدر للألواح الكهروضوئية، وسيمنس للعمل على تطوير تقنيات نظيفة. وأكد كاظم أن الاتفاق التاريخي الذي عقد بين شركة استثمار التكنولوجيا المتقدمة (اتيك) في أبوظبي وولاية ساكسونيا في ألمانيا في أبريل 2012، يقوم معهد مصدر وجامعة دريسدن التقنية بالعمل معاً على مشروع “المختبرات المزدوجة” (Twin Labs). وستركز الأبحاث في هذه المختبرات بشكل رئيس على الرقاقات الثلاثية الأبعاد، وهي تقنية متطورة وأكثر سرعة وكفاءة في مجال أشباه الموصلات. وقال “بهدف تعزيز إسهاماته في جهود التنمية البشرية، وقع معهد مصدر أيضاً اتفاقيات للمنح الدراسية مع شركة تويوتا موتور كوربوريشن اليابانية، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، وصندوق الاتصالات ونظم المعلومات في دولة الإمارات، في مسعىً إلى دعم بناء القدرات المعرفية في مختلف المجالات”. برامج الماجستير وقال كاظم إن برامج الماجستير الثمانية التي يقدمها معهد مصدر تعكس التحدي المزدوج المتمثل في الطاقة المتقدمة والاستدامة، هذا إلى جانب أكثر من 110 مشاريع بحثية تركز على تخصصات متعددة. ومن خلال الدورات والندوات التي يقدمها المعهد، يتم تزويد الطلاب بالتدريب التقني ومهارات التفكير النقدي، مع نظرة شاملة على طيف واسع من النظم المعقدة، بما يساعدهم على لعب دور في مواجهة التحديات الصعبة للقرن الواحد والعشرين”. وخلال الفترة 2011/2012، تلقى معهد مصدر الاعتماد لبرنامج الماجستير في الهندسة الكيميائية، الذي يؤكد على أهمية الطاقة والبيئة من خلال تطبيق الأسس الهندسية لحل قضايا العالم الأكثر إلحاحاً في مجال تطوير وإنتاج الوقود، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، والتخفيف من الآثار البيئية للعمليات الهندسية. كما تم في وقت سابق اعتماد برنامجي هندسة الطاقة الكهربائية، وهندسة النظم الدقيقة. وشكلت الجوانب العملية للبرامج الأكاديمية دافعاً قوياً وراء ابتكارات تكنولوجية جديدة، وتقديم طلبات براءات الاختراع، والانضمام إلى أبرز نوادي العلماء، والحصول على شهادات التقدير العالمية، وتقديم الأوراق البحثية في المحافل الدولية للمرة الأولى من هذه المنطقة. وأكد كاظم أن “البرامج والأنشطة البحثية في معهد مصدر تشكل وسيلة قوية توفر للطلاب التدريبات العملية حول التعامل مع الكثير من المشكلات، ما يعتبر ركيزة أساسية للتعليم الأكاديمي الفائق الجودة. وهذا بدوره يحقق بفعالية احد الأهداف الرئيسة للمعهد بشأن بناء القدرات البشرية من خلال الخريجين، وخاصة بين الكوادر الإماراتية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©