النهيانية.. و اللآلئ وهج في سماء العين

صباح أفاق من إغفاءته·· عشقت شمسه الحقل والر·· ونبض إيقاعه مع ترنيمة طير على أوراق الشجر في مدينة عانقت السهل·· وعبقت برائحة الزرع والنخل·· فابتسمت لزائرها بعفوية وأريحية أهلها·· هي مدينة العين·· كعذراء نهرية بخدرها·· شعور اختالني·· فمنحني متعة التعرف على جديد المدارس النموذجية التي ترتوي منها المشاعر الظامئة أطيب الماء لغراس واعدة لغد أجمل· هم يهتف له النبلاء·· ونهم دافق لا يعرف التوقف·· فيظل شامة في جبين الطامحين ويتجاوز سياج ''النمطية'' ويصحح المسارات الخاطئة ويحتم على المعلم العيش في أجواء العمل الجاد فيبتعد عن أطر التقليد· مدرستا العين النموذجية ''النهيانية واللآلئ'' كانتا من محطاتي المستهدفة في إمارات الحب·· وطن الإنسانية الذي سكب عطره على أبنائها حتى غدا متوجاً بمبادئه النبيلة التي استلهمها من ثرى هذا البلد الأشم·· إن ما جعلني أقف إعجاباً·· هذا البحث الوئيد الذي لا يكل من جانب نماذج وطنية تسعى لنقل خبرات الآخرين وتوظيف الأصلح في وسطها التعليمي·· هذا رأيته في شخصيتين تربويتين هما الأستاذ محمد الحنطومي، والاستاذة مريم الشامسي· هذا هو دأب العمل الهادئ·· المنظم الذي ينهجه أرباب التربية في دولة الإمارات الشقيقة·· وهذا ثمرة من ثمرات اتجاه متوازن لا تخطوه سوى الأمم الفاعلة·· كل ما رأيت في مدارس الإمارات من بحث نبيل واستزادة من بحور الألق·· ينطلق من أجل جيل قادم يستخدم أساليب التفكير النافعة ويستطيع تكملة ما بدأه وبناه الأوائل· وكل ما وجدت أعطاني إيحاء قوياً بأن تربية النشء لا يتم بأسلوب عفوي بل بوجود أياد صالحة تحتضنه أبوياً وترعاه تربوياً ليصبح بعدئذ مواطناً صالحاً يسهم في بناء أمته·· ولا يتأتى هذا إلا من خلال وجود ''ابن البلد'' باعتباره الإنسان الذي يحمل حس المواطنة· ولا أخالك ''يا ابن الإمارات'' تجعل نفسك في العراء ساكناً·· فادفع نفسك الى قاعات ''التربية والتعليم'' فتزاح لأجلك الأمكنة·· ويبقى لكيانك وجوده·· فالجيل بشوق لقدومك·· والابناء بتوق لحضورك·· فلديك الكثير لبناء العقل·· وصياغة المجد·· وريادة العمل· آخر الكلام: هذا المطر استحمت به نهارات من بقايا الأتربة· هذا المطر تطهرت به أخلاقيات من أدران الأفئدة· هذا المطر يهمس في صباحات ''أنا القادم الأحلى·· أنا القادم الأجمل''· صديقكم الزائر سعد بن محمد العليان السعودية