في حديث مع صديق من أحد (الفرجان) المجاورة لي: لماذا يمارس (فريجكم) بعض الممارسات التي كان يمارسها بعض (الفرجان) الصديقة في فترة عفا عليها الزمن، وأصبحت الآن لا تصلح لأن تطبق في (فريج) مثل (فريجكم) الذي يتمتع بمستوى عال من التطور الاقتصادي والثقافي والعمراني؟ فقلت له؟ وضِّح!!
فقال: الإنسان يتعلم ويستفيد ويأخذ من تجارب غيره المفيدة وليس العكس، وخذ هذا المثال من عندنا، كان شباب الفريج المتعلمون المثقفون الواعون يخدمون الوطن ويبذلون جهدهم ووقتهم ويضحون بكل غال ونفيس، فظن بعض ضعاف النفوس أنهم يريدون من وراء ذلك مصلحة شخصية وأنهم يتطلعون إلى شيء أكبر من ذلك، فضيقوا عليهم معيشتهم وقطعوا رزقهم وحاربوهم في كل مجال يدخلونه، بل وترصدوا لكل من يصاحبهم أويجاورهم أويحادثهم أويؤيدهم (ولو بقلبه) فكانت المصيبة، لأنه ليس كل أبناء الفريج بنفس الوعي والصبر والتحمل فشذ منهم (شرذمة) قليلة تطرفت في آرائها وأفكارها لما لاقت من إيذاء، حتى وعى المسؤولون وبدأوا بالتصحيح·
فتساءلت وقلت: ولكن (فريجنا) معروف بأنهم مسالمون، وأهله رغم الحرائق التي تشتعل من حولهم إلا أنهم لم ينحدروا إلى المنزلقات التي انزلق إليها غيرهم، وهم بطبيعتهم لا يحبون أذية الآخرين وقد أحبهم الجميع، لذلك ترى كثيرا من أهل (الفرجان) الأخرى يحبون جوارهم بل والعيش معهم لطيب أخلاقهم، فما الذي حصل؟؟!
فقال: يا صديقي إنها أذناب الشياطين التي ما عاد لها سوق رائج في (الفرجان) الأخرى وأصبحت أساليبهم قديمة وبالية ولا تصلح إلا للعصور الوسطى، فأخذوا يشعلون النار في نفوس المسؤولين ويحرضونهم ويصورون لهم أن ابن (الفريج) خطر على الوطن وأن كل ما يفعله للوصول إلى مكان المسؤولين وأن وأن·· ولكن هذا كله كذب وافتراء مدحوض، لأن (الفرجان) الأخرى عندما سمعت هذا (الهراء) وانجرت وراء هؤلاء (الحمقى) جرت نفسها لمشاكل داخلية، ولم تدرك خطأها حتى شب الحريق في ديارها·
فقلت: وما النصيحة التي تنصحنا بها؟ فقال: الحوار ثم الحوار ثم الحوار·
لأن كل أسلوب ما عدا الحوار بالطرق الصحيحة، ومن ثم جعل الناس يعبرون عن آرائهم بكل حرية ومن ثم احترام آرائهم سوف يحل كثيرا من المشاكل، أما غير ذلك فلا تنتظروا غير المشاكل والخراب·
وأنا باسمي واسم كل غيور على مصلحة (الفريج) أنادي كل محب له بأن يسعى لرفع أيادي الشرذمة التي تسيء إلى هذا الوطن الآمن وأن تمكن لكل من يريد الخير وتبعد أساليب التخلف والهمجية عن التعامل مع أبنائها، وأن تفتح باب الحوار، وأن تشرك كل من يريد العمل في تطوير هذا البلد الخير، وبعد ذلك تحاسب بحق من يسيء ويسرق ويرتشي ويهدر أموال البلد بدل التسلط على المواطنين الشرفاء·
آخر الكلام:
الفرجان: جمع فريج وهي لفظة محلية تطلق على الحارة السكنية وهي عبارة عن مجموعة من البيوت المتجاورة وأهلها يطلق عليهم أهل الفريج·
محمد صقر الزعابي
عدد اليوم
