عواصم-وكالات الأنباء: أفضت جهود مجلس الأمن الدولي تحت ضغط الولايات المتحدة، إلى تسوية حول مشروع قرار سيتم التصويت عليه اليوم على الأرجح بعد أن قدم الأوروبيون تنازلا مهما إلى روسيا· فيما أكدت إيران أنها ستعلن دخولها لنادي الطاقة النووية أثناء الاحتفالات بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الإسلامية عام 1979 في فبراير المقبل·
وأعلن سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة امير جونز باري ''سنصوت على القرار صباح الجمعة''، موضحا أن النص وزع أمس الأول على الدول العشر الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن· وقال باري إن ''رئيس المجلس (السفير القطري عبد العزيز الناصر) قرر أن نصوت على القرار الجمعة''· وقد قدم الأوروبيون تنازلا كبيرا إلى موسكو للحصول على موافقتها، وعدلوا الفقرة المتعلقة بمنع سفر 12 شخصية إيرانية على علاقة بالبرنامج النووي أو الباليستي·
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين إن ''حظر السفر أسقط''، موضحا أن قضية السفر هذه تمت تسويتها بطريقة مبتكرة ترضي موسكو· وفي النص الجديد استبدل منع السفر بفرض قيود بسيطة لا ترتدي الطابع الإلزامي الذي كان واردا في المسودة السابقة· ويدعو النص الجديد ''كل الدول إلى اليقظة في ما يتعلق بالدخول أو المرور عبر أراضيها، لأفراد مرتبطين مباشرة أو يقدمون دعما لنشاطات إيران النووية الحساسة و تطوير أنظمة لحمل السلاح النووي''· وقال تشوركين ''ما زلنا ندرس النص (الجديد) في موسكو لكن يبدو أننا نحقق تقدما''، إلا أنه أضاف أنه ''بقيت تسوية مسألة أو مسألتين''، وعبرعن أمله في تسوية هذه النقاط اليوم· وأضاف ''عملنا بجد على هذا القرار الذي يتوجب علينا تبنيه مع الأسف لأن إيران رفضت تعليق بعض نشاطاتها، مما يمكن أن يفتح الباب لمفاوضات''·
وأضاف ''تأكدوا أنه قرار مدروس بعناية، يمكن أن يسبب بعض المشاكل لإيران في مواصلة النشاطات التي يريد مجلس الأمن أن توقفه،ا لكنه يترك بوضوح الباب مفتوحا للتفاوض عندما توافق إيران على طلب التعليق''·
وأوضح السفير الأميركي في الأمم المتحدة بالوكالة اليخاندرو وولف أنه يجري مشاورات مع واشنطن حول التعديلات الأخيرة للنص· وحول منع السفر الذي كان وصفه بأنه ''أولوية'' لدى الولايات المتحدة، قال وولف ''ما زلنا نتفاوض في هذا الشأن نريد تصويتا قريبا ونريد فعلا قرارا جيدا''·
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أجرت محادثة هاتفية مع نظيرتها البريطانية مارغريت بيكيت حول ''سبل سد الثغرات المتبقية في النص''، بشأن العبارات الواجب استخدامها· وأضاف ''علي أن أشير إلى أننا لم نصل إلى الهدف بعد، وليس لدينا اتفاق كامل حول قرار''·
من جانبها دعت إيران الغرب أمس للعودة إلى مائدة التفاوض بدلا من العمل على إعداد إنذارات جديدة وقرارات لفرض عقوبات· وفي أول رد فعل على ما تردد عن حل وسط داخل أروقة مجلس الأمن الدولي للموافقة على فرض عقوبات ضد طهران صرح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في مؤتمر صحفي بأن قرارا من هذا القبيل سيزيد الوضع تعقيدا· وقال ''إن إيران تدعو كافة الأطراف ذات الصلة لمواصلة المفاوضات لأن لغة التهديدات والإنذارات فقدت فاعليتها وتعقد كل شيء''· وأضاف ''لا يزال بمقدورنا معا بناء جسر يزيل المخاوف الغربية بشأن قضايا منع الانتشار ويضمن في ذات الوقت حق إيران في مواصلة برنامجها المدني للحصول على التكنولوجيا النووية''·
من جهته قال رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي بإيران علي لاريجاني أمس إن القرار المزمع إصدراه بالأمم المتحدة حول فرض عقوبات على إيران لن يرغم طهران على وقف برنامجها النووي، لكنه سيؤثر على تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا ''إن طبيعة هذا القرار لن تقدر على الضغط على إيران، وستقدم إيران ردا مناسبا''·
إلى ذلك تهكم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس على الولايات المتحدة وحلفائها لمحاولة وقف برنامج إيران النووي الذي قال إنه أصبح مصدر إلهام لدول أخرى· وقال إن إيران ستعلن أنها أصبحت عضوا كاملا في نادي الطاقة النووية أثناء الاحتفالات بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الإسلامية عام 1979 في فبرايرالمقبل، مضيفا أن الجهود الغربية لتشتيت إيران عن هدفها لم تثمر·
عدد اليوم
