السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية ينفذ 450 مشروعاً في 100 دولة خلال ثلاث سنوات

صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية ينفذ 450 مشروعاً في 100 دولة خلال ثلاث سنوات
24 سبتمبر 2011 23:03
(أبوظبي) - نجح صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية في إنقاذ شجرة من أشجار النخيل من النوع النادر جداً من الانقراض، بفضل تمويله لمشروع في بنجلاديش لتقديم الرعاية لهذه الشجرة التي تعد الوحيدة في العالم. وبعد فترة من البحث استغرقت أعواماً لمعرفة مكان هذه الشجرة، وصلت معلومات إلى مقر الصندوق من مدرس يعمل في بنجلاديش أن المدرسة التي يعمل بها تحتوي على شجرة نخيل مهددة بالانقراض وبحاجة إلى تمويل لتوفير الحماية لهذه الشجرة. وأوضحت رزان المبارك العضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية في تصريحات للصحفيين أن تمويل المشروع ساعد في إنقاذ شجرة النخيل، والحصول على بذور الشجرة وبالتالي حمايتها من الانقراض. وأفادت رزان المبارك أن حماية شجرة النخيل يعد مشروعاً من أصل 450 مشروعا بيئيا نفذت في 100 دولة خلال السنوات الثلاث الماضية بتمويل من الصندوق الذي حظي بتبرع سخي من سموه بقيمة 25 مليون يورو لدعم الجهود العالمية التي تبذل في سبيل حماية تنوع الحياة البرية والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، علما أن ما تم إنفاقه على المشاريع السالفة الذكر لا يتجاوز الستة ملايين دولار خلال السنوات الثلاث الماضية. وبينت رزان المبارك أن الصندوق قسم المنح إلى نوعين: تلك التي لا تتجاوز فيها قيمة التمويل الخمسة آلاف دولار، ومنحة ما بين الخمسة آلاف دولار و25 ألف دولار، مشيرة إلى أن ما يميز الصندوق تقليص حجم الإجراءات الإدارية حيث يتم استلام استمارة التقديم النهائية عبر البريد الإلكتروني والرد عليها خلال ثلاثة أشهر، فيما منح المبالغ الكبيرة يتم توفيرها بعد اجتماع لجنة التقييم التي تنعقد على الأقل مرتين سنويا. وأوضحت رزان المبارك أن من بين المشاريع التي تم تمويلها في دولة الإمارات كانت لنبات “القفص” الذي يتواجد فقط في جبل حفيت وفي جنوب السعودية، وتم منح جامعة الإمارات بالعين الجهة المنفذة للمشروع ما قيمته 20 ألف دولار لتأمين الحماية لهذا النبات. وقالت إن الصندوق مول مشروعا لحماية النمر العربي وهو أحد أنواع النمور المهددة بالانقراض، حيث تم اكتشاف وجوده في اليمن، ونجح فريق المشروع العام الماضي في إثبات وجود النمر العربي في منطقة حوف المحمية بالرغم من تأكيد السكان المحليين اختفاءه منذ ما يقارب العشر سنوات. وأكدت رزان المبارك التزام الصندوق بتقديم المنح المادية لمشاريع عالية الجودة التي تهتم بجميع أنواع الكائنات الحية التي تبدي حاجة ملحة لجهود الحماية العاجلة بغض النظر عن المواقع الجغرافية التي تنتمي لها. وأفادت أنه تم منح ما مجموعه 5.9 مليون دولار للنشطاء في المحافظة على الكائنات الحية حول العالم. وهذه المنح الصغيرة التي لا تتجاوز الواحدة منها 25 ألف دولار هي بمثابة إسهام هام في المحافظة على الأنواع الحية بشكل عام كما أنها في أغلب الأحيان تمثّل أيضاً دور نواة التمويل الأولي التي بدورها تعمل على استقطاب دعم مالي إضافي لاستمرار قيام مشاريع الحماية وإتمام أهدافها. وتتمثل مهمة الصندوق في رفع مستوى الأهمية لأنواع الكائنات الحية في المحافل البيئية وذلك عن طريق توفير الدعم المناسب للمبادرات القاعدية التي تعمل مع سكان المنطقة المحليين على تحقيق التقدم في استمرار الأنواع بالبقاء، وتأييد ودعم ذوي العلم والالتزام والشغف بالكائنات الحية الذي يمثل الأساس الوجداني لإنقاذ الأنواع من الانقراض حول العالم، وتقديم المساعدة لجهود الحفاظ على الأنواع في أماكن تواجدها، أي في مواطنها الطبيعية، ورفع مستوى الوعي بالمحافـظة على الكائنات الحية والعمل على تجديد روح المعرفة بعلوم الطبيعة لدى الشباب وصغار السن، والعمل على جذب المزيد من المساهمات لصالح الحفاظ على الأنواع من جميع أنحاء العالم. ومن الكائنات الحية التي نجح في حمايتها الصندوق، كانت طيور البطريق قافز الصخور الشمالي التي تواجه الموت المحقق كلما حاولت التنقل على سطح جزيرة تريستان دا كونا الواقعة جنوب المحيط الأطلسي، لوجود حفرة عميقة على سطح تلك الجزيرة الوعرة تهدد حياة 350 بطريقا سنوياً جراء السقوط والموت فيها، وبالدعم المقدم من الصندوق تم وضع سياج حماية حول مناطق أعشاشها، حيث حال دون هلاك أكثر من ألف بطريق من هذا النوع النادر والمهدد بالانقراض. وأوضحت رزان المبارك أن تشييد السور كلف 12 ألف دولار تكفل بها صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية ما يعطي مثالاً حياً على نوع المشاريع الفعالة وغير المكلفة، التي يهتم الصندوق بدعمها وتشجيع القائمين عليها. وتحظى المشروعات التي تتم على المستوى الميداني بأولوية التمويل، حيث تعمل بشكل مباشر مع الأنواع المهددة. وتعتبر دكتورة جون يوشيوكا، الباحثة لدى جامعة هاواي في الولايات المتحدة الأميركية، واحدة من هؤلاء الناشطين المتفانين في المحافظة على الكائنات الحية، حيث تلقت من الصندوق منحة قدرها 13 ألف دولار من أجل اتخاذ إجراءات طارئة لمنع انقراض خمس من النباتات المهددة بشكل حرج، والتي لا يصل المتبقي منها حتى إلى 50 نبتة. وقد تطلبت هذه الإجراءات الطارئة استئجار طائرة عمودية “هيليكوبتر” وشراء معدات لتسلق الصخور للتمكن من الوصول إلى بعض المنحدرات الصخرية النائية التي تمثل الموطن الوحيد المعروف لهذه النباتات النادرة. كما تم مؤخراً منح مبلغ 4 آلاف دولار لمشروع يهدف إلى دراسة البيئة الطبيعية لأحد أنواع الخنفساء التي تم اكتشافها حديثاً بإقليم شانسكي في الصين. وترمي هذه الدراسة إلى تجميع معلومات حول التفضيلات الغذائية لهذه الخنفساء ودورة حياتها. وسمّي هذا النوع بخنفساء الجرف الصينية وهي تنتمي لعائلة أسبيديتيداي (خنفساء الجرف المائي) والتي تضم نوعين فقط في العالم، بحيث يقع النوع الآخر على بعد آلاف الكيلومترات في جنوب أفريقيا. على جانب آخر، ومن خلال الدعم الذي قدمه الصندوق، نجح الباحثون في الاستدلال على بقاء فصيلة إكيدنة في بابوا غينيا الجديدة وذلك بتتبع علامات حفر خلفها منقاره المميز، حيث تم الكشف مؤخراً عن آثار أخذت شكل منقاره الفريد ربما أثناء نبشه للأرض بحثاً عن غذائه من الحشرات. ويعتبر هذا اكتشافاً هاماً نظراً لعدم ملاحظته أو تسجيل وجوده في بيئته الطبيعية على هذه الجزيرة لأكثر من نصف قرن. وقد خصص الصندوق مبلغ 10 آلاف دولار للقيام بحملة استكشافية للبحث عن هذا الحيوان الثدي، حيث أن الإكيدنة واحد من خمسة أنواع فقط من الثدييات التي تبيض، وتعود السجلات الأحفورية الخاصة لأكثر من 100 مليون سنة. ويلتزم الصندوق بتقديم المنح للمشاريع عالية الجودة التي تستهدف جميع الأنواع الحية التي هي بحاجة ماسة للحماية. وشهدت 2010 السنة العالمية للتنوع البيولوجي، تبرعاتٍ من الصندوق قدرها 2.4 مليون دولار لحماية الأنواع الحية التي تعتلي القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها وهي الأنواع المهددة بشكل حرج بالانقراض، والأنواع المهددة بالانقراض، والأنواع المعرضة للانقراض. أيضاً يقوم الصندوق بتمويل المشاريع التي تهدف إلى رفع الوعي ونشر المعرفة بما يتعلق بالأنواع غير المعروفة بشكل كامل والمدرجة في القائمة الحمراء تحت مسمى الأنواع التي لا تتوفر عنها معلومات كافية أو الأنواع غير المصنفة والتي لم يتم تقييمها بعد. ويتألف مجلس إدارة الصندوق من طاقم من الخبراء المحليين والدوليين في مجال المحافظة على الأنواع الحية والقضايا البيئية، حيث يرأس المجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بينما يشغل معالي محمد البواردي أمين عام المجلس التنفيذي في أبوظبي منصب نائب الرئيس. ويضم أعضاء مجلس إدارة الصندوق معالي ماجد المنصوري رئيس دائرة الشؤون البلدية، ورزان المبارك الأمين العام لهيئة البيئة- أبوظبي، التي تشغل أيضاً منصب العضو المنتدب، إضافة إلى ثلاثة خبراء دوليين يكملون باقي أعضاء مجلس إدارة الصندوق. صندوق محمد بن زايد والنظام البيئي العالمي قال معالي محمد أحمد البواردي نائب رئيس مجلس إدارة صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، وأمين عام المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي إن “صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية يهدف إلى الحيلولة دون انقراض الأنواع النادرة عبر دعمه للعلماء المتفانين في عملهم والمدركين لأهمية المحافظة على الكائنات الحية وضرورتها لصيانة النظام البيئي العالمي”. وأضاف محمد البواردي قائلاً: “لقد أدرك الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مدى تدني مستوى الدعم المالي الذي يتلقاه الباحثون النشطاء للمحافظة على الكائنات الحية عالمياً للقيام بعملهم، ومدى التأثير السلبي لذلك وما له من عواقب وخيمة على الأنواع التي شارفت على الانقراض”. توفير التمويل لدعم 100 مشروع جديد أعلنت رزان المبارك العضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، وهي أيضاً الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي أن الصندوق في الوقت الحالي يستعرض ويفرز الدفعة الجديدة من طلبات الدعم المالي، حيث يستقبل ما يقارب 400 استمارة في الربع الواحد من السنة، في حين أن التمويل المتوفر يكفي لدعم حوالي 100 مشروع فقط لنفس الفترة، ويتم اختيار المشاريع وفق فلسفة الصندوق المعتمدة في المحافظة على الكائنات الحية. وقالت رزان مبارك إن الصندوق الذي تأسس عام 2008، يعد من أهم الهيئات العالمية التي تعمل على مساعدة من لديهم مشاريع للمحافظة على الكائنات الحية، موضحة أن الموافقة على أي منحة يتم بناء على قدرة صاحب الطلب على التوافق والاستجابة للبنود والمواد التي ينص عليها الصندوق، مع التركيز على المشاريع الصغيرة المقامة محلياً بجهود الأهالي في محيطهم البيئي. تسجيلات صوتية لنداءات الخفافيش قالت رزان المبارك العضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية أنه بفضل المنحة التي قدمها الصندوق إلى ليزا كوثين من جامعة تازسمانيا في أستراليا بقيمة 15 ألف دولار، تمكنت كوثين من إعداد تسجيلات صوتية لنداءات الخفافيش واستعمالها لاحقاً في إنشاء قاعدة بيانات صوتية للتعرف على الفصائل المختلفة وتطوير مفتاحٍ لتعريف وتحديد نداءات الخفافيش. وبتأسيس مكتبة كهذه لتخاطبات الخفافيش، يستطيع الباحثون الآن إحصاء أعداد الخفافيش ضمن منطقة معينة وقياس التباينات في أعداد الخفافيش. ويعنى الصندوق بتقديم الدعم المالي للأفراد الملتزمين والمتفانين في المحافظة على الأنواع الحية، والذين يعملون بشغف على إحداث فرق على أرض الواقع والإسهام في البقاء المستدام للأنواع المهددة بالانقراض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©