(دبي) - في كرة القدم لا تكون العبرة بالسيطرة والاستحواذ، أو بالشكل الهجومي في طريقة اللعب والتشكيلة، وإنما تكون بالفاعلية وقدرة اللاعبين على الوصول للهدف الذي يريده المدرب من خارج الخطوط بناء على قدرات المنافس، وذلك لأن السيطرة والوصول الكثير لمرمى المنافس، يكون في حالات كثيرة مثل “الضجيج بلا طحن” فهو يحدث صوتاً عالياً دون فائدة أو عائد، لأنه لم يتمكن من هز الشباك، الذي يبقى في النهاية هو الهدف الأساسي لـ 20 لاعباً في كل مباراة.
هذا الأمر ينطبق على مباراة النصر والشباب التي شهدها ستاد نادي دبي في العوير مساء أمس الأول، ضمن مباريات الجولة الثانية لكأس اتصالات لكرة القدم، الذي انتهى بفوز “الجوارح” بهدفين نظيفين بأقل مجهود، حيث استطاع البرازيلي بوناميجو مدرب الشباب تحقيق كل أهدافه الخططية، بناء على طريقة لعب المنافس، وبأسلوب “السهل الممتنع”، فهو لم يكن مسيطراً على مجريات اللعب بشكل واضح، ولم يكن فريقه أكثر وصولاً لمرمى “العميد”، ولكنه امتلك الرؤية الكاملة والصحيحة لقدرات منافسه، واستطاع توظيف لاعبيه للتعامل معها، واستغلال نقاط ضعفه لتحقيق ما يريد.
وفي الوقت الذي كان فيه بوناميجو أكثر واقعية وقدرة على التعامل، مع طريقة أداء منافسه، كان الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر “مرتبكاً”، غير قادر على قراءة الفريق المنافس، ورغم أن فريقه كان يبدو خلال اللقاء أكثر سيطرة واستحواذاً ومحاولات هجومية، إلا أنه لعب على قدرات فريقه فقط، ولم يهتم بقدرات الفريق الذي يواجهه، وهو الفريق الأكثر تنظيماً في الدفاع، الذي يلعب بطريقة “مغلقة” يصعب اختراقها عن طريق بانجورا وتينيريو وحدهما مهما كانت قدرات اللاعبين.
كان الشكل الهجومي للنصر جيداً في فترات كثيرة من اللقاء، وكان لاعبوه أكثر وصولاً للمرمى وتهديد إسماعيل ربيع حارس الشباب طوال الـ 90 دقيقة، ولكن اللعب “العشوائي” كان شعار بناء الهجمات، ولم يجد بانجورا وتينيريو المساندة من لاعبي الوسط، الذي كانوا لا يهتمون بالدفاع بدرجة كبيرة، ولا يشاركون في الهجوم بالطريقة المطلوبة، فكانوا بلا دور حقيقي خلال اللقاء، وهو ما جعل الثنائي الهجومي “الأزرق” فريسة سهلة لمدافعي “الجوارح”.
وكان خط وسط الشباب بوجود اللاعب الأوزبكي “الداهية” حيدروف، ومعه “المايسترو” فيلانويفا و”الدينامو” عيسى عبيد أفضل الخطوط في الملعب، من حيث الربط بين الدفاع والهجوم، وأداء كل الأدوار المطلوبة بكفاءة لإرهاق لاعبي النصر، وتشتيت تركيزهم بين أداء الأدوار الهجومية والدفاعية، خاصة أن زنجا جعل مهمة بوناميجو أكثر سهولة بأن ألغى وجود الجناحين من بداية اللقاء في ظل احتفاظه بلاعبي الجبهة اليسرى محمد علي وحسن أمين خارج الخطوط وأيضاً المدفع الأيمن حميد عباس، فتسبب في قلة مصادر تمويل المهاجمين أمام منافس امتلك مفاتيح لعب متعددة من وسط الملعب.
وعقب المباراة أبدى البرازيلي بوناميجو مدرب الشباب سعادته الكبيرة بالفوز، وقال: كنا نعلم صعوبة المباراة أمام النصر، لأنه فريق كبير، وقدم مباراة جيدة أمامنا، خاصة في الشوط الأول، لكننا امتلكنا زمام الأمور في الثاني، وأنا أرى أن فوزنا بهدفين هو النتيجة العادلة للمباراة، في ضوء أحداث اللقاء الذي كان مليئاً بفرص التهديف.
وأضاف مدرب الشباب: لسنا فريقاً محظوظاً، والمهم في كرة القدم هو القدرة على إنهاء الهجمات بشكل صحيح وترجمة الفرص إلى أهداف، وليس مجرد السيطرة والوصول للمرمى، وقال: الفوز في مباراتين ليس مقياساً للحكم على مسيرة فريقي، وقدرته على المنافسة خلال كأس اتصالات، وكل بطولات الموسم، وكل ما في الأمر أن بدايتنا تعتبر جيدة فقط، خاصة أن الفوز بلقب كأس اتصالات الموسم الماضي جعل الفريق تحت ضغط، وهو أمر طبيعي لأن المنافسين يتعاملون معنا الآن بطريقة أخرى.
وعن المباراة أكد بوناميجو أنها كانت صعبة على الفريقين، وأن النصر يستحق التهنئة على الأداء الجيد طوال المباراة، وقد منحنا فرصة المشاركة لأكبر عدد من اللاعبين للمشاركة في اللقاء قبل النهاية، من أجل الاستعداد للمباريات المقبلة محلياً وخليجياً، ولأن بعض اللاعبين لم يصلوا حتى الآن إلى مستواهم الحقيقي ولابد من مراعاة ذلك.
إسماعيل رجل المباراة
دبي (الاتحاد) – استحق إسماعيل ربيع حارس الشباب لقب “رجل المباراة الأول” عن جدارة، بعد أن كان سبباً رئيسياً في احتفاظ فريقه بالتقدم والحصول على النقاط الثلاث، من خلال الأداء القوي الذي قدمه وإنقاذه لكل محاولات بانجورا وتينيريو وغيرها طوال اللقاء، وهو ما كان سبباً في حصوله على تشجيع جماهير الفريقين بعد المباراة.
أحزان مدير «الأزرق»
دبي (الاتحاد) – خرج محمد بن كدفور مدير فريق النصر في حالة حزن شديدة عقب المباراة، ليس بسبب الخسارة فقط، ولكن بسبب تعرضه لألفاظ سيئة من المدرجات، وقال عقب المباراة: أنا مدير الفريق ولست المدرب ولست مسؤولاً سوى عن الأدوار الإدارية، ولا دخل لي في مشاركة لاعب أو خروج آخر، ولا يمكن أن أتعرض للسب من المدرجات، ولا أقبل أن يسمع أبنائي مثلاً هذه الألفاظ التي توجه لي.
سر وجود مسفر
دبي (الاتحاد) – حرص عبد الله مسفر مدرب المنتخب الوطني الأول على حضور المباراة من مقصورة ستاد نادي دبي في العوير مساء أمس الأول، وذلك على الرغم من إعلان قائمة المنتخب صباح اليوم نفسه، وعدم اختيار أي من لاعبي النصر، ووجود وليد عباس ومحمد أحمد فقط من لاعبي الشباب في القائمة التي تستعد لمعسكر الصين ومباراة كوريا الجنوبية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2014.
عبد الرحمن يستنجد بمراقب الحكام
دبي (الاتحاد) – خرج عبد الرحمن محمد المستشار الفني لشركة النصر لكرة القدم عن الهدوء المعروف عنه خلال متابعته للمباراة من المقصورة، وحاول إظهار اعتراضه على قرارات حكم المباراة عيسى الهاجري، الذي تعرض لانتقادات كثيرة من جماهير النصر على اعتبار أنه لم يمنح فريقهم حقه الكامل في المباراة.
ولم يجد عبد الرحمن محمد سوى توجيه طلب إلى مراقب الحكام علي سرور بصوت عال وأن يطلب منه محاولة تنبيه الحكم للأخطاء التي يقع فيها، التي رأى نجم النصر والمنتخب الوطني السابق أنها كانت مؤثرة، وتسببت في تحجيم قدرات فريقه.
عدد اليوم
