السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
23 سبتمبر 2011 23:38
يقال طغمة العسكر، أو الطغمة من الناس أرْذالُ الناسِ وأوغادهم، أنشد أبو العباس: إِذا كان اللَّبِيـبُ كَـذا جَهُـولاً فما فَضْلُ اللبِيب على الطَّغامِ؟ الطَّغامُ والطَّغامةُ: أرْذالُ الطَّيْرِ والسِّباعِ، الواحِدةُ طَغامةٌ للذكر والأُنثى مثلُ نَعامةٍ ونَعامٍ، ولا ينطق منه بفعلٍ ولا يُعْرَفُ له اشتقاق، وهُما أيضاً الواحدُ والجمعُ في ذلك سواء.. ويقال: هذا طَغامة من الطَّغامِ، الواحدُ والجمعُ سَواءٌ؛ قال الشاعر: وكُنْتُ إذا هَمَمْتُ بفِعْلِ أمرٍ يُخالِفُني الطَّغامـــَةُ والطَّغــامُ ويُقال للرجل الأحْمَقِ طَغامةٌ ودَغامة، والجَمعُ الطَّغامُ. كان سنان بن سلمان البصري، أديباً فاضلاً عارفاً بالفلسفة، ورجلاً عظيماً خفيّ الكيد، بعيد الهمّة، ذا قدرة على الإغواء وخديعة القلوب والعقول، واستخدام الطغام والغفلة. قرأ كثيراً من كتب الفلاسفة والجدال مثل رسائل إخوان الصفاء وما شاكلها من الفلسفة الإقناعية المشوقة غير المبرهَنَة. وبنى بالشام حصوناً احتال في تحصيلها وتحصينها وتوعير مسالكها، ودام له الأمر بالشام نيّفاً وثلاثين سنة. قال المنتجب بن دفتر خوان: أرسلني صلاح الدين الأيوبي إلى سنان حين وثبوا على صلاح الدين بدمشق ليقتلوه، ومعي القطب النيسابوري، وأرسل معنا تخويفاً وتهديداً له، فلم يجبه، بل كتب على كتاب صلاح الدين: هذا جوابكم: جاءَ الغرابُ إلى البازي يهـدِّدُه وكَشَّرَتُ لأُسود الغاب أَضْبُعُهُ أَضحى يسدُّ فمَ الأفعى بإصبعِه يكفيه ما ذا تلاقي منه إصْبعُهُ ثم قال لنا: إن صاحبكم يحكم على ظواهر جنده، وأنا أحكم على بواطن جندي. ودليلُه تشاهد الآن. ثم دعا بعشرة من صبيان القاعة، وكان على حصنه المنيف، فاستخرج سكِّيناً وألقاها إلى الخندق، وقال: مَن أراد هذه فَلْيُلْقِ نفسَه خلفها! فتبادروا خلفها وثباً أجمعين، فهلكوا، فعدنا إلى السلطان صلاح الدِّين وعرّفناه الحال. ثم إن سناناً سيّر بعد ذلك رسولاً إلى صلاح الدّين، وأمره ألاّ يؤدّي رسالته إلاّ خلوة، ففتّشه صلاح الدين، فلم يجد معه ما يخافه، فأخلى له المجلس إلا نفراً يسيراً، فامتنع من أداء الرسالة حتى يخرجوا، فأخرجهم كلّهم سوى مملوكين، وقال: هاتِ رسالتَك. فقال: أُمِرتُ أن لا أقولها إلا في خلوة. قال: هذان ما يخرجان. فإن أردت أن أتذكر رسالتك، وإلاّ قُم! قال الرسول: فلمَ لا يخرج هذان؟ قال صلاح الدين: لأنهما مثل أولادي.. فالتفت الرسول إليهما، وقال لهما: إذا أمرتكما عن سنان بقتل هذا السلطان، هل تقتلانه؟.. فقالا: نعم! وجذبا سيفيهما، فبهت السلطان، وخرج الرسول وأخذهما معه، وجنح صلاح الدين إلى الصلح مع سنان، ودخل في مرضاته. محمد مهدي الجواهري: برغمِ الإِبــــاءِ ورغـــمِ العُلـــى ورغــــمِ أُنـــوفِ كــِرامِ المَـــلا وشـــرٌّ أهرَّ بهــــــــا أكلُبـــــاً أعارَهـــــمُ نابَهــــمْ إذْ سَــطا حَبــا ما حبـا طغمـة أُتخِمـتْ بفَضْلاتـــهِ، وزوى مـــــا زوى إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©