الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

من وراء وفاة «نزيهة» في حافلة مدرسية؟

من وراء وفاة «نزيهة» في حافلة مدرسية؟
8 أكتوبر 2014 12:35
دفعت الطفلة نزيهة لال أحمد (4 سنوات)، أمس، حياتها ثمناً للإهمال الجسيم، حيث تركت في الحافلة منذ لحظة صعودها عند الساعة السادسة والنصف صباحاً ليتم العثور عليها متوفاة عند صعود الطلاب إلى الحافلة لتنقلهم إلى منازلهم عند الظهيرة. وقال العميد المهندس حسين أحمد الحارثي، مدير مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، رئيس اللجنة التنفيذية للنقل المدرسي، إن المسؤولية المبدئية تقع على مشرفة الحافلة والسائق، حيث إن التشريعات واضحة وتم تطويرها لرفع معدلات السلامة والأمن على الحافلات من قبل اللجنة التنفيذية للنقل المدرسي. والتقت «الاتحاد» أصغر علي، جد الطفلة نزيهة “هندية الجنسية”، حيث كان أهلها في حالة نفسية سيئة للغاية لم تسمح لهم بالحديث، وقال الجد: «إننا في حالة حزن شديد، حيث إننا فقدنا حفيدتنا، والسبب إهمال واضح وجسيم من أشخاص تم تعيينهم لرعاية الأطفال، وليس تركهم للموت في حافلات المدارس». وأضاف بصعوبة بسبب حالته النفسية السيئة: «حفيدتي نزيهة ركبت الحافلة حوالي الساعة السادسة والنصف صباحاً، وتذهب التوقعات إلى أنها نامت في الحافلة، وتركها السائق والمشرفة». وقال: «في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف من ظهر أمس، تلقينا اتصالاً من إدارة المدرسة، وطلبوا مني الحضور شخصياً أو ولي أمر الطفل «والدها أو والدتها»، وسألتهم عن السبب، فرفضوا الإفصاح، وعندما ذهبنا إلى المدرسة تم إعلامنا بالخبر الحزين». وقال الجد: «أود أن أوجه سؤالاً لمشرفة الحافلة والسائق عن سبب إهمالهم لحفيدتي التي فقدناها ولن ينفع الندم في هذا الوقت؟ وكيف لهم أن يغلقوا الحافلة من دون التأكد من أنها خالية من الأطفال؟». من جانبه، قال رودريك وليام، مدير مدرسة أكاديمية الورود الخاصة التي تنتسب إليها الطفلة نزيهة: «أود أن أنعى الطفلة، وأنا حزين للغاية لهذا الحادث الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ مدرستنا منذ أكثر من 30 عاماً، منذ بدايتنا في أبوظبي». وأشار إلى أن شرطة أبوظبي لا تزال تباشر التحقيقات، والمدرسة تنتظر النتائج، علاوة على تحقيقات إدارة المدرسة للوقوف على المتسبب في الإهمال، لافتاً إلى أن الحافلة تتسع لـ 25 راكباً، ومن المفترض أنها مطابقة للمواصفات ومرخصة لنقل حافلات المدارس». ولفت إلى أن إدارة المدرسة تعاقدت مع الشركة المعنية لنقل الطلاب، حيث إنها مرخصة ومتخصصة في نقل الطلاب، ولديها مشرفات لتوفير الرعاية للأطفال على الحافلات، ومراقبتهم في أثناء الصعود والنزول من الحافلة والتأكد من خلوها. وأكد وليام أن هذا الحادث هو الأول في تاريخ المدرسة وتاريخه المهني منذ أن بدأ العمل التربوي ومنذ أن أصبح مديرا، حيث إنه يدير المدرسة التي ينتظم فيها نحو 2226 طالباً وطالبة من الروضة إلى الصف الثاني عشر، وتضم المنهجين البريطاني والأميركي. إلى ذلك، أعرب المهندس حمد الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع المدارس الخاصة بمجلس أبوظبي للتعليم، عن أحر التعازي لأسرة الطالبة الهندية، مؤكداً تضامن المجلس مع أسرة الطالبة ومساعدتها على تخطي المرحلة الحرجة التي تمر بها. وأكد أن مجلس أبوظبي للتعليم سيقدم الدعم اللازم لشرطة أبوظبي والجهات المختصة لكشف ملابسات الحادثة، مشيراً إلى أن فرق الشرطة قد باشرت مهامها على الفور لمعرفة التفاصيل كافة المرتبطة بالواقعة، وسيتم إعلان نتائج التحقيقات في وقت لاحق. وأضاف أن هناك جهوداً حثيثة يبذلها المجلس بالتعاون، مع شركائه الاستراتيجيين لضمان بيئة طلابية آمنة وتعزيز سلامة الطلبة من خلال تشريعات وضوابط النقل المدرسي، مؤكداً أهمية دور المدارس الخاصة في اتباع تعليمات وإجراءات النقل المدرسي لضمان سلامة الطلبة، وبالأخص عند إبرامها لعقود المواصلات مع مختلف مشغلي الحافلات المدرسية، وضرورة مطابقتها لشروط النقل المدرسي بإمارة أبوظبي. وأضاف: “سنقوم بمتابعة سير التحقيقات وانتظار النتائج النهائية، وبالتالي اتخاذ الإجراءات الإدارية المناسبة بالتنسيق مع الجهات المختصة في حال ثبوت إهمال أو مخالفات تسببت في وفاة الطفلة”، مشيراً إلى أن سلامة الطلبة أساس للعملية التعليمية وهو أمر لا مساومة فيه. أنظمة ذكية لتتبع تحركات الأطفال العام المقبل أعرب العميد المهندس حسين أحمد الحارثي مدير مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي ورئيس اللجنة التنفيذية للنقل المدرسي عن أحر التعازي لأسرة الطفلة التي غيبها الموت بعمر الزهور، مؤكداً أن شرطة أبوظبي تشعر بالأسى الشديد لوقوع هذا الحادث؛ وغيره من الحوادث التي يروح ضحيتها الأطفال، والتي أدت إلى وفيات وإصابات خطرة، مشدداً على تضافر الجهود المشتركة التي تصب في تعزيز حماية الأطفال من المخاطر. وأكد أن العمل جار على قدم وساق في تطوير منظومة النقل المدرسي من إجراءات وتشريعات فضلاً عن تنمية الموارد البشرية وتطويرها عبر برامج تدريبية إلزامية، ناهيك عن تطوير منظومة ذكية ومتكاملة للنقل المدرسي، مشيداً بدور الشركاء وتعاونهم وهم دائرة النقل في أبوظبي، ومجلس أبوظبي للتعليم، ومجلس أبوظبي للمطابقة والجودة. وأضاف العميد الحارثي في تصريح لـ “الاتحاد” أن الأنظمة الذكية الجديدة سيتم إدخالها بدءً من العام المقبل، وتضم أساور يلبسها الأطفال ويمكن للأهل تتبع مكانهم عن طريق الهواتف الذكية أو الأنترنت والتأكد من وصولهم للمدارس ودخول المدرسة وتحديد أماكنهم والتواصل مع المدرسة. وأشار إلى أن المسؤولية المبدئية تقع على مشرفة الحافلة والسائق، حيث إن التشريعات واضحة وتم تطويرها لرفع معدلات السلامة والأمن على الحافلات من قبل اللجنة التنفيذية للنقل المدرسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©