الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليبيا.. صراع بين برلمانيْن

7 أكتوبر 2014 23:56
ياسمين ريان طرابلس أن تكون برلمانياً في ليبيا، فهذا عمل يتحدى الموت. فقد تم تفجير سيارة «انتصار شنيب» في بلدة «درنة» الشرقية أثناء الانتخابات التي أجريت في شهر يونيو. وكان ممثل برلماني آخر هو «على عمر التكبالي» يدرك أن الذهاب إلى منزله في العاصمة يشكل خطورة كبيرة، حيث قال: «إنني أتلقى تهديدات بالقتل كل يوم تقريباً، وتحذيرات بعدم العودة مطلقاً إلى طرابلس مرة أخرى». ومع قتال الجماعات المسلحة للسيطرة على ليبيا، فإن مدينة طبرق الشرقية – بمرفأها المحمي بطريقة طبيعية، ومجتمعها القبلي المتماسك وغياب الميليشيات – أصبحت واحدة من أكثر الأماكن أماناً، خاصة لمن يفكرون في اللجوء إليها. وأصبحت المدينة مركزاً لمجموعة واسعة من السياسيين والنشطاء والشخصيات العسكرية الذين يأملون في استعادة الدولة الليبية. وفي شهر أغسطس الماضي، انتقل البرلمان الليبي إلى طبرق، حيث قال الأعضاء: «إنهم يواجهون خطراً دائماً بسبب العنف الذي تشهده العاصمة. وقد تم اعتقال أو قتل أو خطف العشرات من السياسيين والصحفيين والنشطاء في طرابلس، وهو الاتجاه الذي ساد بشكل مكثف منذ سيطرة تحالف من الميليشيات الإسلامية تحت اسم (فجر ليبيا) على معظم أنحاء المدينة قبل بضعة أسابيع». وكانت مدينة وميناء طبرق، التي تضم 200 ألف نسمة، مجهزة بصورة بسيطة لدورها الجديد كمحور استراتيجي. ولا يوجد بالمدينة سوى خمسة فنادق، لذلك فقد استأجرت السلطات مبدئياً عبارة يونانية لنقل السيارات لإيواء هذا الفيض، بينما تحاول إيجاد أماكن للإقامة الدائمة. أما البرلمان السابق، الذي يسيطر عليه أعضاء متعاطفون مع جماعة «فجر ليبيا»، فيواصل اجتماعاته في طرابلس حتى وإن كان من المفترض أن يتنحى أعضاؤه عقب انتخابات يونيو. وكان أداء البرلمانيين الإسلاميين ضعيفاً في هذه الانتخابات، وتقاطع القلة التي فازت في الانتخابات البرلمان الجديد في طبرق. وقد اعتقد الكثير من الليبيين أن الفوضى والعنف اللذين أعقبا ثورة 2011 ضد «معمر القذافي» سيتلاشيان مع إعادة بناء الدولة الليبية. ولكن بدلا من ذلك، فإن الميليشيات التي حاربت أثناء الثورة أصبحت أكثر قوة من الدولة، واشتدت حدة صراعات القوى الإقليمية . وفي مدينة بنغازي الشرقية، تقاتل الميليشيات الإسلامية القوات التي يتزعمها الجنرال السابق «خليفة حفتر»، والذي شن حملة ضدها خلال فصل الصيف، وتحالف مع البرلمان. وتم اغتيال أكثر من 500 من مسؤولي الجيش والشرطة في بنغازي منذ 2011، بينما ازداد معدل حالات القتل الغامضة في الأسابيع الأخيرة. وفي طبرق، يحاول البرلمان الآن إعادة تشكيل الحكومة في مكان أكثر أمناً. وفي الأسبوع الماضي، أدت الحكومة الجديدة لرئيس الوزراء عبد الله الثني اليمين الدستورية. وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أقال البرلمان رئيس مصرف ليبيا المركزي بعد أن رفض الانتقال إلى طبرق أو تسديد دفعات مالية خاصة بالموازنة بناء على طلب النواب الجدد. وقد حاول محافظ البنك «الصديق الكبير» تجنب الانحياز لطرابلس أو طبرق وهو يطعن في مشروعية إقالته. وتعد السيطرة على البنك المركزي أمراً بالغ الأهمية، حيث إنه يستحوذ على الأصول الأجنبية في اقتصاد ليبيا شديد المركزية، بما في ذلك أكثر من 100 مليار دولار قيمة احتياطات العملة الأجنبية، وكذلك أسهم وأموال ناتجة عن إيرادات النفط. وهناك أيضاً خطط لنقل المؤسسة الوطنية للنفط، وهي الهيئة التي تسيطر على احتياطات ليبيا الكبيرة من النفط، إلى الشرق. وعلى الرغم من ذلك، فبالنسبة للسلطات في طبرق، فإن السلطة السياسية والمالية تتوقف في نهاية المطاف على نجاح حلفائها في الجيش. وقد زار «إبراهيم مدني»، رئيس اللواء المقاتل من مدينة الزنتان الغربية، وعضو القوات التي فشلت في السيطرة على طرابلس، مدينة طبرق مؤخراً، للتشاور مع رئيس الأركان العامة الجديد «عبد الرزاق الناظوري»، وأعضاء البرلمان . وكان النقاش يركز على التجهيز لهجوم مضاد ضد قوات «فجر ليبيا» في طرابلس، والذي يقول الكثير من الناس هنا أنه وشيك. وقال «مدني»: «كانت الزيارة ناجحة، وقد حصلنا على الدعم اللوجستي الذي طالبنا به. وهناك بعض فصائل الجيش التي تفتقر إلى بعض العتاد والأسلحة، لذا فإن هذه المعدات سيتم إرسالها إلينا قريباً جداً». وفي طبرق، يستنكر أنصار البرلمان ما يصفونه بأنه دعم خارجي لخصومهم. وكانت هناك سلسلة من الغارات الجوية الغامضة ضد الإسلاميين التابعين لجماعة فجر ليبيا بالقرب من مطار طرابلس في شهر أغسطس، وفي مدينة غريان، جنوب طرابلس، في منتصف سبتمبر. ويُعتقد على نطاق واسع أن هذه الغارات قد نُفذت بدعم خارجي. وفي الوقت نفسه، هناك تدفق مستمر للمقاتلين الأجانب إلى ليبيا للانضمام للجماعات الإسلامية في بنغازي ودرنة، والكثير منها يأتي عبر السودان. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©