الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«6 أكتوبر».. نصر عظيم لم تنصفه السينما المصرية

«6 أكتوبر».. نصر عظيم لم تنصفه السينما المصرية
7 أكتوبر 2014 20:30
رغم الاهتمام الملحوظ من قبل الجماهير العربية وتحديداً المصرية بذكرى حرب أكتوبر، إلا أن هذا الاهتمام لم يرادفه إنتاج سينمائي كافٍ، يتناول الحرب بدرجة تتناسب مع حجم المعركة الفاصلة في التاريخ المصري العربي الحديث، وعلى مدار الأعوام الواحدة والأربعين الماضية أنتجت السينما المصرية عدداً محدوداً من الأفلام الروائية التي تتناول حرب أكتوبر منها «أبناء الصمت» و«العمر لحظة» و«الرصاصة لا تزال في جيبي» و«الوفاء العظيم» و«بدور» و«حتى آخر العمر» و«المواطن مصري» و«حكايات الغريب» و«الطريق إلى إيلات» و«فتاة من إسرائيل»، و«أغنية على الممر». . ، من هنا يظل السؤال حول مدى نجاح السينما في التعبير عن نصر أكتوبر، ولماذا أغفلت السينما أيضاً تناول اتفاقية السلام علماً بأن هذا الحدث مازال يُعتبر من أهم الأحداث المحورية في التاريخ المصري الحديث. مشاهد دخيلة تقول المخرجة إنعام محمد علي والتي قدّمت فيلمي «حكايات الغريب» و« الطريق إلى إيلات»: إن الأفلام التاريخية أو أفلام الحروب مثل حرب أكتوبر تتكلف ميزانية ضخمة لا يستطيع تحملها الإنتاج الخاص، وحتى لو تحملها فإنه يرفض إنتاج مثل هذه الأعمال، لأن الواقع اختلف وأصبحت الشركات تهتم بتقديم أعمال تجارية تهدف إلى الربح التجاري، وتشير إلى أن التلفزيون المصري لم يقدّم أي فيلم عن حرب أكتوبر، كما تستحق هذه الحرب التي أعادت الحياة للإنسان المصري والعربي، والسينما أيضاً قدّمت أفلاماً اجتماعية تأتي فيها مشاهد الحرب وكأنها مشاهد دخيلة على مضمون الفيلم وهذا يضر كثيراً بالأجيال الجديدة، وتابعت: هذا ما دفعني لتقديم فيلم «حكايات الغريب» بهدف عقد الصلة بين الأجيال الشابة والوطن في لحظاته المجيدة واستعادة وهج وروح أكتوبر ووضعها في ذاكرة الشباب، وتؤكد أنها واجهت مصاعب كثيرة أهمها أن وزارة الدفاع كانت تشترط مبالغ ضخمة جداً للفيلم، كما أن ملامح الأماكن التي كانت موجودة أيام الحرب تغيرت كثيراً وإعادتها تحتاج إلى ديكورات ضخمة، ولهذا أصبح الحل الأمثل هو تقديم إنسان أكتوبر. تجاهل بطولة المقاتل ويرى الكاتب والسيناريست محفوظ عبد الرحمن، أن عدم ظهور فيلم سينمائي يتناسب مع أهمية نصر أكتوبر يعود إلى عدم وجود سيولة، كما أن الدولة ممثلة في وزارة الدفاع تتعنت في المساعدة، ولو ساعدت يكون تدخلها واضحاً في كل مشهد وكل جملة حوارية، مما يعوق الحبكة الدرامية وقد يخرج الفيلم بلا روح ويفقد رسالته، ويشير إلى أن معظم الأفلام التي صوّرت الحرب تجاهلت بطولة الإنسان المقاتل وقدّمته بصورة مشوّهة، ولهذا ظهرت باهتة وضعيفة ولا تقترب من مستوى أفلام الحرب التي قدّمتها السينما العالمية بتكنولوجيا سينمائية متقدمة وإنتاج ضخم، وبالتالي المشكلة الحقيقية هي عدم إحساس السينمائيين برسالة أكتوبر وتوصيلها للأجيال الجديدة. ليست على المستوى المطلوب ويؤكد الناقد طارق الشناوي، أن الأعمال السينمائية التي تم إنتاجها بعد حرب أكتوبر لم تكن على المستوى المطلوب، لأن الحدث كان أكبر بكثير جداً من رد فعل السينما المصرية، ولم يستوعب كثير من السينمائيين في غمرة الفرحة أبعاد هذه الحرب، وظهرت على عجالة مجموعة الأفلام الحربية مثل «الرصاصة لا تزال في جيبي»، و«أبناء الصمت» ، و «حتى آخر العمر» وغيرها، وجميعها تعاملت مع الحرب كهامش لقصة عاطفية، ولم تتعامل معها كمحور أساسي للفيلم، ويؤكد أن تخوّف المنتجين من الخسائر الناتجة عن عدم إقبال الجمهور على هذه النوعية من الأفلام رغم تكلفة إنتاجها وراء رفضهم تقديم أعمال تتناول حرب أكتوبر، وبالتالي الدولة مطالبة بتوفير إمكانيات مادية كبيرة، وكذلك توفير المعلومات الدقيقة عن هذه الحرب وخضوع الفيلم لرأي الخبراء العسكريين والسياسيين وتضافر جهود السينمائيين معاً، ولا مانع من اشتراك أكثر من مخرج وكاتب في الإعداد وتصوير الفيلم. مشاكل رقابية وترى الناقدة السينمائية ماجدة موريس، أن حرب أكتوبر لم تقدّم بالشكل الذي يُليق بها، بسبب عجلة صانعي الأفلام السينمائية التي قدّمتها، نظراً لأن المبدعين لديهم قدر كبير من التحفظات تجاه هذا الموضوع بسبب خوفهم من أن يتعرضوا للهجوم من جماعات ضغط تريد أن تفرض وجهة نظر معينة، إلى جانب المشاكل الرقابية التي يمكن أن تحدث، والدليل على هذا الأزمة التي تعرض لها المؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة عندما أسند إليه مهمة كتابة فيلم «أبواب الفجر»، حيث وجّهت له اتهامات بأنه لم ينصف شخصية الرئيس السادات في أحداث الفيلم، بسب ميوله الناصرية. بين النجاح والفشل وفي رأي الفنان نور الشريف، أن جميع الأعمال التي قدّمت عن حرب أكتوبر مجرد تعبير عن شعور أصحابها تجاه حدث تاريخي غيّر مسار أمة بكاملها وليس وثيقة تاريخية، ويؤكد أن هذه الأعمال بلغت درجات مختلفة من النجاح والفشل، لأن الحرب نفسها تجربة قد تنجح أو تفشل، وكل ممثل وفنان شارك في هذه الأعمال كان يسعى لأن ينال شرف المشاركة في الحرب والفرح، حتى ولو جاء ذلك على حساب التقنية السينمائية، ويرفض الشريف مقارنة الأفلام التي قدّمت عن حرب أكتوبر بالأفلام الحربية العالمية، والتي تعتمد على قدر كبير من التخصص في إخراج الفيلم، فهناك أكثر من مخرج للمعارك وغيرها من الأمور، بينما اهتمت السينما المصرية بانتصار إرادة الإنسان وليس انتصار الآلة، ويرى أنه قد آن الأوان لتقديم فيلم عالمي عن حرب أكتوبر، وهناك محاولات جادة لتقديم هذا العمل بالتعاون مع القوات المسلحة والتليفزيون كجهة منتجة. (وكالة الصحافة العربية)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©