زادت في الآونة الأخيرة ظاهرة الوقوف الخاطئ للمركبات في الشوارع العامة، وتنوعت أساليب الوقوف الخاطئ، فهناك من يقف عرضياً، وآخر طولياً، والبعض الآخر يقف كصف ثان، إضافةً إلى الوقوف بطريقة إغلاق أبواب «الكراجات» عند المنازل، الأمر الذي يستدعي أحيانا الاتصال بصاحب السيارة الذي كثيرا ما يضع رقمه هاتفه على واجهة السيارة للاتصال به، ناهيك عن البعض الذي يتجاهل تلك الاتصالات ما يتسبب في تعطل مصالح الناس، وتوقف حركة السير.
وأشارت «غرفة العمليات» في شرطة أبوظبي مؤخرا، إلى أنه بلغ إجمالي عدد المكالمات الهاتفية التي تلقتها، وتشكو من «الوقوف العشوائي المعرقل لحركة السيارات المتوقفة في المواقف العامة والخاصة»، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 59 ألفاً و603 مكالمات هاتفية.
ومن تجربة الكثير من قائدي المركبات الذين يعانون يوميا هذه المشكلة التي تشل التفكير، وتتسبب بتأخر جلب الأبناء من مدارسهم، تؤكد خلود الجابري أن الحصول على موقف مناسب أصبح أمراً صعباً، وهذا الأمر يستدعي إعادة النظر في هذا الوضع الذي يزداد تأزماً يوماً بعد يوم، مستغربة استهتار بعض قائدي المركبات وإيقاف سياراتهم خلف المركبات الأخرى، ما يترتب عليه من نشوء «شجار» بين أصحاب المركبتين، قد يصل بعض الأحيان إلى العراك بالأيدي، متسائلة: «هل هذا أسلوب حضاري؟»
من جانبها، قالت هند حسن «صيدلانية» إن من أشد الأشياء التي تصيب العاملين بالإحباط والاكتئاب عدم وجود مواقف للسيارات، ما يرغم الجميع على الوقوف في الممنوع أو خلف مركبة أخرى، ما يؤدي إلى انزعاج الكثير من أصحاب السيارات الذين ينتظرون وقتا طويلا ليأتي صاحب السيارة ويحرك سيارته التي أوقفها خطأ.
ويؤكد بدر خليفة أن مشكلة الوقف العشوائي للسيارات، من المشكلات التي يعانيها الجميع، ففي الكثير من المؤسسات والهيئات وعى الرغم من توافر الكثير من المواقف الخاصة بالعاملين بها أو المراجعين، إلا أن البعض يقف خلف مركبة أخرى لإنهاء معاملته في المؤسسة، ما يسبب التأخير لصاحب السيارة الذي أوقف سيارته في الموقف وخرج لأداء مهام أخرى، وبين الانتظار الذي يطول وحالة العصبية التي تنتاب البعض منهم أوالمشادة الكلامية أو العراك، تحدث حالة من الارتباك والفوضى أمام بوابة المؤسسة ما يعيق حركة الدخول والخروج، ويؤدي إلى تأخر الموظفين عن أعمالهم.
وشدّدت غالية الدوسري (موظفة) على ضرورة أن تكون هناك مخالفات مرورية رادعة لقائدي المركبات الذين يقفون بطريقة عشوائية؛ خاصة الذين يقفون خلف المركبات، مبينة أنهم يتسببون في إغلاق الشوارع، وكذلك مضايقة السيارات الأخرى، مضيفاً أن هناك من يضطر إلى الابتعاد بمركبته إلى مكان آخر؛ حتى لا يأتي من يقف خلفه، مبيناً أن الوقوف الخاطئ يتنوع بطرائق مختلفة.
عدد اليوم
