حسونة الطيب (لاهاي)
أكد فرانك مولين، السفير الهولندي لدى دولة الإمارات، النمو الكبير الذي يشهده حجم التبادل التجاري بين البلدين، وأن الإمارات تعتبر أهم شريك تجاري لهولندا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تعتبر واحدة من بين أهم 25 سوقاً للصادرات الهولندية، حيث ناهزت قيمة التبادل التجاري بين البلدين نحو 2 مليار يورو في 2016.
كما بيَّن أن قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة عبر الشركات الهولندية في الإمارات، تقدر بنحو 1,1 مليار يورو، ما يقارب 40% من الصادرات الهولندية لمنطقة الخليج.
وقال مولين:«نسبة للفرص العديدة في مختلف القطاعات، تنجذب الشركات الهولندية للإمارات، حيث يقدر عدد الشركات التي تتخذ من الإمارات مقراً لها في الوقت الحالي بنحو 250 شركة.
ومن بين هذه الشركات التي لها استثمارات في الإمارات، شل ويوني ليفر وبام وفيليبس وفريزلاند كامبينا ورويال هاسكوننج وغيرها. كما تنشط شركات في مجال البتروكيماويات مثل، تن كيت وعدد كبير آخر من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التي تشارك في مجالات صناعية مختلفة، بما فيها الطاقة والمياه والفضاء والابتكار والرعاية الصحية والمواد الغذائية».
وفي إشارة لقطاع السياحة، أشاد السفير بالتدفق المستمر للسياح بين البلدين رغم عدم توافر رقم معين لذلك. كما قال، إنه ونظراً للرحلات اليومية، سواء على متن طيران الاتحاد والإمارات، أو الخطوط الهولندية، وغيرها مثل، ترانسفيا، يؤم العديد من السياح الإماراتيين وجهات سياحية مهمة في هولندا، مثل العاصمة أمستردام، التي يعود تاريخها للقرن السابع عشر.
وعلى صعيد الاستثمارات بين البلدين، قال مولين إن: «نشاط الإمارات اصبح شديد الوضوح في هولندا من خلال العديد من الاستثمارات الاستراتيجية. وتعمل هولندا جاهدة لجذب المستثمرين الإماراتيين، حيث تعتبر كل من شركة (طاقة) وموانئ دبي العالمية، أكبر المستثمرين بما يفوق مليار يورو. وبينما تستثمر موانئ دبي في التوسعة الأخيرة في ميناء روتردام المعروف باسم (تويد ماسفلخت)، وتعمل طاقة في تطوير مشروع لتخزين الغاز في بيرجرمير. كما تستمثر أيضاً شركة (فيوتشر بايب) العاملة في مجال تصنيع الفايبر جلاس من دبي في هولندا، بجانب امتلاك طيران الإمارات لمكاتب في أمستردام».
وتتباين المشاريع الهولندية في الإمارات، بين كبيرة قائمة وأخرى جاهزة وقيد الإنشاء والانتظار. ومن بين القائمة، «شيبيارد دي لووب»، التي قامت بتصميم وبناء عشر منصات لتزويد السفن لشركة أدنوك في أبوظبي. ومؤسسة «ديرن» الهندسية، هي المسؤولة عن تخطيط وتنفيذ عمليات تركيب معينة في مجمع مطار أبوظبي الجديد. وأنجزت شركة «بام»، العديد من المشاريع في جزيرة ياس التي تتضمن مجمع ويلكم بافيليون وفندق كراون بلازا، اضافة لتصميم وبناء ملعب هزاع بن زايد في مدينة العين.
مشاركة معمارية
وكانت للشركات الهولندية العديد من المشاركات في معالم دبي الشهيرة، مثل جزيرة النخلة وبلو واترز، هما نتاج لعمل مضني قامت به شركة «فان أورد» في الساحل والرمال. كما أنجزت شركة «بوسكاليس»، المعروفة بعملها في مجال التجريف، ميناء خليفة في أبوظبي، في حين جلبت شركة «مامويت» ثاني أطول رافعة في العالم، لرفع عجلة «عين دبي» للألعاب. ووفرت شركة «فيجرو» الخدمات الهندسية والجيوتقنية لبرج خليفة ومركز أبوظبي الوطني للمعارض.
ومن بين المشاريع الجاهزة مثلاً، مشروع فيليبس للإضاءة في دبي ومرافق التخزين في الفجيرة عبر شركة «فوباك». كما أنشأت شركة «دامين شيبيارد»، مرافق في الشارقة، بينما عملت شركة «رويال هاسكوننج» في جزر العالم في دبي وشركة «أوما كونكريت»، في موانئ الفجيرة.
ومن بين المشاريع قيد التنفيذ والانتظار، مشروع دبي هاربر عبر شركة «فان أورد» ومتحف المستقبل في دبي وياس باي أرينا في أبوظبي، لشركة «بام»، التي تعاقدت كمقاول رئيس لبناء ساحة تجارية وبلازا ومنطقة تجارة تجزئة، بتكلفة تصل إلى 12 مليار درهم في منطقة ياس باي في أبوظبي. وكشفت شركة روتردام مؤخراً، عن تصميم عبر مؤسستها للفن المعماري «أم في آر دي في»، لمجمع متعدد الأغراض في أبوظبي يضم مجمعاً سكنياً متكاملاً بجانب منطقة تجارية ومحال تجزئة، المشروع الأول للشركة في الإمارات الذي من المزمع الانتهاء منه بحلول 2020.
السيارات من دون سائق
وبدءاً من العام 2020، من المتوقع أن تعمل 25 سيارة دون سائق، من شركة «2 جيت ذير» الهولندية للتقنية، في تقديم خدمة مواصلات من وإلى جزيرة بلو واترز في دبي، خاصة وأن هذا النوع من سياراتها متوفر بالفعل في مدينة مصدر. كما قامت شركة «دوتش رويال آي أتش سي» بالتعاون مع شركة الجرافات البحرية الوطنية، ببناء أول آلة للحفر والشفط والتفريغ بتقنية بالغة التطور هي الأولى من نوعها في منطفة الخليج بسعة تصل إلى 6 آلاف متر مكعب.
وقال:«توجد بعض أوجه الشبه بين الإمارات وهولندا، حيث يتميز البلدين بصغر حجمهما الجغرافي نسبياً، بيد أنهما يلعبان أدواراً مهمة على الصعيد العالمي. كما يملك البلدان، اقتصادات مفتوحة تجلب جزءاً مقدراً من دخلها من التجارة الدولية والاستثمارات. ولا شك في أن هولندا تسعى دوماً للمحافظة على علاقة وطيدة مع الإمارات، حيث تم عقد اتفاقيات بالفعل بين دبي والغرفة التجارية في روتردام.
المنتجات الزراعية
وأشار مولين، إلى أن هولندا هي ثاني أكبر بلد في العالم لتصدير المنتجات الزراعية دون استخدام حواجز وسدود مائية، مستفيدة من التطور الذي حققته في الابتكار في مجالات، مثل المياه والأغذية الزراعية، ما يجعلها شريكاً مناسباً وموثوقاً لدولة الإمارات لتحقيق طموحاتها التنموية. وينعكس اهتمام هولندا بقضايا التغير المناخي وارتفاع مستويات مياه البحار، في المعرض الذي نظمته السفارة بالتعاون مع مدينة مصدر للمصور الصحفي الهولندي كادر فان، الذي يستمر حتى 16 من الشهر الجاري داخل مدينة مصدر.
وأضاف مولين، أن هولندا تسعى للمزيد من التعاون مع الإمارات في مجال الرعاية الصحية، خاصة فيما يتعلق بالسمنة ومرض السكري والصحة التقنية. وحل نظام الرعاية الصحية الهولندي، في المرتبة الأولى خلال السنوات الأربع الماضية في مؤشر مستهلك الصحة الأوروبي.
عدد اليوم
