الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عاشوراء يوم نجاة موسى وقومه وغرق فرعون

16 ديسمبر 2010 20:19
من الأيام التي فضلها الله سبحانه وتعالى يوم عاشوراء، فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وكان نبي الله موسى - عليه الصلاة والسلام - يصومه لفضله وكذلك أهل الكتاب وقريش في الجاهلية يصومونه. وعن فضل يوم عاشوراء يقول الدكتور محمد متولي منصور -أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: عاشوراء يوم عظيم في شهر كريم وهو شهر الله المحرم الذي قال فيه الحسن البصري: «إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم وهذا الشهر وقع فيه حدث عظيم ونصر مبين وظهر فيه الحق على الباطل حيث أنجى الله فيه موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقومه وأغرق فرعون وقومه. ومما يدل على فضل هذا الشهر الكريم ما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل». يوم عظيم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود صائمين يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً فنحن نصومه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «فنحن أحق وأولى بموسى منكم» فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه. ويوم عاشوراء أفضل الأيام للصائم بعد رمضان، وقد سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن صيام يوم عاشوراء فقال: «إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» فمن فضل الله ـ سبحانه وتعالى ـ على عباده أن صوم يوم واحد يكفر ذنوب سنة ماضية، وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: «ما رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان». وقد جعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صيام هذا اليوم على الاستحباب كما جاء في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: «صام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك ذلك وبقي على الاستحباب». صيام التاسع والعاشر وقد قيل إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آخر حياته عزم على ألا يصوم عاشوراء مفرداً بل يصوم يوماً آخر معه لكي يخالف أهل الكتاب وذكر ذلك ابن عباس عندما قال: حين صام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع. وأفضل مراتب صيام يوم عاشوراء صيام اليوم التاسع واليوم العاشر، أو اليوم العاشر والحادي عشر كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: «خالفوا اليهود وصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده» ويمكن إفراد اليوم العاشر من المحرم بالصيام. ويجب على المسلم أن يتحرى هذه الأيام المباركة ويتقرب إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بالعبادات والدعاء والتوبة والندم على ما فاته امتثالًا لقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد» - سورة الحشر الآية 18- أي يجب على المسلم أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ولينظر ماذا ادخر لنفسه من الأعمال الصالحة. وحذر الدكتور منصور من البدع والمخالفات التي تقع من بعض الناس في يوم عاشوراء ومنها الاكتحال والاغتسال وأكل أنواع معينة من الطعام فكل هذه الأعمال لم ترد عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهناك بدع تقع من بعض الناس في هذا اليوم كتخصيص هذا اليوم بدعاء معين أو ما يعرف بـ «رقية عاشوراء» وكل هذه البدع ليس لها أصل في الشريعة الإسلامية. ارتبط بموسى يوم عاشوراء ربط بين أهل الإيمان وإن اختلفت الأنساب واللغات والأزمنة لأن أصله ارتبط بموسى ومن معه من المؤمنين ثم امتد لكل من شاركهم الإيمان، ويربي في قلوب المؤمنين المحبة بينهم، وصيام يوم عاشوراء يدل على أن هذه الأمة أولى بأنبياء الأمم السابقة من قومهم الذين كذبوهم، ويربي المسلم على أخوة الدين فقط، ويوم عاشوراء تذكير لأهل الأرض بنصرة الله لرسله والمؤمنين.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©