استعرت الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد ومتشددي تنظيم «داعش» للسيطرة على بلدة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية الاستراتيجية مع تركيا، بالتزامن مع مواصلة المقاتلات الأميركية ضرباتها ضد المتشددين، حيث تحدثت القيادة الأميركية الوسطى عن تنفيذ 3 غارات، الأولى دمرت جرافة ودبابتين وآلية عسكرية أخرى شمال غرب الميادين، والثانية والثالثة دمرتا ستة مواقع إطلاق نيران شمال غرب الرقة.
وشاهد صحفيون أمس لليوم الثالث على التوالي من منطقة مرشد بينار التركية الحدودية سحبا من الدخان تتصاعد من محيط «كوباني» التي لا تزال تتعرض للقصف من مواقع «داعش» الذي بات في بعض الأماكن على بعد مئات الأمتار من البلدة، بينما يخوض مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية مواجهة شرسة مع المهاجمين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «إن التنظيم تمكن خلال الليلة قبل الماضية من السيطرة على الجزء الجنوبي من هضبة مشته نور الواقعة جنوب شرق البلدة، إلا أن الغارات التي تنفذها طائرات التحالف تعيق تقدمه، مشيرا إلى غارات جديدة استهدفت سبعة مواقع للتنظيم عند أطراف مشته نور وفي محيطها تسببت بخسائر بشرية».
وكان مقاتلو «داعش» بدأوا هجوما ترافق مع قصف عنيف ومعارك ضارية على الجبهة الشرقية والجبهة الجنوبية الشرقية لـ«كوباني»، محاولين الاستيلاء على هضبة مشته نور المرتفعة والمطلة على البلدة.
وقال الناشط الإعلامي مصطفى عبدي الموجود في المنطقة «لولا غارة التحالف لكانت داعش في قلب كوباني».
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن «أن نجاح مقاتلي «داعش» في السيطرة على كامل الهضبة يعني أن البلدة ستصبح كلها في مرمى نيرانهم، ويصير دخولها أمرا سهلا».
وقال المرصد «إن حصيلة قتلى القصف والمعارك والغارات الجوية السبت بلغت 23 بين وحدات حماية الشعب الكردية و33 على الأقل بين عناصر داعش».
وأوضح عبد الرحمن أن مئات المقاتلين قتلوا من الطرفين منذ بدء الهجوم في اتجاه كوباني في 16 سبتمبر، لكنه أكد أن لا حصيلة دقيقة لديه بعد.
وتمكن التنظيم من السيطرة على مساحة واسعة في المنطقة تمتد على قطر يبلغ حوالى أربعين كيلومترا تقريبا مما تسبب بنزوح اكثر من 300 ألف شخص عبر اكثر من 180 ألفا منهم الحدود نحو تركيا.
وقال بارور محمد علي وهو مترجم مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في «كوباني» «إن مقاتلي داعش يقصفون هضبة مشته نور بقذائف الدبابات ومدافع الهاون في محاولة للاستيلاء عليها وهو من شأنه تسهيل الوصول إلى البلدة»، وأضاف لـ«رويترز» إن القوات الكردية تمكنت من منع مقاتلي التنظيم من الاستيلاء على الهضبة«.
وقال اوجلان إيسو نائب قائد القوات الكردية المدافعة عن كوباني «إن الاشتباكات خلال الليل تركزت على الهضبة، وقوات داعش تقف الآن على مسافة نحو كيلومتر من كوباني».
وقال المرصد إن طائرات للتحالف الدولي نفذت بعد منتصف الليلة قبل الماضية غارتين إحداهما على منطقة قرب حاجز لتنظيم «داعش» في بلدة البوليل والثانية على منطقة مراط بريف دير الزور الشرقي.
وأضاف إن اشتباكات دارت بين الجيش السوري ومقاتلي «داعش» حول قاعدة كويريس الجوية في حلب، وأضاف «انه في مدينة الشيخ نجار الصناعية شمال شرق حلب قاتلت جماعات متشددة بينها جبهة النصرة القوات الحكومية المدعومة بميليشيات موالية لها ومقاتلين من «حزب الله» اللبناني».
وقصف الطيران المروحي السوري بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية عب خزنة بريف حماه الشرقي دون أنباء عن خسائر بشرية حتى اللحظة، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة وجبهة النصرة على أطراف بلدة مورك بريف حماه الشمالي».
وقال المرصد «إن جبهة النصرة والكتائب المقاتلة سيطرت على تل الحارة الاستراتيجي في درعا بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري».
(دمشق - وكالات)
عدد اليوم
