الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كعكة المونديال

15 ديسمبر 2010 21:32
لم يعد السباق العالمي لنيل شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم ينطوي على أسباب رياضية، فحسب، بل يرجع في الوقت الراهن إلى أسباب اقتصادية وسياحية وترويجية للبلد المنظم للمونديال. وبلغة كرة القدم، فقد أحرزت كل روسيا وقطر هدفاً اقتصادياً بفوزهما بتنظيم كأس العالم عام 2018 في موسكو و2022 بالدوحة على التوالي. ومنذ إعلان فوز البلدين بتنظيم كأس العالم، انطلقت على الفور صافرة البداية لفورة إنشائية تقدر بأكثر من 100 مليار دولار على مدى السنوات المقبلة. ففي روسيا، تقدر فاتورة البنية التحتية اللازمة لاستضافة المونديال بنحو 40 مليار دولار وهذا الرقم يضمن لأكثر من عشر مدن روسية نشاطاً استثمارياً كبيراً ويؤمن فرصاً كبيرة لشركات البناء والخدمات السياحية والطاقة والتعدين ومتاجر التجزئة وغيرها من الشركات التي تتعامل مع هذه التظاهرة الرياضية خاصة في الأقاليم التي ستقام فيها المباريات، فضلاً عن زيادة إقبال المستثمرين على الأسهم الروسية خصوصاً القطاعات المرتبطة بالمونديال. أما قطر فقد أطلقت العنان لكعكة إنشائية ضخمة تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار منها 25 مليار دولار لمترو العاصمة و25 مليار دولار للبنية التحتية و4 مليارات دولار لمنشآت رياضية كما رصدت 6 مليارات دولار لبناء أكثر من 80 ألف غرفة فندقية جديدة. ومن المتوقع أن تشكل حزمة المشروعات المعدة لتنظيم المونديال دفعة قوية تصب في مصلحة المنطقة والاقتصاد القطري تساعده على تنويع موارده بعيداً عن اعتماده على عوائد النفط والغاز. وبالنظر إلى تجارب الدول التي سبق ونظمت كأس العالم، فقد حققت هذه البلدان زيادة في معدل النمو الاقتصادي وصل في جنوب أفريقيا، على سبيل المثال، والتي نظمت مونديال 2010 إلى 1,8% في المتوسط خلال عام المسابقة التي وفرت 300 ألف وظيفة. ويمكن لدولة قطر أن تحافظ على معدل النمو الذي حققته خلال العقد الماضي والبالغ 17% مدعوماً بالإنفاق الضخم على المشروعات اللازمة لإقامة المونديال والاستثمارات المتوقعة في قطاعات السياحة والفندقة والأغذية والمشروبات والبناء والتشييد. ويتوقع للقطاع المصرفي القطري أن يلعب دوراً مهماً على صعيد توفير السيولة وزيادة الإقراض الممنوح لقطاع الأعمال ومن الممكن أن تشهد القطاع المالي طفرة كبيرة خاصة في مجال التأمين المتعلق باللوجستية والعقارات. إن تنظيم كأس العالم في دولة قطر يعد فرصة أيضاً لشركات المقاولات والإنشاءات الإماراتية لدخول السوق القطرية والاستفادة من كعكة الإنشاءات، خاصة أن لديها الخبرة والمعرفة اللازمة لذلك. atef.abdullah@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©