الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أماني النعيمي: المعوقون قادرون على فرض وجودهم في المجتمع

أماني النعيمي: المعوقون قادرون على فرض وجودهم في المجتمع
16 سبتمبر 2013 19:48
هلا عراقي (الشارقة) - رفضت التوقف عند حدود ما فرضه عليها القدر بل حاصرته بالصبر والإرادة والتحدي لتبني من إعاقتها جسراً يوصلها إلى ما تريد؛ بهذه القاعدة الذهبية للنجاح استطاعت المواطنة أماني النعيمي أن تتخطى حاجز الإعاقة البصرية، متكئة على بصيرة سمحت للضوء بأن يتسرب إلى قلبها وعقلها لينير لها طريق النجاح والتميز. إلى ذلك، تقول النعيمي «لم تكن ولادتي ككفيفة أمراً صعباً للغاية كما يعتقد الجميع لأنني استطعت منذ الطفولة أن أكون إنساناً متصالحاً مع نفسي مؤمنة بما قدره الله. وسعيدة بكوني محاطة بأسرة وفرت لي حياة طبيعية لا يعكرها احتجاب الضوء عن عيني». والنعيمي تنتمي إلى بيئة وفرت لها ما يؤهلها لتكون فاعلة في المجتمع. فمنذ التحاقها بمراكز رعاية وتأهيل المعوقين (قسم ذوي الإعاقة البصرية)، في السنوات التأسيسية أتقنت طريقة «برايل» التي تلقت من خلالها التعليم المدرسي. وتروي النعيمي أنه بعد صدور قرار الدمج انتقلت إلى المدارس العادية حيث تمكنت من أن تفرض نفسها بقوة إرادتها. ونجحت في تخطي الكثير من التحديات التي واجهتها كوجودها في صف يضم 30 طالبة بعدما كان صفها في المركز يضم 3 طالبات فقط. وهكذا وبعدما أنهت الإماراتية الكفيفة المرحلة الثانوية، التحقت بجامعة عجمان لدراسة إدارة الأعمال معتمدة على برنامج «قارئات الشاشة». وبعد تسلحها بشهادة جامعية حصلت على وظيفة مساعد إداري في «هيئة هوية عجمان». وتشير النعيمي إلى أن ذوي الإعاقة لهم القدرة على فرض وجودهم في المجتمع، متسلحين بالثقة بالنفس لأنها السبيل لكشف النقاب عما لديهم من إمكانات ومهارات في التواصل مع الآخرين. وترى أنه من الضروري على المجتمع منح الفرصة لهذه الفئة وعدم تهميشها. وهي تؤكد على دور التنشئة الصحيحة للمعوق من قبل أسرته والبيئة المحيطة، إذ المطلوب منهما أن يدعماه ويغرسا ثقته بنفسه. مع عدم المبالغة في الخوف أو الشفقة عليه، وعدم تحجيمه. وتذكر النعيمي أنه كان لتنشئتها كبير الأثر فيما حققته من نجاح. لأن المعوق برأيها إذا وضع لنفسه هدفاً يسعى بكل السبل للوصول إليه متخطياً ما يواجهه من صعوبات، ومتسلحاً بثقة لا يزعزعها أي عجز وبابتسامة كفيلة بأن تتلاشى أمامها كل المعوقات. وتقول «لدي القدرة على التلوين والتمثيل الصوتي، وأتمتع ببراعة في تقليد أصوات الأطفال والعجائز. وأتذوق كتابة القصص التمثيلية والمسرحيات وتسجيلها». وكانت النعيمي شاركت في «أوبريت رحلة وطن»، وتمكنت مع أخيها وزميله من إنجاز أولى مسرحيات صوتية من إنتاجهم وتمثيلها وإخراجها من خلال مجموعة «نجوم النور». تدور المسرحيات حول حوار بين جيلين، وهي «لحظة اعتذار»، «عيال زايد» و»همسة أمل». وحول الرسالة، التي توجهها النعيمي إلى ذوي الإعاقة، فهي أن عليهم ألا يهملوا التعليم وكل ما يطور مهاراتهم. وهي تحثهم على متابعة مسيرتهم وتحدي المعوقات، وأن يكونوا مبدعين ويثبتوا للجميع بأنهم يرون بقلوبهم. وتذكر أماني أنها محظوظة لكونها نشأت في دولة الإمارات، قائلة «دولتنا متطورة في المجالات كافة وراقية في تعاملها مع مختلف الشرائح والفئات وخصوصا المعوقين. وهي لا تتأخر عن توفير كل ما يحتاجونه من مدارس ومعاهد وجمعيات مجهزة بكل ما يسهل تحركاتهم». وتشيد بما تقدمه الدولة للمعوقين من تشجيع على تطوير مواهبهم وقدراتهم في كل الميادين العلمية والفنية والرياضية، وذلك من خلال دمجهم بالمجتمع. وتأمل النعيمي بأن تتمكن من رد الجميل لوطنها بأن تكون فاعلة في المجتمع ومدربة عالمية في الإدارة والقيادة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©