الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأضحى» بالمغرب.. إحياء للعادات وعودة إلى الأكلات التقليدية

«الأضحى» بالمغرب.. إحياء للعادات وعودة إلى الأكلات التقليدية
4 أكتوبر 2014 23:14
سكينة اصنيب (الرباط) يحتفل المغاربة بعيد الأضحى من خلال أحياء مجموعة من الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية تبدأ بنحر الأضحية والتزاور وصلة الرحم، عقب أداء صلاة العيد والاستماع للخطبة، بينما تستعد ربات البيوت لاستقبال المهنئين بالعيد الذين يبدأون بالتوافد منذ الصباح بإعداد الفطور وتقديم الحلويات المغربية. وبعد العودة من الصلاة يقوم الرجال بالإشراف على نحر الأضحية وتقديم العيدية للأطفال الذين يحتفلون بدورهم بارتداء ملابس العيد والتنقل بين الجيران لجمع العيدية ومعاينة عملية نحر الأضحية، وتقوم النساء بإعداد الشواء للغذاء والأكلات التقليدية المرتبطة بعيد الأضحى مثل «قطبان كباب» و«الكسكس بالكتف»، وبعد الانتهاء من فوضى المطبخ التي يحدثها خروف العيد تتفرغ النساء لزينتهن بارتداء الملابس التقليدية. أسعار مرتفعة وتحرص الأسر المغربية على شراء خروف كبير ذي قرنين ملتويين لذبحه صبيحة عيد الأضحى، ويسيطر هذا الهاجس على غالبية الأسر، التي تعتبر أن شراء خروف كبير الحجم ضروري للاحتفال بالمناسبة، فينخرط الكثيرون في سباق محموم للتنافس بحجم الأضحية ونوعها، حيث يعتبر «السردي» وهو الأجود بين الخراف المغربية والأعلى سعرا، وتتم تنميته في مزارع خاصة في منطقة دكالة وسط المغرب. وعرفت أسعار الأضاحي ارتفاعا كبيرا في المغرب رغم الموسم الفلاحي الجيد واستقرار أسعار العلف، وتباينت أسعار الأضاحي المتوسطة ما بين 260 و320 دولارا بينما تراوحت أسعار الأضاحي الجيدة والكبيرة ما بين 340 و480 دولارا. ويقول الباحث الاجتماعي أحمد العروسي إن الوسطاء هم المستفيد الوحيد من ارتفاع أسعار الأضاحي بينما الفلاحون والمستهلكون يخسرون سنويا بسبب عدم مراقبة اسعار أسواق الماشية وتركها تحت رحمة المضاربين والتجار الذين يحددون السعر ويبيعون الأضاحي فيما يشبه المزاد العلني. ويشير إلى أن المواطن البسيط دفع من جيبه ضريبة ارتفاع اسعار البنزين وكراء محلات وأسواق العرض وجشع التجار، ويعتبر أن البحث عن خروف يليق بالمناسبة وبمكانة العائلة يدفع الكثيرين الى التفاخر بشراء أضحية بحجم كبير وسعر مرتفع مهما كلفهم ذلك فالبعض يلجأ الى الاستدانة وبيع حاجياتهم والتنازل عن باقي متطلبات العيد من أجل اقتناء خروف كبير. الاستدانة وتستغل المصارف ضعف الرواتب وغلاء المعيشة لإقراض الموظفين مع مضاعفة أقساط التسديد، ومنذ حلول شهر ذي الحجة أطلقت مؤسسات التسليف حملة اعلامية كبيرة للإعلان عن عروض خاصة بالمناسبة عبر وسائل الإعلام والملصقات واللوحات الاشهارية بالشوارع، مما أثار حفيظة المواطنين الذين اتهموا المصارف باستغلال المناسبة لتحقيق أرباح كبيرة. وتسبب الاندفاع المشحون بالمزايدات الاجتماعية حول خروف العيد وحجمه ونوعه الكثيرين الى الاقتراض من المصارف، في الوقت الذي يحذر فيه الباحثون من المشاكل الاجتماعية التي قد تنجم عن الاقبال الكبير على الاقتراض من المصارف. وحسب دراسة للبنك المركزي المغربي فان كل مواطن يدفع 450 دولارا شهريا لمؤسسات القروض، ووجدت الدراسة أن عمر أغلب الأشخاص المقترضين يتراوح بين 40 و49 سنة بنسبة 40%، بينما الذين تجاوزوا 50 سنة فما فوق بلغت نسبتهم %19. وأرجعت الدراسة سبب الإقبال على القروض الاستهلاكية إلى تزايد ارتفاع تكلفة المعيشة والبطالة وضعف موارد الأسر وارتفاع سن الزواج. ويحتل الموظفون والأجراء الصف الأول من المقترضين بنسبة 93%، والباقون متقاعدون وتجار. وتزدهر في الأسواق والأحياء الشعبية بالمغرب مهن موسمية كثيرة حيث يستغل العاطلون والعاملون هذه المناسبة لتوفير دخل إضافي، من خلال العمل كجزارين وبائعي الأعلاف وحراس الأضاحي وناقلي الخراف، ويعمل بعضهم بائعين متجولين بتجارة تضمن ملابس ولعب وتجهيزات الطبخ التقليدية الأكثر استعمال في عيد الأضحى، ويحترف آخرون شحذ السكاكين وشي رؤوس الأغنام وتقطيع اللحم ودباغة الجلود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©