إعداد - أيمــن جمعــة:
فازت مواقع الشركات الروسية على الانترنت بلقب ''أسوأ مواقع للمؤسسات الأوروبية''، وذلك في إطار دراسة شملت أكبر 165 مؤسسة من 16 دولة بالقارة العجوز· وخلصت الدراسة التي أجرتها شركة ''هلفارسون اند هلفارسون'' السويدية للاستشارات إلى انه لا يوجد أفشل من شركات الدب الروسي، فيما يتعلق بتوفير المعلومات التي يحتاجها المستثمرون والمحللون وغيرهم من مراقبي السوق، لاتخاذ قرارات استثمارية حاسمة··!
ويرى المراقبون أن التيار الجارف حاليا في صفقات الاندماج والاستحواذ العالمية، يجعل من نشر المعلومات والبيانات الخاصة بالشركات أمرا في غاية الاهمية بل ومحط تركيز واهتمام الهيئات المنظمة والحكومات وأيضا مسؤولي الشركات المدرجة في البورصة، ولذا فان حرص الشركات على إقامة ''مواقع جيدة'' على الانترنت لم يعد من باب الرفاهية بل الضرورة الاقتصادية·
وتصدرت شركة TNT الهولندية لعمليات النقل والإمداد، للعام الثاني على التوالي ترتيب القائمة الأوروبية لأفضل المواقع على الانترنت يليها ''دانسك بنك اوف الدنمارك'' ثم ''تليكوم ايتاليا'' وهي اكبر شركة للاتصالات في ايطاليا في المركز الثالث· وتشير صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' في تقرير إلى أن الدراسة ركزت فقط على المواقع التي تقدم معلوماتها باللغة الإنجليزية، وتضيف ''رغم عدم التوصل إلى صيغة نهائية بشأن حدود الشفافية المطلوبة من الشركات في أوروبا واميركا، فان مواقع الشركات على الانترنت تواصل تحسين محتواها وعادة ما تستخدم الشركات هذه المواقع للتواصل مع المحترفين والمستثمرين·''
وشهدت الاعوام القليلة الماضية سباقا عنيفا بين شركات أوروبا الغربية لتطوير مواقعها لاتاحة المزيد من معلوماتها المالية ولوضع وثائق تشرح ممارساتها ومركزها المالي، ولم يقف الامر عند هذا الحد فظهرت ابتكارات مثل فتح منتديات للحوار وامكانية تحميل ملفات للوسائط المتعددة·
ورصدت الدراسة كل هذه العوامل وأعطت الشركات تقييما وفق مقياس من 100 نقطة· وتذيلت شركة ''سورجوت نفط جاز'' الروسية القائمة برصيد 22 نقطة وبفارق نصف نقطة فقط عن ''جروبو بانكو بوبيولر'' الاسباني الذي احتل المركز قبل الاخير·
ويقول نيكلاس فرانك الذي شارك في اعداد الدراسة، إن أداء الشركات الروسية لا يزال يمثل ''نقطة سوداء'' لم يتم التخلص منها، وذلك رغم ان كثيرا من الشركات الروسية أدرجت نفسها في البورصة او تسعى للادراج في لندن وغيرها من العواصم الاوروبية·
واظهرت بيانات الدراسة أن مجموعة الشركات الالمانية هي الافضل في اوروبيا وحصلت على 65 من 100 درجة، وجاءت الدول الاسكندنافية (فنلندا والسويد والنرويج والدنمارك) في المركز الثاني تليها سويسرا ثم هولندا· وسجلت مجموعة الشركات الروسية أسوأ أداء وحصلت على 35 نقطة فقط بينما احتلت الشركات الفرنسية المركز الثاني عشر برصيد ·48
ويقول فرانك ''تستطيع الشركات الروسية بقليل من الجهد ان تلحق بركب باقي المؤسسات الاوروبية· كثير من الشركات تعرف الان ان عليها تحسين الاتصال مع حملة الاسهم اذا أرادت ان تكون صورتها الذهنية جيدة في أسواق الاسهم الغربية· روسيا لا تزال دولة ناشئة وعلينا أن نمنحهم بعض الوقت'' مضيفا أن تجارب الدول الأخرى خاصة ايطاليا تبشر روسيا بمستقبل جيد· فقد كانت ايطاليا قرب ذيل القائمة قبل خمسة أعوام فقط وهي الان في المنتصف بعد بريطانيا مباشرة· وسجلت تليكوم ايطاليا أكبر تطور في الترتيب وقفزت الى المركز الثالث من المركز 41 ليرتفع رصيد ايطاليا الى 57 نقطــــــة مقارنة مع 29,6 عام ·2002
ويقول فرانك ''لا نعرف ما الذي يمكن أن يحدث خلال الأعوام القليلة المقبلة لكن الشركات الروسية أظهرت رغبة في تحسين مواقعها على الانترنت ويمكن القول إن بوسعها تحقيق القفزة نفسها التي حققتها ايطاليا· ويقول فرانك ''هناك شركات تنفق ثلاثة ملايين دولار سنويا على تقاريرها السنوية لكنها لا تخصص مبالغ تذكر على موقعها بالانترنت· ويبدو هذا وكأنه سوء توزيع للموارد المالية خاصة وان المستثمرين يتحولون بشكل متزايد إلى مواقع الشركات على الانترنت للحصول على معلومات تفيدهم في اتخاذ قرارات استراتيجية''·
واجمالا فلا تزال هناك فرصة كبيرة لتطوير مواقع الشركات على الانترنت لأنه لم تحرز أية شركة أكثر من 90 نقطة فيما كسرت أربع شركات فقط حاجز الثمانين نقطة· ويرى فرانك أن مزايا مواقع الانترنت لا تقف عن حد تعزيز الشفافية بل تمتد لتشمل مساعدة الشركة على زيادة أنشطته وتحسين كفاءة اتصالها مع العالم الخارجي· وكلما زادت المعلومات الموجودة على موقع شركة قلت الاتصالات الهاتفية التي يستفسر اصحابها عن معلومات معينة بشأن الشركة، سوءا كانوا صحفيين أو محللين أو مستثمرين محتملين·
عدد اليوم
