الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نقولا الأسطا: أستعمل نهج «السهل الممتنع» في الغناء للتواصل مع جمهوري

نقولا الأسطا: أستعمل نهج «السهل الممتنع» في الغناء للتواصل مع جمهوري
20 سبتمبر 2011 23:06
صوت في جعبته رحيق الفن النقي، لم تقربه مكونات الكيميائية المرصوصة فوق صفائح من المعادلات البالية.. صوت مقتدر على صفاء، هادئ التقاطيع على بهاء، واثق الملامح، منساب من جنة الأماني كالشعر، كالسحر يطوق النفوس، ويؤجج فيها صخب الفن الأصيل، وكلما أطلق حنجرته للشدو ازدهرت النغمات.. هكذا عرفه جميع محبيه فأسموه «عريس الأغنية» إذ لا أحد يستطيع إنكار ما قدمه من فن أنيق فكانت الصدقيّة والشفافية والتلقائية في التعامل مع المتلقي الضمانات الناصعة لكسب الاحترام والثقة وتحقيق الاستمرارية والنجاح. (بيروت) - طرق نقولا الأسطا ديار الفن برهبة وخشوع، لازمته صفة «الحاج» التي تسبق اسمه تحبباً وتقديراً. هو الفنان المحترف والموسيقي الخطير والأكاديمي.. لذلك اختار الفن الصرف!! من أغنيات وأعمال مسرحية، ومنها مسرحية «اناديك»، وغيرها من الإصدارات الفنية الرصينة والرفيعة. وفي نظرة شاملة لمسيرة هذا الفنان ندرك حق الإدراك مدى المعاناة التي إنكوى بها الحاج نقولا ليبقى «عريس الأغنية» دائماً، لأنه فنان أمسك سرّ النجاح عندما عرف أن الفنان المبدع كلّما ازدادت ثقافته اتساعاً ازداد طريقه إلى الإبداع صعوبة. نقولا عرف نفسه بأنه «ليس غبيّاً، ومسالماً، ومحللاً لكل شيء ينجز أمامه، ويمكنه أن يفرق بين الشخص المحب والصادق والشخص الحاقد والكاذب، لكنه يتمنى للجميع الخير». «أملي الوحيد» البداية كانت عن الغياب الذي يعتبره نقولا مشروعاً وهو الطريق السليم للنجاح، غيابه كان بسبب التحضير والاستماع والكتابة. وتابع الأسطا أن الوقت حان للعرض، فالعمل الجديد يحمل عنوان «أملي الوحيد» عمل يتضمن 14 أغنية فيها سبق أن عرض بشكل «single»، ومنها ما هو جديد. «أملي الوحيد» عمل إبداعي ممتع وراق، تم اختيار هذه الأغنية عنواناً للعمل الذي يعتبره نقولا بأنه يمس جميع الفئات العمرية والطبقات. اليوم بات أمل الأسطا الوحيد أن يحمي الله عائلته وكل محبيه، أما على المستوى الفن فأمله إكمال مسيرته بالطريقة الصحيحة الخالية من الشائعات والأخبار الكاذبة التي يخترعها البعض للاستقطاب العاطفي للجمهور. واعتبر الأسطا أن الطريقة الفنية التي يسلكها هي عادلة، وإنه ليس حصرياً لأي محطة ولا يحب الحصرية، معتبراً أن لكل شيء في هذه الحياة ثمن فلا أحد يستطيع الحصول على كل شيء إن لم يخسر بالمقابل، فالخسارة في مكان يقابلها ربح في مكان آخر. وأكد «ما حصلت عليه أكثر بكثير من الأمور التي خسرتها». «الخبث» يؤلمني ويقول الأسطا «ما يثيرني ويؤلمني في الفن هو «الخبث»، فبعض الفنانين يعملون على الفتنة، وعلى سرقة الحفلات، وهذا أمر يثير أعصابي، فيخترعون الأخبار الكاذبة لسرقة حفل هنا أو هناك، معتبراً أن كلمة فنان كبيرة وبحاجة إلى مسؤولية كبيرة، ولكن للأسف هناك «وطاوة»، وآمل أن لا يزعل مني البعض وطبعاً فكل يعرف نفسه، أنا وفيّ ولا أؤذي أبداً، من الممكن أن يكون هناك العديد أفضل مني إلا أنني متميز أكثر منهم». أما عن طفلتيه ماريا وسارة فيقول الأسطا إنهما خليط «فماريا تشبه والدها بطبعها إلا أنها تشبه والدتها بشكلها أو مظهرها الخارجي، غير أن سارة تشبه والدتها بطبعها لكنها تشبه آل أسطا بمظهرها» إنهما يسمعان الموسيقى لكنهما لا يرغبان في احترافها، ويحاول أسطا أن يقتربا من هذه الطريق بسلام من دون إرشادات، لكنه قال :»بصراحة لا أحب أن يحترفا هذا المجال، ولكن حين تكبران فالقرار لهما، فهذا المجال، وبخاصة للفتيات هو مقيد ومليء بالألغام». أسطوانات دينية ينشد الاسطا للأم والأب وللطفل وللوطن وبرصيده 3 أسطوانات دينية، أرشيف كبير ومميز، لذا يعتبر أن مسيرته صعبة، فالبعض تخصص بالدبكة وآخرون تخصصوا بالأغنيات الرومانسية، إلا أنه يعتبر نفسه فنانا يمكنه تقديم جميع الألوان واللهجات، وأنه حين يقرأ لناقد أو إعلامي ينصفه يقول « الدينا بألف خير»، والأهم برأي نفولا أنه حر، إلا أنه يؤكد أن ثمن الحرية صعب جداً، وتابع: طموحاتي كبيرة جداً إلا أنني أطمح أكثر وما يناسبني هو الصحيح على الأقل برأيي، فحب الناس كافياً لإكمال المسيرة، والذي يفرحه كثيراً تقدير الناس له، وأكد أن الناس جميعاً يعترفون بصوتي الجميل ويعترفون بتهذيبي. أما عن أغنية «صبايا بلادي» فهي من كتاباته وألحانه، وفي هذا الشأن يقول الأسطا «هي واقعي مع كل الصبايا الموجودة من حولي، فأنا أعني كل كلمة في هذه الأغنية إنها أغنية جميلة فرضت نفسها والتوفيق عند الله سبحانه وتعالى وعند الإعلان حيث سوّقت الأغنية بشكل أفضل من السابق، «صبايا بلادي» نجحت والحمد الله». عرض العضلات ويعدل نقولا خلال كتاباته مرات كثيرة في كلام الأغنية لتصبح صحيحة من حيث المبنى ومن حيث المعنى، ويقول: «يجب أن يتناسب ويتلائم مع جوهر الأغنية ومن حيث المبنى الموسيقي أبعد عن التسكين»، وأضاف: « أما لو كانت كلمات الأغنية من شاعر آخر، أجري التعديلات اللازمة بالاتفاق مع الكاتب، وهذا يحدث في 80% من أغنياتي.» ويؤكد الأسطا انه لم يجرب عرض كلماته على أحد، فالشعر بالنسبة له هواية وليس مهنة، وقال: أحب أن يغني البعض من كلماتي إلا أنني لن أدق باب أحدهم، فلو سمع «نقولا الأسطا» على الهواء وأعجبه عندها أسمع أداءه وأنجز له اللفات اللحنية قدر صوته وأدائه.»وكل شيء في هذه الدنيا وارد». وعن منتهجي أسلوب نقولا الأسطا يجيب «الكثيرون يحملون الصوت الجميل ويمكنهم إكمال مسيرتي ولا أريد الدخول بالأسماء». ويتابع:»طريقة الغناء والألحان ليست في عرض العضلات وللأسف هذا السائد اليوم في الفن، إلا أن ما يميز نقولا الأسطا هو أداؤه المنفرد من حيث التعريب على الحرف أو بطريقة المد اللحنية.. حيث يقول: أبحث في الغناء بالشكل الذي يمكّن المتلقي أو الجمهور من الغناء معي لذا أستعمل نهج السهل الممتنع، ليستطيع الجميع الغناء معي قدر المستطاع ليستمتع بالموسيقى والكلمات فتكون «سلسلة . عتب كبير أما عن رأيه بالوضع الفني اليوم قال الأسطا: لا يختلف واقعنا عن الزمن الماضي، إلا أن الفضائيات في تزايد، ومن الطبيعي أن يزداد عدد الفنانين، فجميع المحطات أصبحت جاهزة لاستقبال عدد كبير من الفنانين، إلا أن لابد من القول إن من تبقى هو وديع الصافي والست صباح والسيدة فيروز.. على الرغم من وجود الكثيرين في زمنهم، وتابع الأسطا: الصورة الأولى للفن هي مغرية، والمتلقي اليوم لا يعلم، فالقليل القليل الذي يعرف معنى السلطنة. وكان للأسطا عتب كبير على البرامج الفنية فيقول: «لست موجوداً في برنامج star academy وأعاتب المسؤولين فأنا موجود في أغنياتي القوية، إلا أن الأمر يعتبر محسوبيات، وهم لا يرضون بالحيادية، لذا أعمل على الإعلان البديل. لا أؤذي أحداً، وأعلم أين موقع كل منا من السلم الفني، إلا أن البعض يعمل على استبعادي، ولكن كل من يريد اتهامي بأمور خطأ أعده أنه لن ينجح أبداً بتهميشي أو إخراجي من الدائرة الأولى». وبالإنتقال إلى وضع النقابة التي هو عضو بها يقول الأسطا: «واقع نقابة الفنانين ليس بجيد إلا أن هذا الواقع لا يختصر فقط على نقابة الفنانين بل هو واقع البلاد بشكل عام، الحقيقة ليس من مسؤولية النقابة أن تؤمن الضمان الاجتماعي والكثير من ضروريات الحياة، فهي ليس مكتب خدمات.. بل هي عائلة إلا أن للنقابة صندوق تعاضد يضمن لحوالي 600 مشترك التأمين الصحي، والذي يشمل 70% من الفنانين، وأنا لست عضوا فقط في النقابة بل أنا عضو في مجلس نقابة الفنانين. إنني راضٍ عن عمل النقابة فهذا أقصى ما يمكن فعله كنقابة». أحب الحرية وحول عدم انضمامه لأي شركة إنتاج يقول: لا أتعامل مع شركات إنتاج لأنني بكل بساطة أحب الحرية ولا أتحمل أن أتقيد، اخترت أن أكون لوحدي، خاصة في هذه الفترة لأن شركات الإنتاج أصبحت احتكاراً، ليس هناك من شركة لبنانية حرة، فشركات الإنتاج غيرت المعادلة وأصبحت طريقتها في التعاطي مع الفنانين خاطئة، فمن كان يساوي ليرة أوهمه أنه يساوي ملايين، فأصبحت الإذاعة تطالب بآلاف دولارات لكي يكون هناك تسويق لأغنية جديدة لأنه هناك من يدفع، إلا أننا الآن نلحظ تغيراً كبيراً ولكن ما زال الإعلان مكلفاً وباهظ الثمن. وتابع:المشكلة أنهم يحاسبون الجميع على المستوى نفسه يعتبرون أن الجميع يقبض أقلهم 100 ألف دولار على حفل ما ولكن في الحقيقة هذا ظلم.. ولا يجوز أن يكون الجميع في خانة واحدة. النكات الشعبية يقول نقولا الأسطا عن برامج النكات الشعبية، إن مشاركته في برامج النكات يكشف الجانب الآخر منه، فطريقة المغنى وطريقة الفن التي يقدمها هي طريقة جدية وصارمة، والبعض يعتقد أنه يسلك طريقاً صعباً، لكنه يحمل كل تلك المعطيات إلى جانب المرح والضحك تحت مبدأ فنان شامل. فبعد مشاركته للمرة الأولى في برنامج النكات اعتبرت صاعقة لدى بعض الناس الذين وصفوها بالتجربة غير الملائمة، ويضيف: لو لم تكن التجربة الأولى ناجحة، لما دعيت أكثر من خمس مرات بعدها، وبالنسبة لي سأعيد ذلك لأنني مقتنع بما قدمت، وخاصجة أن النكات التي أقدمها ليست مبتذلة .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©