الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم الحيْسن يفكك الطقوس والطابوهات البدوية بالصحراء

إبراهيم الحيْسن يفكك الطقوس والطابوهات البدوية بالصحراء
8 سبتمبر 2012
الرباط (الاتحاد)ـ صدر حديثا للناقد والباحث المغربي إبراهيم الحيْسن كتاب بحثي بعنوان “إثنوغرافيا الكلام.. مأثورات القول الحساني” ويقع في 363 صفحة من الحجم المتوسط مع ملحق صور يظهر جوانب من العيش في الصحراء. قسم الباحث إبراهيم الحيسن كتابه إلى قسمين خصص الأول منهما لتناول القول الشعري مع التركيز على الشعر التقليدي الحساني بأهم عناصره ومكوناته، وكذا الصور البلاغية والأجراس الموسيقية التي تميزه، فضلا عن جانب أخر يتطرق فيه إلى بحور الشعر الحساني وأغراضه والمواضيع التي يتعرض إليها. كما يتناول الباحث إبراهيم الحيسن في هذا القسم، جنس التبرع بوصفه كلاما شعريا منظوما تبدعه النساء الحسانيات تغزلا في الرجال، وذلك في أجواء خاصة تطبعها السرية والكتمان والحرص الشديد على عدم التداول والانتشار بحكم سيادة قيم الحشمة والوقار والرقابة التي تمارسها الطقوس والتابوهات البدوية بالصحراء. أما القسم الثاني من كتاب “إثنوغرافيا الكلام” فخصصه الحيسن إلى رصد مجموعة من التعبيرات النثرية الحسانية من أمثال شعبية وحكايات وألغاز وأشكال الغناء والإنشاد والرقي والتعاويذ وعبارات التحية والوداع والتعزية، فضلا عن التلاسن والتلاعن والكثير من المرددات الشعبية التي ترافق الاحتفاليات الدينية والاجتماعية وغيرها. وأشار الحيسن في توطئة الكتاب إلى أن “الكلمة” شأن مقدس لدى المجتمع الحساني الصحراوي، وهي دليل هويته وعنوان وجوده، وأن إنسان الصحراء كان يولي اهتماما كبيرا للقول وللتقاليد المروية والمسرودة بشكل عام من خلال اعتقاده وتمسكه بجدوى كثرة الكلام. أما الناقد المغربي البشير القمري فيرى أن هذا البحث هو تعبير عن قلق معرفي صادق في فحواه ومدرك لبلواه، يرسم المدى والامتداد، ويكفيه فخرا أنه حقق ما كان يريده دائما: الثقافة هي الوجود وهي الوعي بهذا الوجود والدفاع عن هذا الوجود وفق توازن بين الوجدان والذات وبين المعرفة والعلم. كما اعتبر قمري أن مجيء باحث مثل الحيسن لخوض رهان تشييد الذاكرة الجمعية مرتهنة بالتاريخ والمجتمع والهوية، “ليس مجرد استنفار لوعي آني، بل تحد لواقع يبدو مركبا في عناصره ومكوناته هو ثقافة الصحراء في المغرب باعتبارها ثقافة تشكل أساسا من أسس الشخصية المغربية في كل أبعادها القائمة والوافدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©