الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسر تفضل قضاء الإجازة في الفنادق والمنتجعات

أسر تفضل قضاء الإجازة في الفنادق والمنتجعات
3 أكتوبر 2014 23:13
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تفضل بعض الأسر قضاء العيد في الفنادق والمنتجعات، في اتجاه مغاير لما يحرص عليه الكثيرون من الاحتفال بالأعياد مع ذويهم، فيكون التلاقي الإنساني جزءاً من بهجة العيد.. لماذا يلجأ البعض إلى هذا الخيار؟ هل طلباً للراحة والاستجمام أم أن هناك دوافع أخرى تستدعي الابتعاد عن الأجواء الصاخبة؟ وهل هذا الاختيار يفرغ العيد من معناه القيمي والروحي، وما انعكاس ذلك من الناحية النفسية والاجتماعية على الأبناء؟ «عندما يرحل الأهل والأحباب والأصدقاء يفقد العيد جانباً من بهجته، فنهرب من الشعور بالوحدة داخل البيت، ونبحث عن الأنس في الفنادق والتجمعات خارج إطار المنازل والأحياء التي تعزز هذا الشعور»، هكذا تفسر سميرة محمد، من الجزائر، دوافعها لقضاء يوم العيد في أحد الفنادق، مؤكدة أن الشعور بالغربة يزيد خلال هذه المناسبات التي يرتفع فيها الاشتياق والحنين للأهل والتجمعات العائلية، ولا يقتصر هذا الشعور على سميرة، بل يمتد إلى العديد من الأسر العربية المقيمة بالدولة. فتقول سلمى زهير: «تشحن الأعياد عاطفتي وتزيد شجني، وأتذكر غالباً تلك التجمعات العائلية، حيث كان أولاد أعمامي وأخوالي والأصدقاء يأتون لبيتنا في حياة والدي عندما كنا صغاراً، أشتاق لتلك الأيام، فعندما كنت طفلة، كنت أتجمل وألبس فستاني وأنتظر العيدية.. واليوم لا أستطيع استعادة هذه الأجواء فأفضل قضاء أيام العيد في الفندق». بهجة العيد وتضيف: «بعد وفاة والدي، ورحيل أهلي وسفر شباب وشابات العائلة، للعمل في دول أخرى وتفرقت الاهتمامات، أصبح العيد يزيدني حزنا باستحضار الماضي، حيث أتذكر ذهابي لبلدي لقضاء العيد مع جداتي وبقية الأهل والأحباب، فكان العيد عرسا نحتفي به في طفولتنا». وتؤكد أنها لا ترغب في التخلي عن طقوس العيد، بل تهرب من الوحدة، وتضيف: فكرت يوماً أن أبقى في البيت صبيحة العيد، لكن وجدت أن كل أصدقائي مرتبطون بأسرهم وزياراتهم، فقتلني الانتظار وحيدة، لذا قررت اختيار الفندق لقضاء العطلة. وتعتبر ليلى العلمي «العيد» مناسبة للاستجمام، وتجديد الطاقة، في مكان مميز، بعيدا عن أجواء المدينة الصاخبة، تقول: تعرفت على أسر لها نفس الميول، فأصبحنا نسافر معهم وتحاول تعويض ما يسببه هذا الاختيار من فقدان لمعاني العيد وقيمه التي تحرص الأسرة على غرسها في نفوس الأبناء، قائلة: إنها تعرف أبناءها بهذه المعاني، وتضع في خططها المستقبلية السفر لقضاء العيد وسط عائلتها، مشيرة إلى أن المدرسة تتكفل بتمثيل بعض مشاهد عيد الأضحى. وتؤكد فاطمة مصطفى أنها قضت أكثر من أربعة أعياد مع الأسرة في البيت، حيث استضافت الأصدقاء، وعاش الجميع أجواء العيد، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت تفضل قضاء العيد في أحد الفنادق كنوع من التجديد وطلباً للاستجمام في كان هادئ. بناء روحي من جانبه، يحذر محمود الشايب المتخصص في شؤون الرعاية الاجتماعية، من إهدار القيم الاجتماعية التي ترسخ الأعياد والمناسبات الدينية في المجتمع، موضحا أن هذه المناسبات فرصة مهمة للبناء الروحي والأخلاقي، وتعزيز التلاحم الاجتماعي والأسري بين أفراد المجتمع الواحد، والسمو بالقيم الروحية في النفوس، وإظهار الوجه المشرق لمجتمعنا، من خلال اجتماع الناس في تلك المناسبات. الميل للفردية وينبه إلى أنه مع التطور الحادث وانشغال الناس، قد تفقد هذه القيمة أهميتها، وتجرد المناسبات الدينية من معانيها، ويميل الناس أكثر فأكثر للفردية في ممارسة الشعائر والطقوس المتعلقة بتلك المناسبات التي من أساسها تجمع الأهل والعشيرة والقبيلة. ويشير إلى أن هذه التوجهات ليست منتشرة، ومع ذلك يجب الإشارة إلى أهمية حماية أجواء هذه المناسبات العظيمة، حتى لا تندثر تلك القيم من مجتمعنا بما تحمله من إشراقات واستحبابات تتلألأ في نفوس الأجيال جيلا بعد جيل. العقل الجمعي ويؤكد الشياب أن التواصل الدائم في تلك المناسبات يدعم الجانب النفسي للأبناء، ويصقل شخصياتهم بما ترسمه هذه اللقاءات بين أفراد العائلة الواحدة والفريق الواحد من فرحة في نفوسهم، بل يعزز في داخلهم الانتماء للعائلة الممتدة الذي ينسحب بدوره على تعزيز الانتماء للمجتمع، وعليه فإن عدم حرص الآباء على إقامة تلك اللقاءات بصورة مجتمعة يولد لدى الأطفال حالة من الاغتراب النفسي والعاطفي تجاه أفراد العائلة، إذ مع مرور السنين والأيام تأخذ انفراديتهم شكل العادة ويصبحون انعزاليين، الأمر الذي يضعف الجانب الروحي بداخلهم، نظرا لما تتسم به روح التجمع العائلي من اتقاد المشاعر وما تعكسه حالة العقل الجمعي من انسجام نفسي مع الآخرين. بناء الشخصية ويضيف تعد عملية التواصل من أهم القيم التي تحقق الأهداف التربوية في تنشئة الأطفال، وبناء شخصياتهم خلال مراحل نموهم، من خلال إكسابهم الصفات والمعتقدات التي يجمع عليها أفراد العائلة، كما أنها توسع مدارك الطفل وتنشط أفكاره عبر ما يتحصل عليه من مكتسبات جراء هذا الاختلاط، فكل فرد من العائلة يحمل مجموعة من الخبرات العامة والخاصة، والتي ينقلها في معايشته للآخر من خلال التفاعل والتبادل الذي يتم كل حسب موقعه داخل العائلة، وما تحمله من ثقافة القيم والعادات في ضوء الدين والمجتمع وتأثيرها على مراحل نمو الطفل. ويشير إلى أن العلاقات الاجتماعية المختلفة تؤثر في النمو النفسي والعاطفي وتسهم في تكوين هوية معاً تتمتع بنضج بيولوجي ومعرفي، وذلك يستلزم الكثير من التفهم والاحتواء الأسري، خاصة خلال مراحل حياته الأولى ويمثل التواصل خاصة في المناسبات والأعياد قاعدة جيدة للأمان لدى الطفل، وحتى كرد فعل وصد دفاعي للمحن والأزمات الصادمة التي قد يتعرض لها لاحقا، إذ تنمي قدرة الطفل على التطور بإيجابية. ويوضح أن نموذج العائلة الممتدة المتفاعلة تشبع حاجيات الطفل في الشعور بالأمن والانتماء والتوافق وتقدير الذات، كما تشجعه على التعبير وتلبية الحاجات النمائية، وتعمل على تقبلهم داخل النسيج العائلي الممتد، وفي الجانب الآخر، فإن تلك المناسبات تفيد الأهل في فهم سلوك أطفالهم وانفعالاتهم، وتشاركهم عقلياتهم كما هم. أجواء عائلية قال جو نصّورة مدير تسويق ومبيعات في فندق فيرمونت دبي التابع لمجموعة فنادق فيرمونت ورافلز العالمية (إف آر إتش آي)، إن عيد الأضحى مناسبة عائلية، لذلك فإن الحجوزات تشمل المجموعات، مشيراً إلى أن الحجوزات تشهد ارتفاعا بشكل ملحوظ قبل قدوم المناسبة بنحو شهر، حيث تنفذ الغرف في أول أيام العيد. وأرجع تزايد الإقبال إلى ما تقدمه الفنادق من عروض عائلية وعروض للمجموعات من الأصدقاء، لأن العيد إجازة عائلية، وهو الوقت من السنة الذي يتجمع به الأحباب والأصدقاء في مكان واحد، لذا تقدم عروضاً تحوي وجبات عائلية وسهرات عائلية وخدمات باستخدام المسابح والشاطئ. ويضيف جو: هناك عروض مع فرق موسيقية وأدائية على العشاء في مطاعم الفنادق المختلفة، وبالنسبة للأطفال فإننا نقوم بتقديم الشوكولاتة وبعض الهدايا البسيطة، وأحياناً يكون هناك عروض خاصة لدخول نادي الأطفال مجاناً عند الحجز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©