الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ازدهار نشاط شركات بناء حفارات النفط البحرية

ازدهار نشاط شركات بناء حفارات النفط البحرية
8 سبتمبر 2012
بعد مضي عامين فقط على شبه إيقاف عمليات الحفر البحرية في العديد من أنحاء العالم عقب انفجار بئر ماكوندو الواقعة في خليج المكسيك عام 2010 والتابعة لشركة بي بي، يبدأ قطاع بناء الحفارات البحرية في التعافي بقوة مع توجه كبريات شركات النفط إلى مناطق أكثر عمقاً وجبهات جديدة واضطرارها في الوقت ذاته للوفاء بمتطلبات السلامة الأكثر صرامة. يذكر أن أسعار النفط المرتفعة جعلت عمليات استكشاف النفط وإنتاجه في مناطق مثل قبالة السواحل البرازيلية وغربي وشرقي أفريقيا أكثر جدوى، وإن كان على الشركات العاملة في هذه الجبهات الحرص على عدم التعرض لعقوبات حوادث تسريب النفط والحرائق وأعطال المعدات. ونظراً إلى بلوغ عمر أكثر من 50% من مجموع أسطول حفارات العالم البحرية ما يزيد على 25 عاماً وبالنظر أيضاً إلى تعاظم صرامة القوانين واللوائح التنظيمية الحاكمة لهذا القطاع أضحى هناك تعجيل بتفكيك المنشآت البحرية القديمة والمتهالكة الأمر الذي دفع إلى موجة من الطلبيات الجديدة. الحفارات القديمة وقال وونج كوك سنج مدير عام شركة كيبل فيلس المحدودة إحدى وحدات شركة كيبل المحدودة أكبر مشيد حفارات بحرية في العالم: “لقد ساعدت حوادث تسريبات النفط بالفعل على زيادة طلبيات حفارات جديدة، ولم يسبق أن روعيت خصائص سلامة الحفارات بالصرامة التي تراعى بها الآن”، وأضاف أن السلامة أضحت بمثابة عنصر يغير قواعد اللعبة في السوق. يطلب مشغلو الحفارات مزيداً من موانع الانفجار التي أخفقت في كارثة خليج المكسيك عام 2010 ويطلبون أيضاً نظم تحكم في الآبار أكثر تطوراً. ونتيجة لذلك بدأ جميع كبار مقاولي عمليات الحفر بناء حفارات الجيل الجديد لتحل محل أساطيلهم القديمة. وفي شهر أغسطس وحده كشفت أكبر شركتين في العالم في مجال بناء الحفارات كيبل وسمبكورب مارين عن طلبيات حفارات بحرية جديدة بما يقارب تسعة مليارات دولار، ومن المنتظر أن تشتري شركة بتروليو برازيلييرو البرازيلية (أو اختصاراً بتروبراس) معظم هذه الحفارات لتأجيرها في أعمال الحفر البحرية في حقول عميقة بحوض سانتوس. وقال ماناف كومار أحد أعضاء مجلس إدارة ديناميك أوفشور دريلينج إحدى وحدات ديبووتر دريلينج اند سرفيسز الشركة الهندية الناشئة المتخصصة في مقاولات الحفر البحري: “تطلب شركات الآن حفارات الجيل الجديد ذات خصائص سلامة أفضل”. يمكن أن يكون لمشاكل العمليات البحرية أضرار بالغة إذا لم تجر الأمور على النحو السليم، فعلى سبيل المثال تقدمت شيفرون شركة النفط الكبرى الأميركية بالتماس إلى محكمة برازيلية لاستئناف النظر في حكم أصدرته المحكمة مؤخراً يحظر على شيفرون وترانسوشن مشغل عمليات الحفر العمل في البرازيل بسبب اتهامها بالضلوع في حادثة تسريب نفط بحرية العام الماضي. أنكرت الشركتان ارتكابهما أي أخطاء، وأمهلت الشركتان فترة 30 يوماً لوقف الأعمال وإلا فإنهما ستواجهان غرامات ثقيلة. تأتي زيادة طلبيات الحفارات والمنصات البحرية رغم الأحوال الاقتصادية العالمية غير المستقرة التي تسببت في إلحاق خسائر جسيمة بصناعة بناء السفن العالمية المتعلقة بقطاع النفط. كما توقعت مؤخراً إحدى أكبر شركات بناء السفن الصينية يانجزيجياغ لبناء السفن القابضة أن يواجه هذا القطاع مزيداً من الصعوبات مستقبلاً، وحذرت من احتمال الاستحواذ على نصف مصانع السفن عالمياً أو اضطرارها إلى التوقف عن أعمالها العام المقبل نظراً لعدم وجود طلبيات. طلبيات جديدة يأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه أكبر خمس شركات بناء حفارات في العالم - كيبل وسمبكورب وهايونداي للصناعات الثقيلة وسامسونج للصناعات الثقيلة ودايو لبناء السفن والهندسة البحرية زيادة عقود حفارات جديدة مع اكتمال حجز الطلبيات لغاية عام 2014 أو عام 2015 وإرجاء بعض الطلبيات إلى النصف الثاني من هذا العقد. زاد إجمالي أسطول حفارات النفط والغاز العالمي من 809 حفارات عام 2011 إلى 825 حفاراً حالياً، حسب بيانات من مؤسسة اي اتش اس استشاري هذا المجال، وشهدت مصانع بناء الحفارات في العالم زيادة حجز الطلبيات بمقدار 15 حفاراً في عام 2012 أو قرابة 13% بالمقارنة مع عام 2011 رغم كارثة ماكوندو. وفي شهر يونيو من هذا العام كان هناك 143 حفاراً قيد البناء عالمياً مقارنة بما يبلغ 127 حفاراً في شهر يونيو 2011، بحسب شركة اس تي اكس للحفارات البحرية وبناء السفن الكورية الجنوبية رابع شركة بناء سفن في العالم. ومع تداول عقود نفط خام برنت الآجلة بأكثر من 100 دولار للبرميل خلال الثمانية عشر شهراً الماضية، فإن لدى منتجي النفط الكثير من الحوافز للحفر في مناطق جديدة معظمها يقع في مياه أكثر عمقاً وأحوال أكثر قسوة. حوافز سعرية وما دامت أسعار النفط العالمية تتراوح بين 70 و80 دولاراً للبرميل أو أعلى سيظل المنتجون يستثمرون في عمليات التنقيب والإنتاج البحرية وفي حفارات نفط جديدة حسب تنفيذيين في هذا القطاع، وما دامت كبريات شركات النفط لديها كشوف موازنة قوية وتسعى بصعوبة إلى تحقيق أهداف الإنتاج وتكوين احتياطيات فإنه من المنتظر أن تستمر زيادة عمليات الاستكشاف والإنتاج. وقال الف ثوركيلدسن رئيس تنفيذي سيدريل المحدودة إحدى أكبر شركات الحفر البحري في العالم: “لدى شركات النفط حالياً قناعة بأن متوسط سعر النفط سيظل عند مستويات عالية ما يجعل عمليات الاستكشاف أكثر جدوى اقتصادياً”. وفي شهر يوليو الماضي أبرمت هذه الشركة النرويجية مع إحدى كبريات شركات النفط عقداً لبناء ثلاث سفن حفر جديدة بما يبلغ حجمه 4 مليارات دولار، ولدى الشركة حالياً 18 وحدة حفر قيد البناء من المقرر تسليمها بحلول عام 2015 بسعر يبلغ إجماليه 6?9 مليار دولار. عن: وول ستريت جورنال ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©