الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برامج «إنعاش» تستعيد حيوية طلبة المدارس بعد الإجازة

برامج «إنعاش» تستعيد حيوية طلبة المدارس بعد الإجازة
8 سبتمبر 2012
أداء الواجبات المدرسية، أكثر ما يشغل أولياء الأمور هذه الأيام، خاصة مع عودة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة غداً غير أن التفكير في تنشيط الذهن ولو بالترفيه عن الأبناء على اختلاف مراحلهم الدراسية أمر مطلوب، حتى أنه وسط زحمة الأجندة الأكاديمية التي بدأ المعلمون يعدون لها العدة، تطل بعض النشاطات التي تندرج ضمن جدول فعاليات السنة الدراسية، وذلك بالتفاوت بين مدرسة وأخرى، تركز على إعادة تهيئة الطلبة، بعد طول فترة الإجازة الدراسية. لا يمكن للطالب أن يحقق مستويات جيدة ويثبت قدراته على التركيز والمذاكرة، إلا إذا أخذت في الاعتبار حاجته إلى اللعب من وقت لآخر، إذ إن حرمانه من الرياضات والهوايات التي يحبها على حساب الدراسة، قد يؤثر سلباً على نفسيته ويجعله يمل من الواجبات المدرسية. وهذا ما يلحظه بعض الأهالي الذين يصرون على تعزيز مواهب أبنائهم عبر تسجيلهم في النوادي الرياضية أو الفنية. وتعمد إليه الهيئات التعليمية التي تضع في الحسبان أهمية تنظيم دورات تدريبية وترفيهية داخل المدارس. وكذلك اصطحاب الطلبة في رحلات إلى البر والمواقع الثقافية والسياحية التي من شأنها أن تخرجهم من أجواء الروتين وتساعدهم على التعرف إلى زوايا جديدة في المجتمع. رياضة «الركبي» وتتحدث علياء المير عن أنها مع بداية السنة الدراسية تعيد النظر في ترتيب الأولويات في تعاطيها مع أبنائها. وتذكر أن المذاكرة لساعات معينة في اليوم أمر لا بد منه، ولا يمكن التغاضي عنها لصالح أي نشاط خارجي آخر. وتقول إنها إلى جانب متابعة واجبات أبنائها من حفظ وحل المسائل الحسابية وسواها، فهي تشجعهم على ممارسة الرياضة في وقت الفراغ. ويكون ذلك فقط في إجازة نهاية الأسبوع وتحديداً أيام الجمعة أو مساءات الخميس، لأن السبت من كل أسبوع هو يوم للدراسة ومراجعة الدروس الصعبة. وتقول علياء، إنها على غير عادتها اضطرت هذه السنة للنزول عند رغبة ابنها وتسجيله في أحد النوادي، حيث يقوم 3 مرات في الأسبوع بالتمرن على رياضة «الركبي». وتوضح أنها اقتنعت بوعوده بأن الأمر لن يؤثر سلباً على «علاماته» في المدرسة، وأنه بمجرد العودة من النادي سوف ينكب على إنهاء واجباته، ولن ينام إلا بعد أن تتأكد من ذلك. وتشير إلى أن الأمر أقل حدة مع ابنتيها الأصغر سناً واللتين تكتفيان بمشاهدة البرامج التلفزيونية المخصصة للأطفال بعد انتهائهما من المذاكرة. ركوب الخيل وتلفت أميرة الحاج حسن إلى قناعتها التامة بأن الطالب يحتاج إلى فسحة زمنية يعبر من خلالها عن مواهبه ويتحرر من الطاقة بداخله. وبكونها أستاذة لغة عربية سابقة يمكنها أن تلاحظ الفرق بين الطفل الذي يمارس نشاطات عدة إلى جانب الدراسة، وبين الطفل الذي لا يعرف خلال السنة الدراسية غير الطريق من المدرسة إلى البيت. وتقول أميرة، إنها تتعامل مع أبنائها بكثير من الانفتاح، وتتجنب أن تفرض عليهم أجواء القمع بحجة الدرس وحفظ المعلومات كالببغاء. وتعتبر أن طاقة الطفل محدودة ومهما حاول الأهل أن يرغموا أبناءهم على مضاعفة مجهودهم الدراسي، فإنهم لن يتمكنوا من تحقيق أي تقدم إلا بالحجم المقدور عليه. لذلك فإن أميرة تحرص على تسجيل أبنائها في أكثر من نشاط وكل بحسب اهتماماته. ولديها ولدان يمارسان كرة السلة مرتين في الأسبوع، وبنت تلعب البيانو، فيما جميعهم يتدربون على ركوب الخيل ويحققون نتائج متقدمة. وهم يقومون بهذه النشاطات بالتوازي مع المذاكرة التي يقبلون عليها بفرح وثقة أكبر في النفس. عزف على العود من جهتها، تنتقد سناء قرقاوي تسلط بعض الأهالي ووضعهم الشروط الصارمة لتحركات أبنائهم مع بداية السنة الدراسية. وتقول إن هذا التشدد غير الموضوعي يجعل الطلبة ينفرون من العلم ويمضون الساعات بين الكتب والدفاتر من دون أي نتائج تذكر. وتعتبر أنه من واجب أولياء الأمور أن يكتشفوا مناطق الإبداع عند أبنائهم وتعزيزها من باب تشجيعهم على التميز. وتقول سناء، إن الطالب من حقه التعرف إلى أكثر من وجه للنجاح، إذ إن الكثير من الأبناء يبدعون في رياضات وهوايات تمنحهم الدافع للتميز في المدرسة. وهذا ما تتبعه مع أبنائها الذين عودتهم على التنسيق بين الدراسة المنزلية وممارسة بعض الفنون والرياضات. وتتحدث سناء عن ابنها عمر وهو في الصف السابع، قائلة إنه يتدرب على آلة العود منذ كان في السادسة من عمره. وهو إذ يتوجه إلى مدربه 3 مرات في الأسبوع، يعرف جيداً أنه لابد من إتمام واجباته المدرسية قبل جلسة العزف وبعدها. أما ابنتها الوسطى وعمرها 7 سنوات، فهي تخضع باستمرار إلى دورات تدريبية حول الرسم والتلوين وفنون اللصق على الخشب والزجاج. وتقوم بذلك أيضاً من خلال الحصص الإضافية التي تنظمها المدرسة للأطفال الموهوبين في هذا المجال. وتشير سناء إلى أن حرصها على اكتشاف ميول أبنائها الفنية دفعها إلى تشجيع ابنها الأصغر إلى دخول أحد المراكز التي تعلم صغار السن على مختلف الآلات الموسيقية. كاراتيه ومن بين الآباء الذين يهتمون بأنفسهم في اصطحاب أبنائهم إلى مراكز الإبداعات والمواهب، يتحدث رشيد التميمي، وهو أب لـ 4 أولاد أنه يخصص معظم وقته خلال فترة العصر من كل يوم لاصطحابهم إلى النشاطات المتنوعة، وأنه يستمتع جداً بمشاهدتهم يحدثون تقدما سواء في رياضة الكاراتيه أو تمارين السباحة أو حتى سباقات الركض واللعب بالكرة. ويوضح رشيد أنه بالرغم من دعمه الكامل لهوايات أبنائه وتشجيعه لهم على تحقيق المزيد من التميز، إلا أنه لا يرضى أبداً أن يهملوا واجباتهم المدرسية، وهو يتعاون مع زوجته على متابعة دروسهم، إما بالإشراف أو بالمساعدة، وأن الطفل الذي يقوم بالرياضات التي يحبها خلال أوقات محددة وغير عشوائية، يشعر بالراحة الداخلية التي برأيه لا بد وأن تنعكس على أدائه في المدرسة. ويلفت رشيد إلى أنه كان يتمنى لو أن مدرسة أبنائه تولي أمر الرياضة الاهتمام الكافي، بحيث توفر على الأهالي تسجيل أبنائهم في مراكز خارجية. ويشير إلى أن النشاطات التي تقوم بها غالبية المدارس تنحصر في الإطار الروتيني والذي لا يشمل التنويع الكافي بما يجذب الطلبة ويدفعهم إلى روح المنافسة. تفريغ الطاقة وللوقوف عند الأهمية التي تعكسها الرياضات على نفسية الطالب خلال السنة الدراسية، تتحدث الاستشارية النفسية ماريان جبور في أحد مراكز تطوير أداء الطلبة. وتقول إن الطفل بدءاً من عمر 3 سنوات وحتى المرحلة الثانوية يحتاج حاجة ماسة إلى ممارسة نشاطات مغايرة تساعده على تفريغ طاقته بما هو إيجابي، إذ إن الأطفال والمراهقين يميلون إلى أنواع الاكتئاب في حال أصابهم الملل ودخلوا في دوامة الحياة النمطية التي تقتصر على الذهاب إلى المدرسة والعودة إلى البيت بهدف الدراسة وهكذا. وتوضح ماريان أن الأهل يلعبون دورا أساسيا في تعويد الطفل على التمييز بين أوقات اللهو وأوقات المذاكرة، بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر بما يؤدي إلى الخلل في المعادلة. وتشير إلى أنه يخطئ من يظن أن ممارسة الرياضات والقيام بالألعاب الذهنية، أمور يجب أن تنتهي مع دخول السنة الدراسية الجديدة. وذلك لأن قدرة الطفل على القيام بأكثر من مهمة في اليوم تتعدى أحيانا كثيرة قدرة الكبار. وتذكر الاستشارية النفسية أنه عند التركيز في هواجس الطلبة، نجد أن قلقهم من المدرسة مرتبط بتركهم لوسائل اللهو التي ترضيهم. وأنه في حال التنبه إلى هذه النقطة وإبلاغهم بأن المدرسة لا تتعارض مع ممارسة هواياتهم بشرط ألا يقصروا في أمور المذاكرة، فإنهم بلا شك سوف يقبلون بسعادة على المدرسة. وهي بالتالي تنصح الأهالي على تنظيم أوقات أبنائهم بين المدرسة ونوادي التدريب الرياضي، ولو بالذهاب إليها مرة في أيام الأسبوع ومرة أو نرتين خلال إجازة نهاية الأسبوع. تميز الطلبة وبالحديث مع عدد من الطلبة عن أهمية ممارسة الرياضة والهوايات الأخرى، يتضح أن الأطفال على اختلاف مراحلهم العمرية يهوون التمثل بمن يرونه أكثر حظاً. ويعتبر خروجهم إلى النادي ومراكز التدريب من باب تعزيز الثقة بالنفس والإثبات للمجتمع بأنهم متميزون ولو عبر طرقهم وأساليبهم الخاصة. ويذكر حسن شهاب، وهو طالب ثانوي أنه يلعب يوميا ضمن فريق لكرة القدم أنشأه بالتعاون مع رفاقه. ويذكر أن الرياضة لا تتعارض مع قيامه بواجباته المدرسية؛ لأنه يخصص لها ساعتين مساء وذلك بعد إتمام غالبية المطلوب منه كمسائل حسابية. أما الحفظ فيتركه إلى الليل وذلك بعد رجوعه من الملعب حيث يشعر بأن ذهنه صاف وبأنه على استعداد أكبر للاستيعاب. ولا يرى حسن خطأ في ذلك ولاسيما أن الكثير من الطلبة الجامعيين سلكوا الدرب نفسه وكانوا ناجحين في دراستهم. ويقول مروان عبد الخالق الذي يبلع من العمر 12 سنة أنه ينتظر يومي الاثنين والأربعاء من كل أسبوع بفارغ الصبر. والسبب أنه يخرج فيهما إلى مركز تعلم الكاراتيه، حيث حاز الحزام الأخضر قبل شهر. ويذكر أن طموحه هو نيل الحزام الأسود تماما كوالده. ويعتبر مروان أن الكاراتيه لا تؤخره عن الدراسة؛ لأنه يذهب إلى النادي عند الساعة السادسة مساء وذلك بعد إنجازه معظم واجباته. وما بقي منها، فهو يتابعه مباشرة بعد عودته إلى البيت. أما نادين الحاج، وهي طفلة في الثامنة من عمرها، فتقول إنها تعتز بين صديقاتها عندما تخبرهن عن تفوقها في رقصات الباليه. وتذكر أنها منذ سنتين تذهب 3 مرات في الأسبوع إلى أحد المراكز التي تعنى بالتدريب على فنون الباليه. وهي تؤجل أمور الدراسة إلى ما بعد عودتها، حيث تؤكد أنها لا تخلد إلى النوم إلا بعد أن تنجز كل واجباتها. رياضات المدارس وتورد الاختصاصية التربوية درية جمال الدين أن دور المدرسة، وإن كان بالمبدأ هو توفير كل الوسائل التعليمية، غير أن المناهج الحديثة لا بد أن تلحظ أمر النشاطات المصاحبة، إذ إن التربية لا تقتصر على العلوم والآداب والرياضيات، وإنما تشمل الرياضات البدنية وكذلك الفكرية، التي تعمل على تنشيط مدارك الطلبة وتحفيزهم على الإبداع في المجال الذي يريدونه ويتناسب مع شخصياتهم. وتقول درية إنه لا يمكن تصنيف جميع الأطفال في خانة واحدة، كما أنه من غير المنطقي أن تعمد المدارس إلى إرغام الطلبة على ممارسة رياضة لا يطيقونها، ومن هنا توضح أن إدارات المدارس المتطورة تعي تماماً أهمية توفير إمكانية الاختيار بين الرياضات التي تثير اهتمام الطلبة، ومنحها حيزاً من التقويم المدرسي، سواء داخل الحصص التعليمية أو بعد الدوام الدراسي. وتشير الاختصاصية التربوية إلى أن الطالب الذي ينعم بملء وقته عبر ممارسة الهوايات التي تعنيه، يتميز عن الطالب الذي لا يمارس نشاطات تذكر خارج إطار المدرسة. وتوضح أن المدارس باتت تصر على هذا الجانب لأهميته، معتمدة مبدأ تشجيع الأهل على التنبه إلى هذه الناحية. وحثهم على اصطحاب أبنائهم إلى النوادي والمراكز المتخصصة بتعزيز المواهب. وأكثر من ذلك، فإن عدداً كبيراً من المدارس تحرص على تنظيم الرحلات الخارجية لطلبتها بهدف الترفيه عنهم. كما تشجع الطلبة الموهوبين على متابعة بعض النشاطات الإضافية داخل المدرسة وإنما بعد الدوام الدراسي. قائمة منوعة تتنوع النوادي الرياضية ومراكز تعزيز المواهب التي تقدم للطلبة، بحسب أعمارهم قائمة منوعة من النشاطات. وفي حين تتخصص بعض المواقع بالتدريب على رياضات معينة مثل ممارسة السباحة والكاراتيه وركوب الخيل، تجمع مواقع أخرى بين أكثر من رياضة. وبينها النوادي الرياضية الكبرى التي تشكل منفذاً للأهالي وأبنائهم على مدار العام. وهي توفر على أبواب الموسم الدراسي مجموعة من النشاطات التي تبدأ من العصر بما يتناسب مع أوقات الطلبة. وتساعد هذه النوادي التي تقديم خيارات ترفيهية ورياضية واسعة، على إيجاد صلة بينها وبين الطلبة الحريصين أولاً على إتمام واجباتهم المدرسية. تنظيم الوقت تثبت الدراسات أن تنظيم وقت الطفل يحول دون وقوعه في خطر الفراغ. وذلك عبر إطلاعه على أجندة نشاطاته اليومية والتشاور معه على اختيار الأنسب له، إذ إن الأطفال عموما لا يفضلون عنصر المفاجأة بقدر ما يرتاحون إلى التعرف مسبقاً إلى تحركاهم. ولا يخاطر أولياء الأمور في أوقات أبنائهم عندما يتجاوبون مع رغباتهم بتسجيلهم في النوادي الرياضية أو مراكز تطوير المواهب. والسبب أنهم بذلك يضمنون تطوير مداركهم ويساعدونهم على النضوج السريع والقدرة على التوفيق بين أكثر من أمر في وقت واحد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©