تعيش مدريد حالة كروية خاصة، باعتبارها العاصمة الكروية الأفضل في أوروبا والعالم، وهي الحالة التي بدأت منذ وصول الريال وأتلتيكو إلى نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، في حدث شهدته البطولة القارية للمرة الأولى في تاريخها، ومع كل مباراة في البطولة القارية، تتجه الأنظار صوب «الملكي» و«الأتليتي» لمتابعة مبارياتهما، وكان آخرها مواجهات الجولة الثانية لمرحلة المجموعات، حيث نجح كل منهما في تحقيق فوز بشق الأنفس، الأول حققه أتلتيكو على يوفنتوس في معركة بدنية وتكتيكية من العيار الثقيل شهدها ملعب فيسينتي كالديرون، وفي المباراة الثانية تمكن الريال من الوقوف في وجه المفاجأة الرومانية، وفاز على لودوجوريتس «المجهول المجتهد».
وقد احتفلت الصحف المدريدية بالانتصارين، حيث تصدر كريم بنزيمة صاحب هدف الريال، الذي أحبط له مفاجأة الفريق الروماني غلاف صحيفة «آس»، فيما سجل أردا توران وجوده على غلاف صحيفة «ماركا»، وسط احتفال صاخب بالفوز الصعب والمهم على يوفنتوس، وهو الانتصار الذي فرض وضعاً معقداً على المجموعة الأولى، وذلك في حالة نادرة، حيث أصبحت الأندية الأربع تملك في رصيدها 3 نقاط لكل منها، فقد تلقى كل فريق هزيمة، وحقق انتصاراً في الجولتين الماضيتين، ولكن صدارة المجموعة لا زالت في قبضة السيدة العجوز بالأهداف، ويحل أتلتيكو ثانياً، ثم مالمو السويدي، يليه أولمبياكوس اليوناني رابعاً.
وبالعودة إلى صحافة مدريد، فقد عنونت «آس»: «بنزيمة ينقذ الريال»، وتابعت: «نجح بنزيمة في الرد على المشككين في هذه الليلة الصعبة تحديداً، فقد سجل هدفاً أنقذ به الريال من شبح نتيجة مخيبة للآمال أمام الفريق البلغاري المجتهد، والمدهش في الأمر أن النجم الثاني للريال في المباراة هو إيكر كاسياس، مما يؤكد أن لودوجوريتس البلغاري كان في مقدوره إحداث المفاجأة، وتحقيق نتيجة إيجابية أمام بطل أوروبا في النسخة الماضية، وبطل القارة 10 مرات».
وفي موضع آخر قالت الصحيفة: «توران في مدريد وبنزيمة في صوفيا»، وأضافت: «مباراة فيسينتي كالديرون بين أتلتيكو ويوفنتوس لم تكن جميلة، ولكنها جاءت مثيرة، حيث تمكن كل طرف من تقديم أداء بدني وتكتيكي رفيع المستوى، بعيداً عن اللمسات الفنية المبهرة، ولم تكن هناك أي مساحات في منتصف الملعب، ولم تشهد المباراة الكثير من الفرص، ولكنها تظل واحدة من أقوى مباريات الموسم، ونجح توران في إنهاء الأمور لمصلحة أتلتيكو ليعود الفريق إلى المكانة التي تتناسب معه، حيث المنافسة على صدارة المجموعة».
أما صحيفة «ماركا» فقالت: «أردا توران عملاق قاتل»، وذلك احتفالاً بهدف الفوز الذي سجله اللاعب التركي في مرمى العملاق بوفون حامي عرين اليوفي، وهو الهدف الأول الذي تهتز به شباك الحارس الإيطالي بعد مرور حوالي 100 يوم، حافظ خلالها على عذرية شباكه، والتي استقبلت هدفاً للمرة الأخيرة في مباراة إيطاليا وأوروجواي في يونيو الماضي بمونديال البرازيل، والطريف في الأمر أن أحد لاعبي أتلتيكو مدريد هو الذي أحرز هذا الهدف، وهو دييجو جودين مدافع منتخب أوروجواي، وظهر توران لينهي عذرية شباك بوفون، الذي استعصى مرماه على الأهداف لمدة 10 ساعات، وهو ما يساوي 6 مباريات و70 دقيقة.
وفي الجهة المقابلة من صفحتها الإلكترونية عنونت ماركا: «بنزيمة يظهر ويوقظ التنين»، في إشارة إلى أن الريال ظهر للمرة الأولى بقميصه الجديد «التنين» خلال مباراته أمام لودوجوريتس البلغاري، ولكنه لم يقدم الأداء الذي يتناسب مع الاسم المخيف، مما جعل بنزيمة فقط يستحق لقب التنين»، وأشارت الصحيفة في موضع آخر إلى أن الفريق البلغاري، الذي كان مجهولاً قبل المباراة، أجبر جماهير النادي الملكي على النظر إلى الوقت، خوفاً من انتهاء المباراة بالتعادل، وهو سيناريو غير متوقع، بل جعل نجوم الريال يحتفلون بالفوز عقب نهاية المباراة، وكأنهم فازوا على ليفربول في الأنفيلد على حد قول الصحيفة المدريدية.
عدد اليوم
