الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رشا شربتجي تواصل التحدي عبر ثلاثة مسلسلات جريئة جديدة

رشا شربتجي تواصل التحدي عبر ثلاثة مسلسلات جريئة جديدة
13 ديسمبر 2010 20:28
أولى مغامرات المخرجة رشا شربتجي في الموسم الدرامي التلفزيوني الجديد هو مسلسل (الولادة من الخاصرة)، ويبدو أن المخرجة الشابة مصممة على مواصلة التحدي والتألق في آن معاً بأعمالها الجريئة والجديدة والشبابية، ولاسيما بعد أن كرست مكانتها المتميزة في الدراما السورية من خلال عملين كبيرين في الموسم الماضي، هما (تخت شرقي) و(أسعد الوراق)، مما جعلها تثير نقاشات واسعة حول أسلوبها وطريقة اختيارها للممثلين والممثلات، وحول جرأتها المحسوبة في مقاربة الحالات الاجتماعية، حيث تقفز فوق الخطوط الحمراء برشاقة وخفة، وتمرر ما تريد بذكاء يحسب لها، ولهذا ولغيره فقد أصبحت تنافس كبار المخرجين في الساحة السورية، مع تأسيس حضور قوي لها في الساحة المصرية. عنوان مثير لنص كتبه سامر رضوان، وقد اختارته لقوته وجدته، وأسلوبه في المعالجة، ولأنه لا يشبه النصوص الأخرى. وأشارت المخرجة الشابة التي تتبع حدسها في المغامرة، أنها قرأت أربعمائة صفحة من النص دفعة واحدة، لأنه شدّها فاختارته، وتضيف: إن أغلب شخصيات العمل طبيعية، وإن كان لكل واحدة منها شكل من أشكال المرض النفسي، الذي يسبب (العقد)، والتي تظهر أحياناً بشكل مفاجئ. واعتبرت رشا أن شخصيات العمل مرسومة بمنتهى الشفافية، كما أنها تنحدر من شرائح مختلفة من المجتمع، وتحمل عقداً نفسية هي التي تحدد مسار الأحداث التي يرويها المسلسل. وتتوقف رشا عند نقطة مهمة في سبب اختيارها لهذا العمل، وهي أنه لا يقدم صورة أحادية الجانب، بل صورة شاملة لمجموعة شخصيات تلخص مجتمعاً كاملاً، فهناك الفقير والغني، وهناك شخصيات تسيطر وتعيش بالمال وأخرى بالسلطة، وما بين هذه المتناقضات تدور الأحداث لتعكس صورة واقعية عن مجتمع بأسره. آباء وأبناء في مسلسل رشا الجديد سنطل معها على النماذج البشرية التي تملأ الحياة، وتثير المشكلات فيها، كما سنعيش تناقضات العلاقة بين الآباء والأبناء، وما تسفر عنه من مفارقات بحسب فهم كل فريق للحياة. وتتفق رشا مع كاتب المسلسل سامر رضوان بأن المسلسل يحاكي حالات فردية، وأن الحالات الجماعية لا تصلح للدراما، وبالتالي فإن الدراما هي الحالات التي تثير الغرائبي والخاص. أما الحب كموضوع فسيكون حاضراً بقوة في (الولادة من الخاصرة)، وسيصاحبه الصراع ما بين المسحوق والمهيمن الذي يسحق الآخرين. كما تتفق رشا مع كاتب مسلسلها الجديد أن توفر النص الجيد والمخرج الجيد والممثلون الجيدون، لا يعني دائماً عملاً ناجحاً، لأن الجمهور يفاجئ الجميع أحياناً بموقف مختلف. ومن هنا تنبع ضرورة المغامرة المحسوبة، التي تمتطيها رشا في جميع الأعمال التي تتصدى لإخراجها. بثقة بدأت رشا بتصوير (الولادة من الخاصرة) ليكون جاهزاً للعرض في رمضان القادم، وقد اختارت باقة من نجوم ونجمات الدراما السورية للمشاركة فيه، ومنهم: سلاف فواخرجي وعابد فهد وسلوم حداد وأيمن رضا ووائل رمضان ومها المصري وصفاء سلطان وفادي صبيح ووفاء الموصلي، وهي بذلك تحشد أكبر عدد من نجوم الصف الأول في عمل واحد يتألف ـ كالعادة ـ من ثلاثين حلقة. شوكولا ورز الملائكة وفي جعبة رشا للموسم الجديد مسلسل سوري آخر كتبه مازن طه ونور شيشكلي، ويحمل عنواناً موحياً هو (شوكولا)، ليتناول حياة ومشكلات الشباب المراهقين الذكور، فيتناول رغباتهم وتأثير غرائزهم في المشكلات التي يثيرونها أو يقعون فيها. وتشير رشا إلى أن هذا العمل سيتطرق بصراحة وجرأة إلى حياة الشباب المراهقين العرب وعلاقاتهم بالأسرة والمدرسة والمجتمع والإنترنت، وكذلك علاقاتهم بالمراهقات، وتعتبر أن هذا العمل سيسلط الضوء الكاشف على مرحلة هامة ومفصلية من حياة المراهقين ومعاناتهم وسلوكياتهم وطريقة تفكيرهم. ورغم أن عنوان العمل يوحي باللذة والمتعة، فإنه سيكون بعيداً عن الإيحاءات الجسدية، ولاسيما أن رغبات المراهقين الحالمة أو الواقعية تهدف إلى الاستمتاع بحكم سن المراهقة. وتتكتم رشا على أسماء الممثلين والممثلات الذين سيشاركون في هذا العمل، وتعلن أنها لم تختر الفنانين بعد. على أن العمل الثالث الملفت الذي تضعه المخرجة الشابة على أجندتها هو مسلسل (رز الملائكة)، وهو آخر ما كتبه الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة، ويقوم بصياغته السيناريست مجدي صابر بالتعاون مع عدد من الكتاب العرب، حيث تكشف رشا أن العمل يروي حكاية حقيقية بدأت منذ حرب الخليج الأولى ولا تزال مستمرة حتى الآن، وسيكون إنتاجاً مشتركاً بين شركة (كلاكيت) السورية وشركة إنتاج مصرية، في حين سيشارك فيه ممثلون من سوريا ومصر والعراق. الدراما بصراحة تتمسك رشا شربتجي بنهجها الجريء في طرح المواضيع والمشكلات الاجتماعية على الشاشة الصغيرة، وتعتبر أن جرأتها في بعض المشاهد لا تتضمن ما يجرح المشاعر، أو يسيء إلى الأسرة العربية داخل بيتها، وأنها لا تقدم مشاهد ساخنة، بقدر ما توحي بها خدمة لرسالة العمل، وعندما يتطلب الأمر ذلك. وتتوقف المخرجة المغامرة عند حقيقة الدراما كما تراها، لتعلن بصراحة وواقعية أن الدراما هي ترفيه ومتعة للمشاهد، وبعد ذلك علينا أن نناقش المضمون، سواء من خلال إثارة ظاهرة اجتماعية أو مشكلة ما تهم المجتمع أو شرائح الشباب فيه. ورشا ليست حالمة أو رومانسية، فهي لا تعتقد أن المسلسلات الدرامية قادرة على تغيير المجتمعات العربية، بل يكاد يقتصر دورها على التنوير وتسليط الضوء، وهذه هي رسالة الفن أصلاً، أن يطرح الأسئلة ويثير المشكلات، وأن تخلق رأياً عاماً يكون قادراً على التأثير. ابنة ولكن مختلفة لقد خرجت رشا شربتجي من عباءة والدها المخرج المعروف هشام شربتجي، لكنها لم تكن نسخة طبق الأصل عنه. لقد تعلمت منه، لكنها غردت خارج سربه، وهي تعترف بسرور أنه معلمها ورائدها، لكنها وبطريقة واقعية تعلن من خلال أعمالها أنها تختلف عنه فنياً، وتشق درباً من المغامرة والتجريب لفتا الأنظار إليها، وأثارا حفيظة بعض الكبار من المخرجين، الذين رأوا فيها خطراً داهماً، فاتهموها بالغرور، ولم ترد إلا بالكلام الحسن، لأنها تترك لأعمالها الدرامية أن ترد، وأن تعبّر عنها، وهذا أيضاً ذكاء أو دهاء يحسب لها وسط الساحة الفنية السورية والمصرية معاً.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©