الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الديكور الشرقي تفاصيل متجانسة تثير الدهشة

الديكور الشرقي تفاصيل متجانسة تثير الدهشة
13 ديسمبر 2010 20:28
توليفة متباينة من الزخارف والرسوم والنقوش نجدها سمة أساسية وهوية الفن الشرقي المتمثلة في التراث العربي الإسلامي، هذه التفاصيل الثرية والمنمنمات الدقيقة تخلق وتيرة أقرب ما تكون إلى الحركة والانسيابية والايقاع الحسي البصري الذي قد نتحسسه عند النظر إليه، وهي تحمل في طياتها فلسفة خاصة، فتجعلنا نقف على أعتاب هذا النمط من الديكور الذي ما زال ينبض بكل حميمية ودفء، ويرسم صورة لقاعات القصور والأبنية التراثية القديمة التي تنطق بالأصالة والفخامة. يقول المهندس عبدالله أبوشيخة، من إحدى شركات الديكور: لو أردنا تعريف الفن الإسلامي في أعمق إبداعاته، وأصالته لوجدنا أن النقش العربي هو نتاج يمثل العبقرية الإسلامية المبدعة في وضوحها واكتمالها، وهو منظومة أشكال متنوعة تنجز في مختلف الخامات، وينظمها حيز مزدوج الأبعاد تتسم تكويناتها بالتكرار والتناظر والحركية والانسبابية، هذه الوحدات التشكيلية للرقش نجدها مستوحاة من الازهار والنخليات والشرائط المتواصلة والأشكال الهندسية المختلفة. هذا النحت والزخرفة التي أصبحت سمه أساسية متواجدة في تفاصيل الابنية والديكور في الشرق الإسلامي، هذه التفاصيل الثرية من النحت والحفر قد استغلت في صناعة كافة المنتجات الخشبية سواء ما كان منها ثابتا مثل الأسقف والأبواب والنوافذ والمشربيات، أو منقولا مثل الطاولات والكراسي والصناديق والكثير من قطع الأثاث. إبتكار إسلامي يضيف أبو شيخة: نجد أن هذه المهارة التي يقوم بها الفنان في عملية النحت والحفر على خامة الأخشاب على وجه التحديد قد احتلت مكانة مرموقة في العالم الإسلامي، حيث استخدم فيها عدة أساليب في عملية الحفر على الخشب، فمنها الحفر العميق والحفر المائل أو المشطوف ، وايضا طريقة التجميع أو التعشيق وهي عبارة عن صناعة الاداة الخشبية ذات أشكال هندسية تجمع معا وتعشق داخل إطارات، بحيث تؤلف أشكالا هندسية منتظمة أبرزها ما يعرف باسم الطبقة النجمية، ومن المعتقد ان طريقة التعشيق بالحشوات الخشبية ابتكار إسلامي تم استخدامه نتيجة ندرة الأخشاب في الأقطار، مما يضطر المهني إلى الاستفادة من قطع الأخشاب الصغيرة، ونجد ايضا التفاوت بين البرودة والحرارة، تؤدي إلى تعرض الأخشاب للتمدد والانكماش الأمر الذي يؤدي إلى تشوة وتقوس هذه اللوح الخشبية، ولتفادي هذا الأمر تم ايضا استخدام حشوات خشبية صغيرة مع ترك فراغ يسمح لعملية التمدد. ومن الخامات الأخرى التي دخلت ايضا في عملية النحت والزخرفة على الأخشاب، وهي عملية تطعيم هذه الزخرفة باستخدام الأصداف أو العاج، وهي مادة ذات قيمة مادية تضاهي قيمة الأخشاب، مما يجعل النتيجة مبهرة على قطع الأثاث بعد عملية تطعيمها وترصيعها التي تتم من خلال تجميع قطع العاج أو الصدف بأشكال زخرفية ولصقه على ارضية خشبية. حضور العنصر النباتي يشير أبو شيخة: تتنوع هذه الزخارف والنقوش التي استلهمها الفنان المسلم من خلال الطبيعية من حيث العناصر النباتية، والعناصر الهندسية والعناصر الكتابية والمقرنصات والعقود ، حيث نجد المنمنمات الزخرفية النباتية التي كان يستخدم فيها الجذع والورقة لتكوين زخارف تمتاز بالتكرار والتناظر والتقابل وتبدو عليها مسحة هندسية من خلال دقتها، أما العناصر الهندسية والتي تعد من أغنى العناصر الزخرفية في الفن الإسلامي، هذا الفن الذي يتولد من خلال تشابك الزوايا كالدوائر المتجاورة والجدائل والخطوط المنكسرة وأشكال المربع والمثلث والمربع والمعين والمخمس والمسدس والأشكال النجمية المتعددة الأضلاع والتي تعتمد أساسا على الدوائر وأقطارها التي تقطعها خطوط أخرى مكونة نجوم، أما المقرصنات والعقود وهي عبارة عن تجاويف ومثلثات منحنية واستخدمت في بناء القباب حيث تم تقسيم المثلثات إلى عدة أجزاء صغيرة ما لبثت أن تطورت وتعقدت أشكالها حتى وصلت إلى شكل المقرنصات الزخرفية واستخدمت لتزين أسفل القباب والزوايا والأركان والمداخل وفتحات الأبواب والنوافذ وتيجان الأعمدة. فنجد المكان كله يحمل تفاصيل ثرية من حيث الفراغات الداخلية كالأسقف والجدران وحتى الأرضيات وصولا إلى قطع الاثاث الذي يعتبر تحفة فنية جمالية نحتتها أيدى الفنانين المهرة، ويشكل بها تفاصيل ونماذج فنية تعيدنا إلى احضان الفن الإسلامي الأصيل. وعادة ما يستخدم في هذا الطراز من الديكور أخشاب الجوز ويعد أفضل انواع الخشب لعمل قطع فنية لسهولته باعمال الحفر والوانه المتناسقة التي لا تحتاج الى معالجة ومتانته التي تدخل في تصنيع الأثاث والأبواب، ويستخدم الصدف البحري والنهري وكل واحدة لها رونقها الخاص، ولكن يعتبر الصدف البحري هو الأفضل وباهظ الثمن بسبب محافظته على لونه وبريقه إلى جانب كبر حجمه، كما ويستخدم العظم ايضا في مكان الحفر بنفس طريقة الصدف بحيث توضع على الخطوط التي تحدد الزخرفة والرسم يوضع بها الفضة او القصدير . وتتم عملية التنفيذ على قطع من الأخشاب في تزين الأثاث أو زوايا المنزل حيث يقوم الحرفيين بدراسة المكان ووضع التصميم المناسب له من حيث السقف والجدران والجلسة والطاولات ثم يقوم المختصون بالنجارة الشرقية بتنفيذ التصميم وتحويله من الورق الى قطع خشبية حسب المقاسات والتصميم بدقة متناهية ،وبعد تنفيذ الخشب وفق التصاميم تبدأ عملية معالجة هذا الخشب بطرق يدوية للحصول على نعومة رائعة للسطوح الخشبية ومتانة ومعالجته ضد الرطوبة ويتم ذلك بتلبيس الخشب بالقماش الخام ولصقه بالغراء المتين ثم تسوية سطوحه من خلال استخدام المعجون والسنفرة ، ثم يقوم الحرفي برسم الزخارف الشرقية ذات الطابع الإسلامي التي تعتمد على التناظر والتقابل والتتابع والانسيابية والايقاع الحركي . ثم توضع على خشب الجوز ويقوم الحرفي بحفر الرسم على الخشب سواء كان كرسي او سقف معلق او غيرها من الأعمال . تجانس مفردات البيئة يؤكد أبوشيخة قائلا: ويعتمد تصميم هذا النوع من الديكور الداخلي على المساحات بشكل كبير بسبب دقة التفاصيل والرسومات الزخرفية حيث يتم تصميم البوابة الرئيسية بالحفر مع ادخال القليل من الصدف لتزينه اما المداخل نضع به قطعة من الأثاث مع مرايا (كونسول) مع إضافة اضاءة على الجدران، ويجب أيضا أن تكون مفردات البيئة الداخلية متجانسة ومتناغمة مع بعضها البعض ، من خلال انتقاء تقنية الألوان والأصباغ الملائمة ، مع طبيعة الديكور وطرازه الشرقي . في حال كان المدخل مساحته مناسبة توضع طاولة صغيرة مشغولة بالصدف مقابل الباب الرئيسي لمدخل الفيلا على بعد مسافة مناسبة وتوضع عليها باقة من الورود او مزهرية مشغولة من الصدف بشكل متناسق وممكن اضافة اريكة مشغولة بالصدف ايضا توضع على جدار معين أما الغرف والمجالس بوجه عام يمكن أن تكسى بعض الزخارف الخشبية على الجدران والاسقف وأن يزين بها الجلسات العربية حيث يمكن أن نضيف المنممات الزخرفية الخشبية ذي الايقاع الواحد المتتابع على أطراف الجلسة ، وبعض الطاولات الصغيرة التي يمكن ان توزع وتوضع امام الضيف في المجلس ، هذه الزخارف تتطعم ببعض التفاصيل التزينة من خامة الصدف أو تضاف للجدران والاسقف والجلسات وتتفاوت نسبة الصدف والعظم بها وفق التصميم . كما يستخدم هذا الفن في عمل صناديق متعددة الاحجام والاستعمالات كصندوق لوضع المصحف بداخلة او صناديق خاصة لحفظ المجوهرات كما يمكن صناعة البراويز للألواح التي تضم في طياتها فنا من الفنون الإسلامية . كما يمكن اضافة الحجر المعتق مع هذا النوع من الديكور ووضع السجاد الشرقي المزركش ليعطي ايحاء شرقيا بحتا واضافة بعض الأواني النحاسية (الانتيك) المزخرفة ووضع فوانيس لتنير أرجاء المكان وتعكس تفاصيل دافئة وحميمية في المكان . يجب العناية بهذا النوع من الديكور لانه ذات قيمة فنية ومادية عالية ، وتحفة جمالية ، وذلك بالعناية اليومية ، وعدم تعريضه للحرارة ، والمواد الكيماوية ومسحه بفوطة ناعمة ورطبة بعض الشيء .
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©