سجلت أسعار النفط أدنى مستوياتها منذ يونيو 2012 أمس حيث نزل خام برنت عن 92 دولاراً للبرميل مع تنامي المخاوف من تخمة معروض جراء خفض أسعار خامات السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم فضلا عن البيانات الضعيفة للاقتصاد العالمي.
ويتزامن تراجع النفط بالتوازي مع انخفاض الأسهم الأوروبية قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي أمس إذ ينتظر المستثمرون لمعرفة إن كانت خطة ماريو دراجي رئيس البنك لشراء الأصول قادرة على إشاعة الثقة في اقتصاد منطقة اليورو.
وجاءت تخفيضات الأسعار الحادة من أرامكو السعودية للمشترين الآسيويين أمس الأول كأوضح مؤشر حتى الآن على أن المملكة تسعى للتنافس على حصة في سوق الخام مما زاد المخاوف بشأن المعروض.
وقال بيارني شيلدروب كبير محللي سوق السلع الأولية لدى اس.
إي.
بي في أوسلو «هذا تغير هيكلي في سوق النفط حيث تعلن السعودية بوضوح أنها مستعدة للمنافسة في السعر.
أعتقد أن برنت سينزل عن 88 دولاراً قبل أن يبلغ تراجع السوق مداه».
وبحلول الساعة 1054 بتوقيت جرينتش خسر سعر برنت تسليم نوفمبر 2.
15 دولار ليسجل 92.
01 دولار للبرميل.
وفي وقت سابق سجل برنت 91.
73 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ يونيو 2012.
وهبط الخام الأميركي دولارين في عقود نوفمبر ليصل إلى 88.
73 دولار للبرميل وهو أقل سعر في نحو 18 شهرا.
وقال كارستن فريتش من كومرتس بنك «عمدت السعودية مجددا إلى خفض ملحوظ لفروق الأسعار في نفطها.
في بعض الحالات يضعها ذلك عند مستويات ديسمبر 2008 أي مستويات الأزمة الاقتصادية في 2008 و2009.
يبدو أن أوبك تعد العدة لحرب أسعار.
لذا لا نتوقع أن تستقر الأسعار إلى أن يتلاشى ذلك الانطباع وتعود أوبك إلى تنسيق تخفيضات الإنتاج».
وخفضت شركة أرامكو السعودية بشكل كبير سعر البيع الرسمي للنفط للعملاء الآسيويين في نوفمبر في أوضح دلالة حتى الآن على أن المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم تحاول التنافس على حصة بالسوق.
وجاءت الخطوة وسط دعوات من البعض داخل منظمة أوبك بالتحرك لدعم الأسعار في الوقت الذي هبط فيه سعر الخام العالمي القياسي برنت لأدنى مستوى له في عامين.
لكن خفض الأسعار أول أمس يشير إلى أن السعودية ستواصل على الأرجح سياستها المتبعة منذ فترة طويلة والقائمة على تزويد السوق بإمدادات كافية في الوقت الذي تتنافس فيه مع دول مثل العراق وإيران كي تكون أكبر مورد لاقتصادات سريعة النمو مثل الصين.
وقال أحد المتعاملين أن الخفض الشهري الرابع على التوالي في الأسعار يظهر أن السعودية ربما تحاول بدء «حرب أسعار» مع منافسيها من المنتجين.
وقد تواجه منافستها الإقليمية النفطية إيران عجزا في الميزانية بسبب هبوط الأسعار والعقوبات الغربية.
وقالت أرامكو أول أمس إنها خفضت سعر خامها العربي الخفيف للمشترين الآسيويين في نوفمبر بمقدار دولار واحد مقارنة مع أكتوبر ليكون أقل بواقع 1.
05 دولار للبرميل عن متوسط خامي عمان ودبي.
وخفضت الشركة المملوكة للدولة سعر البيع الرسمي لشحنات الخام العربي الخفيف لشمال غرب أوروبا بواقع 40 سنتا في نوفمبر مقارنة مع أكتوبر إلى أقل بواقع 3.
95 دولار للبرميل عن المتوسط المرجح لبرنت.
(لندن - رويترز)
عدد اليوم
