الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاعتراف بالفشل يُعيد برمجة الأفكار الوظيفية نحو النجاح

الاعتراف بالفشل يُعيد برمجة الأفكار الوظيفية نحو النجاح
14 سبتمبر 2013 20:22
دبي (الاتحاد) - أوضحت مدربة فن الحياة مروة كرورة في ندوة لها بمركز دبـي المالي العالمي مؤخراً تحت عنوان «المشاركة الإبداعية - الجرأة علـى إعــادة الـروح الإنسانية لبيئة العمل» أنه يمكن تحقيق النجاح حتى مـع وجــود العـوامـل المزعجـة عبر إتاحة الفرصـة للموظـفين التعلـم من دون الشعور بالخجل، والعمل على إيجاد ثقافـة متطـورة تـؤدي فـي النهـاية إلى نجاحهم وتعود بالنفع على الجهــات التي يعملــون بها. كما أوضحت كرورة التي تمتلك 15 عاماً من الخبرة في ميادين القيادة والإدارة والتدريب والموارد البشرية والتوجيه أن الخوف يمثل أحد الأسباب المؤدية إلى كبح النجاح في الحياة المهنية، ويحجب الابتكار والإبداع، لاسيّما أنه يخلق ثقافة بيئية عملية تترعرع فيها الشائعات والترهيب والشعور بالمهانة، وبذلك تحول هذه الأمور من دون تحقيق النجاح، بل إنها تؤدي إلى حرمان بيئة العمل من اللمسات الإنسانية، مؤكدة أهمية إيجاد الصفات الضرورية لتعزيز الانسجام، وغرس السمات الإيجابية في الموظف، على نحو يضمن لجميع الأطراف تحقيق النجاح الذي ينشدونه. وتضع كرورة على عاتقها مهمة تحويل النظريات التعليمية إلى واقع عملي ملموس، حيث طورت برنامجاً لتمكين فئة الطلبة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9 و21 عاماً، بالإضافة إلى التعاون مع مجموعة من الهيئات والمؤسسات من مختلف القطاعات، وذلك بهدف الاستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم الكامنة وتوظيفها بما يدفع عجلة التطوير إلى الأمام. وتناولت خلال المحاضرة مفهوم «الانخراط الفاعل»، وهو مفهوم يسمح بنشوء ما يمكن أن نطلق عليه «الفشل الإيجابي»، أي ذلك النوع من الفشل الذي يساعدنا على المزيد من التعلم، على حد وصفها موضحة أنه أنه عندما يقرّ الإنسان بفشله، فهو بذلك يأخذ درساً من ذلك، يفتح الباب لنفسه على مصراعيه لتحمل الخطر، ويسلك مرة أخرى طريق النجاح. بيئة متنوعة وعن بيئة العمل في الإمارات تقول إنها تمتاز بالتنوع، ولذلك هناك تأثير بالغ على القيم التي تدور في إطار المؤسسة، ينعكس بدوره على البعد الإنساني، مشيرة إلى أن الفرد يحتاج إلى بيئة مناسبة لمواجهة هذا التغير والاختلاف في بيئة ملأى بالتحديات والمعطيات، وتشتمل على جوانب كثيرة تحتاج إلى جهود مضاعفة للتأقلم مع الظروف الجديدة. وتشير من واقع خبراتها كمدربة، إلى أن هناك اختلافاً واقعياً بين الإنسان العربي وغيره من الجنسيات الأخرى، لكن قد يكون هناك قرب أو بعد عن القيم الإنسانية، فضلاً عن احترام القيم الشخصية أو إنكارها والتخلي عنها. وتكمل: الشخص الأوروبي أو الأميركي، يبدي احتراماً لقيمه الشخصية إلى أقصى درجة، مقابل أن العربي يعمل على تعزيز القيم المجتمعية على نحو يفوق الشخصية، ما يؤدي أحياناً إلى خسرانه ذاته لصالح الغير، موضحة أنه عندما يبتعد الإنسان عن قيمه الشخصية، فإنه يدخل في حالة من الصراع، لأن هذه القيم تقود الإنسان إلى التعرف إلى موارده الذاتية وقدراته وجوانب القوة الكامنة في شخصيته. مشاعر إيجابية وتنصح مروى بضرورة أن يمتلك الإنسان مشاعر إيجابية يطبقها في حياته، موضحة أنه كلما ارتفع مستوى هذه المشاعر، يكون الإنسان قادراً على استغلال طاقاته وإمكاناته لتحقيق النجاح والنمو والتطور، والاستحواذ على صورة أكثر وضوحاً لكيانه الذاتي، والتأكيد على تلك الصورة ودعمها. وقال: إذا حرم الإنسان نفسه من ذلك، سيضع نفسه في الزوايا الضيقة، وهنا يجب الاستماع إلى آراء الآخرين من دون التعامل معها على أنها حقائق لا تقبل الجدل، ومع ذلك يجب النظر إليها بقلب مفتوح، خاصة تلك الآراء التي تعبر عن النقد البناء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©