الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجولة الأولى «حجر ضخم» في «مياه راكدة»!

الجولة الأولى «حجر ضخم» في «مياه راكدة»!
18 سبتمبر 2011 22:49
يقال دائماً، إن الانطباعات الأولى تدوم، هذا المثل ينطبق بصورته الإيجابية، على ما قدمته الأندية في الجولة الأولى لكأس “اتصالات” لكرة القدم، وما شهده من مستوى فني مرتفع، يعكس مبكراً مؤشرات قوية تبشر بموسم شاق، على جميع الفرق واللاعبين، ولن يخلو من الإثارة التي باتت مرتبطة بمواجهات دورينا، بما يجعلها مثل حجر ضخم قذف به في المياه الراكدة، بفعل موسم البيات الصيفي الطويل، فكان له بالغ الأثر على الجميع، ويبدو أن الأندية تعلمت الدرس جيداً، خلال النسخ الثلاث الماضية، من الاحتراف، مما ممكنها من تركيز إمكاناتها وقدراتها في تعاقدات فنية لائقة، فضلاً عن معسكرات إعداد أثبتت نجاحاً كبيراً حتى الآن في معظم الأندية. ونجحت الجولة الأولى لكأس “اتصالات”، في تحقيق عنصر المفاجأة للشارع الرياضي الذي شهد تجمع أنصار كل نادٍ حول فريقهم، وهو ما وضح في زيادة حجم الإقبال الجماهيري، فضلاً عما حققه ذلك من طعم مختلف لبطولة ظهرت دائماً في ثوب البطولة “الشهيدة” إعلامياً وجماهيرياً، على الرغم أهميتها كمحطة إعداد لا يشق لها غبار. وعلى درجة الشغف نفسها، كان المردود الفني للأندية التي سعت وراء أفضل افتتاح للموسم قبل انطلاقة الدوري رسمياً في منتصف أكتوبر المقبل، مما كان له بالغ الأثر على مردود صفقات الأندية من اللاعبين سواء مواطنين أو أجانب، بل وحتى الأجهزة الفنية التي سعت لإثبات نفسها هي الأخرى، حيث أكدت المؤشرات الأولى أن ملايين الدراهم التي أنفقتها الأندية على معظم صفقات الموسم لم تنفق كلها هباءً كما جرت العادة، فهذه المرة نجحت أندية في تعاقدتها، ورأينا لاعبين متميزين، فيما لا تزال هناك صفقات لم تقدم شيئاً، رغم ما ارتبط بالتعاقد معها من صخب إعلامي كبير. وأمام كل هذه المعطيات، تفاعلت عوامل النجاح ومكوناته مع انطلاقة صافرة ضربة البداية لأول مباريات الجولة. وترك عدد كبير من الوجوه الجديدة في دورينا انطباعات إيجابية، كما أثبتت أن جميع الأندية عملت بصورة مكثفة خلال موسم الصيف، من أجل الظهور بشكل مختلف، في محاولة لإعادة صياغة المشهد الكروي من جديد، خاصة بعد نجاحها في ضم أسماء من العيار الثقيل. وبنظرة قريبة من مردود الأندية، فقد أثبت الوصل أنه يمكن للخسارة أن تترك طمعاً جميلاً في حلق ذائقها، بعدما قاد مارادونا “الفهود” في موقعة لم تخل من الندية والإثارة أمام الجزيرة، وخسرها بشرف بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، لتصبح هذه المباراة تحديداً حديث الصباح والمساء خلال الجولة، حيث شهدت تفوق الوصل تكتيكياً وعودة جزراوية مفاجئة. وبالمنطق نفسه، واصل الوحدة مسيرته للعودة القوية بالفوز السهل على العين، ولكن المفارقة أن الوحدة قدم مباراتين ولا أروع أمام الجزيرة بطل الدوري على لقب السوبر الذي فاز به، وأمام العين في افتتاح كأس اتصالات، وحقق فوزين مستحقين، بسواعد لاعبيه من الوجوه الجديدة القادمة من أكاديمية النادي، ليثبت “العنابي” للموسم الرابع على التوالي أنه فريق “ملهم”، يمتلك مقدراته وتتوافر له عوامل البطولة في أي زمان ومكان. وعلى الوتيرة نفسها، قدمت أندية الشباب وعجمان مباراتين من فئة الكبار، عندما ألحقا هزيمتين كبيرتين بمنافسيهما، حيث روض الشباب ضيفه بني ياس وصيف بطل الدوري وفاز عليه برباعية، قبل أن ينجح عجمان في إبطال مفعول صفقات الأهلي ويهزمه بثلاثية، فكانت مفاجآت الفريقين لذيذة لدى أنصارهما، وصادمة للساحة الرياضية ككل. ظواهر سلبية وبين المردود الفني المرتفع لمعظم الأندية واللاعبين والأجهزة الفنية، برزت بعض الظواهر السلبية التي تحتاج إلى مزيد من العمل الفني، وتتعلق بالمستوى المتواضع الذي ظهر به الأهلي وبني ياس، حيث لم يعكس مردودهما الفني، ما كانت تنتظره الجماهير على الإطلاق، فغاب “الفرسان” بفعل فاعل أمام عجمان الذي ظهر عملاقاً خلال اللقاء، رغم ما يضمه الأهلي من صفقات وصفت بأنها الأفضل سواء مواطنين أو أجانب، ولكنه على ما يبدو وصف لا يزال على الورق فقط، حتى هذه اللحظة، وهو ما ينطبق على فريق بني ياس الذي وضح تأثره الشديد في ظل غياب عناصره الأساسية مع المنتخب الأولمبي من اللاعبين الدوليين، فضلاً عن علامات الاستفهام التي ظهرت على الأداء العام لنادي النصر الذي خاض سلسلة من التجارب الودية، ووضح عدم الانسجام الكاف للفريق، وظهر تحت شعار لا جديد، إلا في العودة الجيدة لتينريو وبنجورا. فيما دق ناقوس الخطر مبكراً في وجه الشارقة ودبي، فالأول لم تظهر هويته الفنية، وبات تائهاً، بعد القرار السريع برحيل مدربه قبل أول مباراة رسمية هذا الموسم، فيما لم يتمكن دبي من تقديم مستوى مقنع، وهو يلتقي رديف فريق الإمارات الذي لا يمكن الحكم على مستواه لغياب الفريق الأول عن البطولة، وبشكل عام تحتاج أندية النصر ودبي والشارقة لمراجعة سريعة للنفس، والموسم لا يزال في أنفاسه الأولى. وبغض النظر عن حسابات المكسب والخسارة، فلا يزال الهدف الأهم من البدء ببطولة كأس اتصالات، هو أن تصل الأندية لأعلى “فورمة” فنية ممكنة، وهو ما يتيح أمام الأجهزة الفنية فرصة علاج السلبيات، والوقوف على مدى قدرات صفقاتها من اللاعبين الأجانب على وجه التحديد، والتي أثبت معظمها نجاحه بشكل غير متوقع، بما ينذر بارتفاع المستوى الفني لجميع الأندية التي لجأت للاعب الآسيوي الرابع، بخلاف الثلاثي الأجنبي الآخر. معدل التهديف ولعل أبرز الظواهر الإيجابية التي لفتت الأنظار، تمثلت في ارتفاع معدل التهديف للجولة الأولى في البطولة، والذي كان أكبر مقارنة بنفس الجولة في جميع النسخ الثلاث الماضية، حيث سجلت الفرق 24 هدفاً، فيما كانت مباراة الجزيرة والوصل هي الأعلى، من حيث عدد الأهداف بواقع 7 أهداف، وشهدت النسخة الأولى للبطولة معدلاً مقبولاً، بواقع 19 هدفاً، وفاز العين بلقبها، قبل أن يرتفع مؤشر التهديف إلى 20 هدفاً في النسخة الثانية التي حصد الجزيرة لقبها، قبل أن يقل كثيراً في النسخة الماضية بواقع 12 هدفاً، وحصد الشباب لقب تلك النسخة. وكانت من نتيجة ارتفاع تهديف الجولة الماضية، أن حصد الأرجنتيني دوندا أول لقب “هاتريك” في افتتاح البطولة على مدار النسخ الثلاث الماضية، كما احتل مبكراً قائمة هدافي البطولة برصيد ثلاثة أهداف من أول مباراة أيضاً. وقدمت فرق الدوري مستوى فنيا مرتفعا أسهم في زيادة غلة الأهداف، بعدما اعتمدت الكرة الهجومية، وبات مفهوم اللعب الدفاعي أمام المنافسين خياراً غير متاح، وهو ما ينذر بارتفاع المستوى الفني خلال الجولات المقبلة للبطولة، وفي ما يتعلق بالصراع على قائمة هدافي البطولة، فقد احتل الأرجنتيني دوندا القائمة بثلاثية، فيما حل الأوزبكي حيدروف المحترف بصفوف الشباب في الترتيب الثاني بهدفين، والبرازيلي جوليو سيزار زميله بالفريق الترتيب الثالث برصيد الأهداف نفسه، وجاء البرازيلي هوجو رابعاً بالعدد نفسه من الأهداف، وسجل باري وريكاردو أوليفيرا ودياكيه ودلجادو من الجزيرة ونواف مبارك من الشارقة وتينيريو من النصر وإسماعيل أحمد من العين هدفاً.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©