الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجل من عالم آخر

2 أكتوبر 2014 00:04
يأخذ بيدي ليحميني من عقبات الحياة، وإنْ قصرت في حقه أشعر بعتاب في عينيه، يحق له كل شيء ولكنه لا يتحدث. لم أذكر يوماً أنه كان سبباً في تعاستي، عمل جاهداً لأجلي ولأجل أناس لا يستحقون العناء. دائماً ما أراه أباً وأماً وأخاً وصديقاً، أخجل من نفسي إن لم أصغِ إليه أو أحترمه. وينتابني شعور مؤلم وأعتصر حزناً عندما لا أستطيع أن أفعل شيئاً لإسعاده. أذكره جيداً عندما كان يأتي إلى مدرستي ليقلني، أقفز من فرحتي عندما يستأذن معلمتي لأخذي، هو لم يتغير بتغير الزمان...عطره ..لحيته...ملابسه..ساعته.كل شيء كما لو أن ذاته تأبى أن تتغير بتغير اتجاه الرياح. كانت كل الأمور ممهدة أمامه ليتجاهلني.. ولكنه لم يفعل، كان بوسعه أن يضرب بأحلامنا عرض الحائط من أجل تحقيق أحلامه، ولكنه أبى أن يفعل. طيب، حنون، طاهر، نقي، وتقي، تراه صامتاً.. قليل الكلام.. كثير التدبر، وعندما تجرحه عبارات المقربين إليه يصمت .. ليس ضعفاً أو قلة حيلة إنما خلقاً واحتراماً لذاته، فهنيئاً لقلبك وجوارحك وذاتك، وهنيئاً لي بك. هو دائماً محط انتقاد من حوله، ليس لأنه سيء، بل لأنهم لا يملكون أخلاقه الراقية. لا أبالغ عندما أتحدث عنه، إنه رجل في زمن شاخت فيه الرجولة، وأصبح أغلب من يمثلونها هم في الحقيقة أشباه رجال. لا يتحدث عن المحبة ولكنك تستطيع أن تجدها في بريق عينيه، وفي أفعاله ورجولته، تجدها في احترامه في عطاياه وعباراته، أبكي دائماً تقصيري تجاهه. وإنْ اختليت بنفسي دعيت ربي راجية أن لا أفتح عينيّ يوماً ولا أجده، لا أريد شيئاً سوى وجوده بقربي سالماً معافى. وسأكون دائماً ابنته التي لا تمل من تفاصيله الرائعة، أخي، عباراتي لك أنت، ودعائي لك أنت. أنت ...نعم أنت، أخي وأبي وكل شيء، اعذرني إنْ لم أفعل شيئا لأسعدك، واعذر كلماتي التي لم توفيك حقك. خولة الظاهري - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©