الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد: الإمارات ستظل همزة وصل بين أفريقيا ودول العالم

محمد بن راشد: الإمارات ستظل همزة وصل بين أفريقيا ودول العالم
2 أكتوبر 2014 18:35
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولتنا ستظل همزة وصل بين أفريقيا ودول العالم، خاصة أوروبا والبوابة التي يعبر منها الشرق إلى الغرب وبالعكس. جاء ذلك أمس، خلال حضور ورعاية سموه الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة دبي في فندق أتلانتيس بنخلة جميرا للمرة الثانية وعلى مدى يومين. حضر الجلسة الافتتاحية إلى جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وفخامة الرئيس مولاتو تيشومي رئيس جمهورية إثيوبيا، وفخامة الرئيس جون دراماني رئيس جمهورية غانا، وفخامة الرئيس بول كاجامي رئيس جمهورية رواندا، ومعالي محمد بون عبد الله رئيس وزراء السنغال، ومعالي الدكتور محمد غريب بلال، نائب رئيس جمهورية تنزانيا، ومعالي داني فور نائب رئيس سيشل. واستمع صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال الجلسة التي عقدت تحت عنوان «أفريقيا الصاعدة - قيادة القارة نحو التغيير»، إلى الحوار المفتوح الذي شارك فيه رؤساء كل من جمهوريا غانا وجمهورية رواندا وجمهورية إثيوبيا والذي تطرق فيه المتحدثون الثلاثة إلى التحديات التي تواجه دول أفريقيا عموماً، ودولهم على وجه الخصوص، بشأن جذب الاستثمارات الأجنبية إلى دول القارة الغنية بالموارد الطبيعية والبشرية وتحقيق التنمية المستدامة التي تواجه صعوبات جمة، أهمها تغير المناخ والنمو السكاني السريع، إلى جانب عناصر الأمن والاستقرار والقوانين التي تحمي المستثمرين ورؤوس الأموال. وقد أجمع المتحدثون على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب ترسيخ ثقافة الديمقراطية في بلدانهم من أجل تشجيع رؤوس الأموال على القدوم إلى هذه الدول التي تعاني في بعض الأحيان الجفاف وعدم الاستقرار وقلة الموارد المالية التي تحول دون الوصول إلى الأهداف المنشودة في التغيير والازدهار الاقتصادي، وتوفير فرص العمل للشباب الأفريقي. واستمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مدى أكثر من ساعة للحوار الذي أدارته مذيعة قناة سي إن إن الإخبارية العالمية بنكي أندرسون. وصافح سموه الرؤساء الثلاثة الذين شاركوا في الحوار، وأغنوا الجلسة بالمعلومات والشروح المتعلقة بالإمكانات المتاحة في بلادهم لبناء شراكات استثمارية قوية وناجحة، واستشهدوا باقتصاد دولة الإمارات وخطواتها الجبارة نحو تحقيق التنمية المستدامة لشعبها، منوهين بقصة نجاح دبي على غير صعيد، خاصة لجهة البنية التحتية والمشاريع العملاقة التي تنفذها في كثير من القطاعات السياحية والعقارية والتعليمية والصحية وغيرها. تبادل المعرفة والخبرات وأعرب سموه عن ارتياحه باختيار زعماء الدول المشاركة في المنتدى مدينة دبي كي تكون مركزاً لهذا اللقاء العالمي الأفريقي الذي يضم زعماء دول ورؤساء حكومات ووزراء مختصين ورجال مال وأعمال من أكثر من ستين دولة، إلى جانب دولة الإمارات، كما رحب سموه بالمشاركين في أعمال المنتدى. وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال استقباله على هامش المنتدى زعماء ورؤساء حكومات الدول الأفريقية المشاركة في المنتدى، إلى أن مثل هذه اللقاءات والمنتديات تتيح الفرصة لتبادل المعرفة والخبرات بين الدول، وتخلق فرصاً جديدة للاستثمار وإقامة شراكات استثمارية واقتصادية قوية ومجدية اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً. ورحب سموه بأي تعاون بين دولة الإمارات ودول القارة السمراء، مؤكداً من جديد أن دولتنا تضع جل خبراتها وتجربتها الناجحة في التنمية والاقتصاد المعرفي والتكنولوجيا في خدمة الأشقاء والأصدقاء من الدول والشعوب التي تتطلع إلى الازدهار الاقتصادي وإسعاد شعوبها. حضر اللقاء، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة، ومعالي محمد إبراهيم الشيباني، مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي، وعبدالرحمن سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، وسلطان أحمد بن سليم، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك في دبي والمنطقة الحرة بجبل علي، وخليفة سعيد سليمان، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، وعدد من المسؤولين. النهوض الاقتصادي وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، أجمع رؤساء الدول الأفريقية الثلاث على أهمية تطوير البنية التحتية والتشريعية والتعليم في القارة السمراء، وجذب المزيد من الاستثمارات لهذه القطاعات الرئيسية التي تشكل مفتاح التنمية المستدامة في القارة، وتدعم النهوض الاقتصادي لبلدان القارة المختلفة. واتفق رؤساء الدول الثلاث التي شملت غانا وإثيوبيا ورواندا، على ضرورة تعزيز التكامل والاندماج بين بلدان القارة لخلق كيان اقتصادي قوي يزيد من تنافسية بلدان القارة وجاذبيتها الاستثمارية، بالإضافة إلى العمل على إزالة العوائق التي تحول دون التوسع في التجارة البينية بين بلدان أفريقيا التي لا تتعدى نسبتها 11% فقط. وانطلقت فعاليات المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي تنظمه غرفة صناعة وتجارة دبي للعام الثاني على التوالي، ويشارك فيه ما يزيد على 700 من المسؤولين الحكوميين والرؤساء التنفيذيين وصناع القرار وقادة ورجال الأعمال في دبي والشرق الأوسط وأفريقيا. وفي كلمته خلال الجلسة أكد الرئيس الإثيوبي أهمية العمل على إرساء قواعد السلام والاستقرار في بلدان القارة الأفريقية، بالإضافة إلى تعزيز نهج الديمقراطية والحوكمة، معتبراً أن هذه العناصر الثلاثة تشكل أبرز ركائز عملية التحول الاقتصادي وتحقيق النمو المستدام. وأضاف: «في ظل غياب المجتمع الديموقراطي، لا يمكننا أن نتوقّع أيّة تنمية اقتصادية، لكن مع وجود الديموقراطية والحوكمة السليمة والسلام والاستقرار، ستكون لدينا رؤية للاندماج في الاقتصاد العالمي». معدلات النمو وأشار إلى أن إثيوبيا نجحت خلال السنوات العشر الماضية في تحقيق معدلات نمو مرتفعة زادت على 11%، وذلك بعد أن نجحت في تحقيق الأمن والاستقرار وإضفاء طابع الديمقراطية وتطبيق قواعد الحوكمة والقانون. وأشار إلى أن إثيوبيا نجحت في الاستفادة من المزايا التنافسية التي تتمتع بها في جذب الاستثمارات الأجنبية، وذلك بعد أن قامت بتقييم القطاعات التي تشكل مزايا بالنسبة لإثيوبيا، ومنها القطاع الزراعي الذي يشكل المساهم الرئيسي في الاقتصاد، حيث تم العمل على التركيز على قطاع الصناعات الغذائية وتطوير الصناعات الجلدية وقطاع الأنسجة. ونبه الرئيس الإثيوبي إلى أهمية جهود بلدان القارة في محاربة الفساد وتعزيز الشفافية، مشيراً إلى أن بلاده أنشأت لجنة لهذا الغرض بهدف رفع مستوى الشفافية والحد من البيروقراطية التي تعتبر سبباً للفساد. وأكد أن تطوير البنية التحتية في القارة الأفريقية يشكل الأهمية الكبرى لبلدان القارة للاستفادة القصوى من الاستثمار، منوهاً بضرورة تهيئة هذه البنية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، بالتزامن مع تطوير التعليم بشكل عام والمهني على وجه الخصوص، مشيراً إلى أنه من دون بنية تحتية جيدة ومهارات، لا يمكن أن الارتقاء بتنافسية دول أفريقيا في جذب الاستثمار. الفرص الاستثمارية ومن جهته، قال فخامة جون دراماني ماهاما، رئيس جمهورية غانا، أن أفريقيا الآن هي على مفترق طرق بالنسبة للفرص الاستثمارية، حيث تطورت شبكة الاتصالات بالنسبة بالنسبة للقارة بشكل عام مقارنة مع الوضع الذي كان عليه خلال السنوات الماضية. وقال إن غانا حققت نمواً ثابتاً خلال العاميين الماضيين بلغ نحو 7%، مشيراً إلى أن بلاده تسعى لتخصيص قطاع الطاقة بهدف توفير الاحتياجات المحلية، مضيفاً أن غانا بحكم الموقع الجغرافي الاستراتيجي التي تتمتع به، ممكن أن تعمل على إرسال الفائض من الطاقة للدول المجاورة والاستفادة من العوائد في الاستثمار في مشاريع البنية التحتية. وأوضح الرئيس الغاني أن القارة الأفريقية لديها العديد من الفرص والإمكانات، وهناك الكثير من رجال الأعمال الذين يمكن لهم أن يستفيدوا من الفرص الاستثمارية في قطاعي الاتصالات والطاقة. وفي رده على سؤال حول كيف تهتم الحكومة بجذب الاستثمارات، قال الرئيس الغاني: «نحن مهتمون بجذب الاستثمارات من الخارج وتصدير منتجاتنا إلى خارج حدود دولتنا، حيث يوجد ضعف كبير في حجم التجارة البينية بين الدول الأفريقية، حيث لا تتعدى التجارة البينية بين غانا والدول الأفريقية 11% فقط، بينما نسبة التجارة مع أوروبا أكثر من ذلك بكثير». وحول توافر المعلومات الاقتصادية للمستثمرين في غانا، قال إن المعلومات أصبحت الآن متوافرة بشكل جيد مقارنة بالوضع السابق الذي كانت فيه المعلومات الإخبارية تقتصر على تغطية أخبار الاعتداءات، مشيراً إلى أن المحطات الإخبارية العالمية ساهمت في توفير مثل هذه الأخبار التي نحرص على الإعلان عنها. وعن مصادر تمويل المشاريع، قال الرئيس الغاني إن مجموعة دول بريك (التي تضم الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا) أصبحت تهتم أكثر بتمويل الاستثمارات، حيث هناك سد مولته الصين، مشيراً إلى ضرورة أن تكون هناك بيئة مشجعة جاذبة للاستثمارات من خلال توفير الظروف المناسبة التي تتعلق بالمياه والطرقات والصحة، وغيرها من الأشياء التي يحتاجها المستثمرون. وقال إن «أحد أهمّ انشغالاتنا كقادة دول هو استقطاب الاستثمارات في البنية التحتية، وبشكل خاص المياه والطرقات والرعاية الصحية، واللافت أنّ بعض الحضور اليوم أشاروا إلى المسائل التشريعية والقانونية على أنّها من المعوقات، معظم دولنا هي في طور التحوّل من اقتصادات تسيطر عليها الحكومات إلى اقتصادات تتيح مجالاً أوسع للقطاع الخاص وتوجد له بيئة تحفيزية. إضافة إلى ذلك، نسعى إلى تنسيق المناهج الدراسية مع المهارات المطلوبة في سوق العمل من أجل سدّ الفجوة الحالية في المهارات والخبرات». الحوكمة والبنية التحتيةمن جهته، قال فخامة بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا: «إنّ تحوّل أفريقيا ممكن، ومن أجله علينا أن نصحّح بعض الأمور، وأهمّها الحوكمة والبنية التحية والمهارات والمعرفة، وعلينا أن نضمن وجود روابط بين دول أفريقيا. كما نحتاج إلى زيادة التجارة البينيّة كي نتيح المجال أمام الاستثمارات. لكنّ الأولوية هي لوجود الحكومة وتغيير توجّهات الناس وضمان إدارة موارد البلد بالشكل الصحيح. وكي نفسح المجال لهذه الأمور أن تصبح واقعاً، يجب أن يكون لدينا مؤسسات وآليات وهيكليات واضحة للحوكمة». وقال «إن نسبة النمو الاقتصادي في رواندا تراوحت بين 7 و10% خلال السنوات العشر الماضية، وتعتبر التحديات التي تواجهها البلدان الأفريقية فرصاً استثمارية يمكن الاستفادة منها، ونحن نحتاج للاستثمار في هذه التحديات، ومنها نقص الطاقة»، مشيراً إلى أنه لا يوجد هناك كمية كافية من الطاقة ولدينا موارد طبيعية، وهذه الموارد يمكن أن تحفز النمو الاقتصادي. وفي رده على سؤال حول دروس الاستثمار الأجنبي، أشار إلى أن اقتصادات الدول الأفريقية منفردة تعتبر صغيرة، وهذه الاقتصادات لا يمكن أن تعمل بصورة مستقلة، وهي بحاجة إلى التكامل والدمج، حتى في تطوير البنية التحتية التي تحتاج إلى التكامل في ربط الدول الأفريقية لأن المستثمرين في الخارج ينظرون إلى حجم الأسواق، وفي حال تم الربط والاندماج بهذا الطريقة نوفر للمستثمرين سوقاً قادرة على استيعاب استثماراتهم بمختلف أنواعها. وقال إن الشفافية وسيادة القانون ومحاربة الفساد هي أمور أساسية يجب الاهتمام بها، ونحن في راوندا جزء من تقدمنا مرتبط بتحقيق هذه الأمور. وأضاف «إن توفير البنية التحتية له أهمية كبيرة في استقطاب الاستثمارات، ونحن نفكر جدياً في تجاوز هذا الحاجز لنخلق أرضية استثمارية جاذبة، بالإضافة إلى أن التعاون والتكامل من العوامل التي تساعد على ذلك». وأضاف أن القارة الأفريقية تتميز بوجود نسبة من السكان تصل إلى 50% تقل أعمارهم عن 20 عاماً، لذلك يجب أن نستثمر في هذا الجيل بهدف تحسين وضع الدولة من الجوانب كافة خلال الفترة القادمة. وشدد الرئيس الراوندي في حديثه على قدرة البلدان الأفريقية في التحول والنهوض الاقتصادي، وذلك من خلال التعاون والتكاتف، مؤكداً أنه يجب التركيز على العديد من الأمور خلال الفترة القادمة، مثل بناء وتطوير البنية التحتية والتركيز على تنمية المهارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©