الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مايكروسوفت» تكافح للمنافسة في سوق الهواتف الذكية العالمية

«مايكروسوفت» تكافح للمنافسة في سوق الهواتف الذكية العالمية
13 سبتمبر 2013 22:26
قال محللون إن ستيف بالمر الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت المستقيل لم يكن أمامه خيار سوى المجازفة بالخوض في مجال الهواتف المحمولة. غير أن أمام خليفته مهمة أصعب للاستفادة مما تبقى من نشاط نوكيا في مجال المحمول لكي تتحوَّل مايكروسوفت إلى منافس حقيقي في هذا المجال، الذي بات السوق المهيمنة على الحوسبة الشخصية. كان هذا رأي المحللين في مطلع شهر سبتمبر الجاري حين خسر سهم مايكروسوفت أكثر من 6% من قيمته في هبوط قضى على آمال صعود السهم على خلفية خروج بالمر قبل ذلك بأيام معدودة. وأضاف المحللون أن فرص نجاح مايكروسوفت في الأجهزة المحمولة مع نوكيا أضحت أكثر تعقيداً مما كان يمكن تصوره حين عقد الاثنان شراكة لصيقة منذ عامين ونصف العام. ذلك بأن مصنعي الأجهزة الآخرين قاموا إما بالتخلي عن برمجيات مايكروسوفت أو قلصوا من استخدامها ليدعوا نوكيا تشكل أكثر من 80% من سوق برمجية ويندوز فون. غير أن الشركة الفنلندية كانت تفتقر إلى الإمكانيات المالية اللازمة لتحدي القوى العالمية مثل آبل وسامسونج. فبالنظر إلى تقلص مبيعاتها كانت الشركة تواجه أزمة نقدية حتمية حذر محللون من توابعها الكارثية مثلما حدث لشركات منافسة أخرى من ضمنها بالم وبلاكبيري. وكشف بالمر مؤخراً عن أنه لم يكن في مقدور مايكروسوفت الابتعاد عن مجال برمجيات الهواتف الذكية وقال: «كنا نتوقع أن تقوم جوجل وآبل بمصادرة فرصتنا في الابتكار في هذا المجال». وأضاف أن مجال الأجهزة هو الفرصة الأفضل لجذب أعداد هائلة من العملاء والمستهلكين. غير أنه من الصعب على مايكروسوفت فيما يبدو تحقيق الهدف الذي وضعته بأن تصبح ثالث أكبر شركة هواتف ذكية وأن تبلغ مبيعاتها 50 مليون جهاز سنوياً بحلول عام 2018 ، وهو تقريباً عدد أجهزة الكمبيوتر الشخصية ذاته المتوقع بيعه هذا العام. ولما كان معدل مبيعات نوكيا بلغ مؤخراً 30 مليون جهاز سنوياً فإن تحقيق هدف مايكروسوفت يكون أمراً لا يزال بعيد المنال. وقال تشارلز جولفين المحلل في فوريستر ريسيرش: «لا تشكل حصة نوكيا سوى 3% من السوق العالمية في أهم مجالات الحوسبة بالنسبة للمستهلكين اليوم، ولذلك فالأمر ينطوي على صعوبة كبرى». في وسع مساهمي مايكروسوفت أن يشعروا بشيء من الرضا من منطلق أن شراءها نوكيا لم يكلفها الكثير. ذلك أن ما تدفعه مايكروسوفت البالغ 5.44 مليار يورو لا يساوي إلا أقل من 10% من احتياطياتها النقدية ولا يعادل سوى ثلاثة أشهر من تدفق نقدها التشغيلي الذي ينفقه تؤمها الرابحان الكبيران أوفيس وويندوز. فضلاً على أنها تنفق على هذه الصفقة من مالها المتراكم في الخارج الذي إذا جلبته إلى الولايات المتحدة لخضع لضرائب باهظة. وقال آمي هود مدير مايكروسوفت المالي إن الأهداف المالية لهذه الصفقة مشجعة، فهو يرى أن زيادة المبيعات إلى 50 مليون جهاز سنوياً من شأنه تعزيز قطاع الهواتف الذكية في مايكروسوفت، وأن بلوغ حصة سوقية نسبتها 15% في غضون خمس سنوات من الآن - وهو ما تتوقعه مؤسسة جارتنر البحثية - سيؤدي إلى تحقيق مبيعات تقدر بما يبلغ 45 مليار دولار سنوياً حسب مايكروسوفت. وحتى لو أن هامش الربح التشغيلي بلغ 5% فإن الشركة تتوقع أن تحقق ربحاً قدره 15 مليار دولار من هذا النشاط. غير أنه من السهل تصور مثل هذا السيناريو المتفائل نظرياً أكثر من أن يكون واقعاً عملياً ذلك أن فوائد الصفقة المفترضة تتمثل في أن تتمكن مايكروسوفت من ضم المعدات والبرمجيات في أجهزة محمولة على نحو لصيق الأمر الذي يؤدي إلى منتجات أفضل، وهذه في الواقع فكرة لا تلقى غير قليل من تأييد المحللين. وما يزيد من تحديات التنفيذ أن مايكروسوفت ستجد نفسها في مجال غير مألوف. إذ أنها سترث 32000 من موظفي نوكيا والذين سيزيدون قوتها العاملة بنسبة 30% تقريباً. وهناك 18000 موظف يعملون في عملية تصنيع داخلية تجرى خارج صناعة إلكترونيات المستهلك العصرية المعتمدة حالياً على عقود التعهيد. غير أن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية إثارة الاهتمام ببرمجيات ويندوز فون لدى قطاعين أخفقت مايكروسوفت فيهما إخفاقاً مؤسفاً هما قطاع المستهلكين الذين لم يكترثوا باسم ويندوز فون وقطاع مطوري البرمجيات الذين انحازوا إلى منصات آبل وجوجل. وقال تيري مايرسون الرئيس الجديد لقسم نظم تشغيل مايكروسوفت: «إن طرائق التسويق التي استخدمناها في السابق ليست كافية». وقال بن وود محلل الأجهزة المحمولة في مؤسسة سي سي إس إنسايت إنه لتصحيح هذه العيوب السابقة سيكون لزاماً على مايكروسوفت إنفاق أموال طائلة. وحتى لو نجحت مايكروسوفت في جذب الاهتمام بأجهزتها سيكون عليها أن تواجه مشكلة أصعب نابعة من التغير الكبير الذي وضع أجهزة المحمول وخدمات السحاب في قلب العالم التكنولوجي. ذلك أن العملاء لا يشترون الهواتف لمجرد أنها أجهزة فحسب، بل إن هذه الهواتف تعتبر ضمن بيئة معقدة من المحتويات والخدمات والبرمجيات، ومن خلال خليط من صفقات الاستحواذ والاستثمارات الباهظة يعود بعضها إلى أكثر من عقد مضى لدى مايكروسوفت بعض العوامل اللازمة لتعزيز الصفقة على نحو يجذب المستخدمين مثل نشاط اكسبوس للألعاب ومحرك بحث بنج وخدمة اتصالات سكايب وخدمة سكايدرايف للتخزين السحابي وغيرها. وقد ثبت حتى الآن عدم قدرة مايكروسوفت على مزج هذه العناصر وغيرها في وحدة مترابطة قادرة على منافسة آبل جوجل. ولكن بعد استحواذها على نوكيا فإنها ستكون مستعدة لتحاول تحقيق هذا الهدف. عن «فايناشينال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©