الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المخلوقات الزرقاء» تعيد تواصل الآباء والأبناء

«المخلوقات الزرقاء» تعيد تواصل الآباء والأبناء
19 سبتمبر 2011 00:19
منذ العرض الأول لفيلم «السنافر» الذي ما زال حتى اليوم يحقق الأرقام القياسية، وليس للأطفال حديث أو اهتمام إلا لهذه المخلوقات الزرقاء الجزء الأساسي فيه. ويكفي القيام بزيارة إلى أي من صالات السينما في البلاد والتي تقدم 4 حفلات على الأقل في اليوم، لملاحظة الإقبال منقطع النظير من الكبار والصغار على مشاهدة الأبطال الخرافية التي تقطن «قرية الفطر»، بحجوزات ليس فيها كرسي فارغ. على النقيض من معظم الأعمال الفنية الموجهة للأطفال والتي تستند في مشهدها العام إلى القوة الخارقة من دون أي عوامل تحفيز أخرى، تطل قرية «السنافر» بمبادئها المحببة. كما أن سكانها المسالمين، وإن كانوا يتعرضون إلى أشكال من الاحتيال المدمر على يد الساحر الشرير «شرشبيل»، غير أنهم لا يبادلون الشر بالشر. وإنما يلجؤون إلى الحكمة والتروي وصولاً إلى تحقيق الهدف الذي يبدو بعيد المنال. لكنهم ومع قلة حيلتهم وتهجيرهم من موطنهم الأصلي إلى عالم لا يمت لهم بصلة ولا يفهمون مفرداته، يتمكنون بالمنطق والتحليل والإصرار من مواجهة عدوهم الطاغية الجبار. نصائح معنوية رسائل عدة يتوجه بها فيلم «السنافر» إلى الأبناء أولاً ومن خلالهم إلى الآباء الذين تتناولهم حبكة السيناريو في كثير من المواقف عبر «بابا سنفور». وكذلك الأمر بالنسبة للمسلسل التلفزيوني الذي ينبه الأسرة مجتمعة ويوعي فيها روح المبادرة والمشاركة. وعن ندرة الأعمال التلفزيونية التي تخاطب الحكمة عند الأطفال مقارنة بتلك التي تؤجج فيهم روح الشراسة، يقول سامي حمام «فيلم «السنافر» يقع في مرتبة خارج نطاق المقارنة، والسبب أن التركيبة العامة للقصص التي يؤدونها قائمة على البساطة وتعميم الخير وحب الآخرين والتفاني في خدمة المجتمع». ويذكر أنه استمتع حين شاهد العرض السينمائي مع ابنه داني، الذي يبلغ من العمر 7 سنوات، لا سيما أن الفيلم يروي قصة خيالية ولكنها قائمة على أهمية التمام الأسرة حول بعضها. ويرى أنه من المفيد مشاركة الأبناء في مشاهدة أبطالهم المفضلة. ويوضح «إذ إن الأمر يوجد حالة من التواصل يتعرف خلالها الآباء إلى طريقة تفكير أطفالهم ويتأكدون ما إذا كانت مشاهداتهم ذات نفع على شخصياتهم أو العكس». ويقول داني، الذي شاهد العرض السينمائي 3 مرات حتى الآن «الفيلم جميل جدا وأنا أحب «السنافر» لأنهم أشخاص طيبون لا يحبون الشر. ويعجبني أنهم صغار جداً ولكنهم أذكياء». ويبدو أن شخصية «السنفور - عبقري» الذي يكثر من التحليلات هي التي أعجبته، مع أنه لم يذكر اسمه وإنما ألمح إلى النظارات التي تميزه عن سواه. بدائل مريحة تعلق نورة الحمادي على أحداث الفيلم، حيث كانت محظوظة بمشاهدته مع أبنائها وبنات أختها قائلة «في العادة أنا لا أنجذب إلى الأفلام السينمائية الخاصة بالأطفال، لأنها روايات خيالية تشعرني أحياناً بالملل. لكنني هذه المرة، وعن غير قصد شعرت بانجذاب إلى قصة «السنافر» التي أرجعتني سنوات طوال إلى طفولتي». وتذكر أنها لمست في هذه المخلوقات الزرقاء مفهوم الأعمال الكرتونية التي كانت شائعة في السابق. «في ذلك الزمن كان التركيز بالدرجة الأولى على الفكرة العامة من خلف العمل، وهذا ينطبق على عائلة «السنافر» التي تقدم للأسرة نصائح معنوية من الجميل التفكر بها». وتعتبر أنه من المفيد العودة إلى هذا الأسلوب الذي يقدم مادة مفيدة إلى الأجيال الناشئة. «فلا يكفي أن يكون الهدف من وراء أي عمل للأطفال التسلية والضحك، ومن غير المقبول أن ندفعهم إلى العدائية وتشغيل مخيلة العنف. ومن حقهم علينا أن نوفر لهم بدائل مريحة لنظرهم ولأفكارهم تماماً، كما هي الحال بالنسبة لـ»السنافر». ويقول ابنها سعيد (9 سنوات) إن العرض الذي شاهده بخاصية الأبعاد الثلاثة أعجبه جداً، خصوصا شخصية «شرشبيل» الذي على الرغم من أنه شرير غير أنه يقوم بالمواقف المضحكة بالتعاون مع هرته الخارقة. ويضيف «لم أكن أسمع من قبل بهذه الأبطال الكرتونية، لكنني بعد مشاهدة الفيلم أتابعها يومياً على شاشة التلفزيون، حيث تعرض باللغة العربية». طاقات من النقاش من جهته، يتحدث منير قاسم عن أهمية الوعي الاجتماعي لجهة الانتباه إلى نوعية الأفلام الكرتونية الموجهة للأطفال، فيقول «من الإجرام بحق الطفولة ألا يصار إلى مراقبة صارمة حول الفقرات التي تعرض لهم وباسمهم. والواقع المرير يشير إلى أن غالبية البرامج التلفزيونية، تحديداً، تبث مفاهيم عنف خاطئة تؤثر سلباً على نفسية الصغار». وبالانتقال بالحديث عن «السنافر»، يجد أنه نجح في تركيزه على طريقة تعامل هذه المخلوقات الضعيفة مع بعضها البعض وحرص الواحد منها على الآخر. ويضيف «وهذا بحد ذاته من الأهداف النبيلة التي تنمي في الطفل قيماً نفتقدها سواء على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة». وهو شاهد الفيلم مرتين مع ابنتيه وتحمس لتعلقهما بهذه الشخصيات التي كان شاهدها في طفولته ومن ثم اختفت عن الشاشات لتعود إليها من جديد. ويقول «من موقع مسؤوليتي كأب أشجع الأهالي على مرافقة أبنائهم إلى دور العرض للاطلاع معهم على الأفلام التي تناسب سنهم والتناقش فيها لاحقاً». وتروي ابنته ندى (6 سنوات) قصة من مخيلتها عن «سنفورة الشقراء»، وهي الفتاة الوحيدة في «قرية السنافر». وتقول «أريد أن أشتري مثلها حتى أعلمها كيف تصفف شعرها وترتدي ملابس جميلة وتنام باكراً في بيتها كي لا يأتي الساحر ويخطفها». وهذه الرواية وإن كانت مقتضبة لكنها تدل على تعاطفها مع الجزء الضعيف وشعورها بضرورة حمايته من الشر. وتعتبر منى طه، وهي أم لـ3 أبناء، أنه من واجب الأهالي تشجيع الأبناء على مشاهدة أفلام السينما لأنها تنمي قدراتهم الثقافية. «فإن يجلس الطفل في البيت أمام شاشة التلفزيون يتابع برنامجاً كرتونياً شيء، وأن يتوجه إلى صالة العرض ليجلس أمام عشرات الصغار من عمره بقصد المشاهدة شيء آخر». وهذا برأيها من شأنه أن يعزز من شخصية الأطفال وأن يدفعهم إلى المقارنة بين ما يشاهدونه. وتذكر أنها لا تفوت أي فيلم للأطفال إلا وتصطحبهم لمشاهدته برفقة أصحابهم. «وهذا ما حدث الأسبوع الفائت حين شاهدنا «السنافر» الذي أجد أنه من أنجح الأعمال التي عرضت في السنوات الأخيرة. وأرى أنه عمل مبهر يمتاز بالمشاهد الجميلة والمواقف المضحكة، وكذلك باللقطات المؤثرة وبالسيناريو المعبر». وتذكر أن الأهل حين يشاركون أبناءهم في متابعة أي نشاط يحبونه، لا سيما أوقات متابعتهم للرسوم المتحركة المفضلة لديهم، يفتحون طاقات من النقاش المفيد فيما بينهم. الصيغة التلفزيونية بعيداً عن فيلم «السنافر» الذي يعرض في صالات السينما، فإنه كمسلسل لطالما كان من أكثر البرامج التي تستحوذ على اهتمام أفراد العائلة، ليس فقط من الصغار وإنما كذلك من الكبار. وهو بخفة دم شخصياته الكرتونية وأدوارهم المثيرة، ما زال ينال الإقبال نفسه منذ البدء في عرضه على الشاشة الصغيرة قبل أكثر من 20 سنة. وتدور معظم أحداث المسلسل حول جهود «السنافر» المستمرة لمقاومة «شرشبيل» ومكائده الخبيثة. ومن بينها أن يأكلهم ليستولي على أسرارهم السحرية ويكتسب مكانة في أوساط عصابة السحرة الأشرار. ورغم ذلك، فإن طيبة «السنافر» تدفعهم في أكثر من مناسبة إلى إنقاذ «شرشبيل» من شر أعماله. وأكثر من ذلك تخليصه من السحرة الأكثر شراً منه. وفي ذلك رسائل توعوية ترسل إلى الصغار بشكل غير مباشر، بحيث تفتح آفاقهم لمعنى الخير والشر. شرشبيل «شرشبيل» الساحر الشرير والمخادع، يعيش في كوخ مريع في أعماق الغابة. وهو يكره «السنافر» ويفعل المستحيل للنيل منهم، لكن من حسن الحظ أنه شديد الغباء أيضاً، ما ينقذ «السنافر» دائماً من حبائل شره. ورغم ذلك فإنهم على حذر دائم منه، فهو لا يكف عن تهديدهم ووعيدهم بالانتقام. أما «هلهول» الهر فهو كبش الفداء الدائم لـ»شرشبيل»، حيث يتبعه أينما ذهب، وأمله الوحيد أن ينجح سيده في الإمساك بـ»سنفور» صغير يقدمه له وجبة شهية. زعيم من الشخصيات الأساسية «بابا سنفور» زعيم قرية «السنافر» والذي يبلغ من العمر 542 عاماً. ويمكن تمييزه بسهولة من خلال لحيته البيضاء ولباسه الأحمر. وهو «سنفور» عجوز وحكيم، لا يكف عن إسداء النصح لـ»السنافر» بهدف تجنيبهم الحماقات، كما أنه خبير بالكيمياء السحرية، وكثيراً ما يكرس علومه ومعارفه لإنقاذ «السنافر» من الأخطار. بيوت الفطر «السنافر» أبطاله شخصيات محبوبة ضئيلة الحجم زرقاء اللون، لكل منهم اسم يدل على شخصيته وطباعه، تسكن هذه المخلوقات الوديعة بيوتاً من الفطر في غابة سحرية تحت رعاية كبيرهم «بابا سنفور». وتمضي حياة السنافر بهناء وسرور لا ينغصهما سوى عدو كريه يهدد وجودهم اسمه «شرشبيل».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©