الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كيف ترى قيادتي؟» عبارة تلزم السائقين باحترام قوانين السير

«كيف ترى قيادتي؟» عبارة تلزم السائقين باحترام قوانين السير
13 سبتمبر 2013 21:14
من المشاهد التي تتكرر على الطرقات أن يقود أحدهم الشاحنة بسرعة جنونية، يغلق الشارع بطريقة مزعجة، ويتجاوز السيارات يميناً ويساراً دون أن يستخدم إشارات المقود. وهذا قد يحدث مع وجود ملصق خلف السيارة يحمل عبارة «كيف ترى قيادتي؟» وتحتها رقم هاتف للتواصل. ما يعني أن الشركة التي يعمل فيها السائق المزعوم تتحمل مسؤولية مجتمعية لتأخذ الشكاوى في عين الاعتبار. وبالرغم من أن عدداً من الشركات يتقبل الشكاوى بصدر رحب، ويتخذ الإجراءات اللازمة مع السائق، غير أن شركات أخرى ممكن أن تتجاهل مضمون أي ملاحظة تردها، مطمئنة المتصل بأنها ستقوم باللازم». ويكون هذا الاتصال «مجرد كلام في الهواء». هناء الحمادي (أبوظبي) - السؤال الذي يطرح نفسه، أين الصدقية في وضع عبارة «كيف ترى قيادتي؟» على مركبة تعكس صورة محترمة لشركة محترمة كما يفترض. والجميع يعلم أن القيادة فن وذوق وأخلاق، لكن الكثير من سائقي الشاحنات الثقيلة والباصات وسيارات «البيك أب» التي تضع عبارة «كيف ترى قيادتي» تتجاهل ذلك في الشوارع. آلية المحاسبة يذكر أحمد الملا وهو كفيل لسائق، أن هذه العبارات هي مبادرات شخصية هدفها تحقيق السلامة المرورية. وقد أثبتت فعاليتها مع سائقي السيارات الثقيلة لبعض الشركات، بحيث أصبحوا حذرين عند القيادة. والسبب برأيه أن السائقين في هذه الحالة يعلمون بأنه عند الخطأ سوف يتم الاتصال على رقم الهاتف المدون على الزجاج الخلفي للسيارة. ويتم إخبار الشركة بكل ما يحدث من مخالفات يخشون أن يعاقبوا عليها. وبالاتصال بمسؤول في إحدى الشركات التي تتابع سائقيها مستعينة بوضع رقم للشكاوى في حال وجود ملاحظات على قائد المركبة، أوضح شعبان الخطيب أن مركز استقبال الشكاوى لدى الشركة لديه ضوابط. وذكر أنه ليس كل بلاغ يرد يصدر فيه قرار يضر بسائق المركبة، مشيراً إلى وجود قائمة لكل سائق تدون عليها كل الشكاوى التي ترد ضده. والتي يتم عدها آخر كل شهر ليتم من خلالها الحكم على السائق، إذ من غير الممكن أن يتفق أكثر من 10 أشخاص على ظلم سائق واحد من حيث اتهامه بالتهور في قيادة المركبة. وخصوصاً أن ليس بينهم وبينه أي رابط، لأن غالبية الشكاوى تكون من مواقع مختلفة ومناطق عدة. وحول الإجراءات المتخذة في حق السائق، يوضح الخطيب أنه غالباً ما يوجه له لفت نظر، وعند تكرار الشكاوى ضده يخصم من راتبه مبلغ 200 درهم. رقم لا يجيب عن تجربته، يقول إبراهيم المرزوقي، وهو موظف، إنه أثناء قيادته كثيراً ما تصادفه هذه العبارة، لكن ما يراه من تجاوز قائدي تلك المركبات لا يتطابق مع المقولة. ويسير إلى أنه كثيراً ما يقوم بالاتصال على الرقم المدون على المركبة ليتفاجأ أحياناً باستخفاف من الشركة المالكة للمركبة بأنه سيتم اتخاذ الإجراء اللازم مع السائق المتهور. كما أن رقم الهاتف نفسه قد لا يجيب عليه أحد. في السياق نفسه، تتحدث بدرية حسين وهي معلمة، عن تجاوزات بعض قائدي المركبات الذين يشقون الطرق متسابقين كسرعة الريح يميناً ويساراً وبطريقة جنونية غير مسؤولة. ويمعن السائق الذي يقود من الخلف النظر في تلك الشاحنة وتصرفات سائقها، ويصاب بالدهشة وهو يقرأ «كيف ترى قيادتي»، وقد ألصقت في مكان بارز على الجزء الخلفي من السيارة. ولا يملك السائق إلا أن يجيب في سره عن ذلك السؤال المستفز «قيادتك مثل الطين». وتضيف بدرية «هذه العبارة نراها على الكثير من الشاحنات والباصات وحافلات توصيل الطلبات باللغتين العربية والإنجليزية. لكن البعض من السائقين يتقيد بالقيادة الآمنة على الطرقات ملتزماً بالقواعد المرورية في القيادة، في حين أن البعض الآخر يتجاهل ذلك، مما يتسبب بالكثير من الحوادث». وترى أن السؤال الذي يراود الكثيرين حول الإجراءات التي تقوم بها هذه الشركات بحق السائقين الذين لا يتقيدون بالأنظمة المرورية. وهل بالفعل وفي حال اتصال المشتكي بالرقم المدون على المركبة تؤخذ شكواه على محمل الجد أم يتم تجاهلها؟ ليست للزينة من جهته، يتساءل جاسم عبدالله محمد عن تلك العبارة التي تزين الشاحنة «ألا تعتبر مجرد كلام في الهواء؟» ويتوجه إلى كل الشركات والجهات التي وضعت هذه العبارة، متمنياً أن تحقق الهدف المرجو منها، وألا تكون مجرد عبارة للزينة. ويعتبر أنه من المفروض على السائقين التحلي بروح المسؤولية، واحترام أنظمة وقواعد السير. ويستفسر جاسم متفاجئاً عما إذا كانت هذه الشركات تقوم بمتابعة أسطول المركبات والحافلات التابعة لها والتي تجوب الشوارع والطرقات. وترتكب الكثير من المخالفات التي قد لا تشاهد كلها من قبل رجال السير أو الكاميرات المنتشرة في المناطق. ويتساءل ما إذا كانت هذه الجهات تقوم بتوعية موظفيها بضرورة السير وفق الأصول، وتحاسبهم على أفعالهم، أم أن الأمر مجرد «كلام على الفاضي». وتذكر بدور الأنصاري (25 سنة)، أن عبارة «كيف ترى قيادتي؟» جميلة جدا، وهي كثيراً ما تكون مكتوبة على الجزء الخلفي من المركبات التي تعود ملكيتها للشركات الكبرى. ومعها رقم هاتف المقصود منه إمكانية الاتصال للإبلاغ عن الممارسات الخاطئة. لكن ومن واقع تجربتها تكاد تجزم أن معظم من يقودون هذه السيارات يعتبرون هذه الجملة من باب الزينة. وتضيف «هذا إن كانوا يعلمون بوجودها، لأنهم لا يلتزمون بالقواعد ولا يحترمون حقوق الآخرين الذين بدورهم لا يتكبدون عناء الاتصال بالأرقام المبرزة للإبلاغ عن المخالفات». حسم راتب رحيم قادر، وهو سائق سيارة نقل، يعارض هذا الأمر بشدة، قائلاً «إن صاحب العمل وبمجرد تلقيه أي اتصال ترد فيه شكوى على السيارة، يقوم بالحسم من راتب السائق المخالف من دون أي يتناقش معه في الأمر». ويؤكد أن المشتكي أياً كان يتم تصديق كلامه، وفي بعض الأحيان يتعرض السائقون للظلم بسبب سائقين آخرين على الطرقات. وذلك بسبب عدم السرعة في المواقع التي تحتم علينا القيادة بتأن، في حين أنهم مستعجلون. وتكون النتيجة أنهم يسرعون إلى الاتصال بالرقم المدون على الشاحنة، ويتم الخصم من راتب السائق الملتزم على حساب سائق آخر غير ملتزم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©