الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تأجيل مفاوضات انفصال جنوب اليمن «مؤقتاً»

13 سبتمبر 2013 00:04
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قررت لجنة ثمانية زائد ثمانية، المنبثقة عن مؤتمر الحوار اليمني، أمس تأجيل المفاوضات حول انفصال الشطر الجنوبي عن الشمالي “مؤقتأ”، والشروع فوراً في مناقشة المبادئ الأساسية لتوزيع الثروة والسلطة وفق خيار الدولة الاتحادية الفيدرالية. وناقشت اللجنة، المشكلة من 16 مفاوضا يمنيا شماليا وجنوبيا، في اجتماعها الثالث وبحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، “المنهجية التي يجب اتباعها للوصول إلى الدولة الاتحادية”، خصوصاً فيما يتعلق بتحديد أقاليم الدولة والأسس العلمية لتحديدها. وخلال الاجتماع، قدم الخبير الدستوري الدولي، جون باكر، عرضاً عن بعض المبادئ الأساسية لتوزيع السلطات المتبعة في تجارب مشابهة حول العالم، مستعرضاً بإسهاب تجربة جنوب أفريقيا في توزيع السلطة والثروة وصياغة الدستور في فترة ما بعد حكم الفصل العنصري هناك. وأشار الخبير الدولي إلى ضرورة قيام المتحاورين اليمنيين بـ”تحديد المبادئ والأسس التي تناسب الوضع في اليمن باعتباره بلدا فريدا وذا خصوصية”. وتظاهر آلاف اليمنيين الجنوبيين، أمس في بلدات جنوبية عدة، رفضاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي تشارك فيه فصائل معتدلة منضوية في لواء “الحراك الجنوبي”، المتزعم للانتفاضة الشعبية في الجنوب منذ مارس 2007. وهتف متظاهرون، وبعضهم كان يرفع صور نائب الرئيس اليمني الأسبق وآخر رؤساء الجنوب، علي سالم البيض، :”لا حوار لا حوار نحن أصحاب القرار”، و”ثورة ثورة يا جنوب”. ودعت مكونات في “الحراك الجنوبي” أنصارها إلى “التصعيد” ضد مؤتمر الحوار الوطني الذي من المفترض أن يختتم أعماله في 18 الشهر الجاري. وقالت مصادر في الحراك لـ (الاتحاد) إنه تمت الدعوة إلى الخروج في مسيرات مليونية في مدينة عدن الثلاثاء المقبل، الذي يصادف السابع عشر من سبتمبر، مشيرة إلى أن المسيرات تستمر ثلاثة أيام، وستؤكد رفض “شعب الجنوب لمخرجات الحوار اليمني”، حسب تعبيرها. وفي هذا السياق، التقى الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، سفير المملكة العربية السعودية، علي بن محمد الحمدان، حيث سلمه رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تضمنت “شرحا حول مسار التسوية السياسية التاريخية في اليمن، وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة”، حسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. كما التقى الرئيس اليمني الانتقالي، في لقاءين منفصلين، السفير الأميركي، جيرالد فايرستاين، والسفيرة البريطانية، حين ماريوت. وقالت الوكالة الرسمية إن هادي ناقش مع سفيري واشنطن ولندن مستجدات عملية انتقال السلطة في اليمن في ظل نجاح مؤتمر الحوار الوطني.وأكد الرئيس اليمني على ضرورة الوفاء بالتعهدات المعلنة من المانحين في اجتماع نيويورك العام الماضي، والذي حصل اليمن فيه على وعود بمساعدته بـ7.9 مليار دولار. وقال هادي إن اليمن “بحاجة ماسة واستثنائية للمساعدة، خصوصا في هذا الظرف الدقيق والصعب”. وكان هادي أصدر، الليلة قبل الماضية، قرارات بعودة مئات الضباط الجنوبيين أبعدوا قسراً من وظائفهم على خلفية حرب صيف عام 1994، عندما قمع الرئيس السابق صالح (شمالي) محاولة انفصالية قادها نائبه آنذاك، علي سالم البيض (جنوبي). كما تضمنت قرارات الرئيس الانتقالي إنشاء صندوق لرعاية ذوي قتلى وجرحى الاحتجاجات في الجنوب والانتفاضة الشبابية ضد الرئيس السابق في عام 2011. ورحبت الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني، أمس، بقرارات هادي واعتبرتها واحدة من أهم الخطوات في سياق تنفيذ بنود قائمتي العشرين والـ11 من أجل تعزيز ثقة المفاوضين الجنوبيين. وقال أمين عام مؤتمر الحوار، أحمد عوض بن مبارك، إن هذه القرارات تشير إلى أن اليمن “يسير في الطريق الصحيح نحو حل مشاكله بطريقة عقلانية ومنهجية”، وتؤكد “جدية” القيادة السياسية في معالجة الأزمات الكبرى في البلاد. ومن المتوقع أن تصدر الحكومة الانتقالية في غضون أيام قرارا بإنشاء صندوق جبر الضرر لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، حسبما ذكر وزير الشؤون القانونية، محمد المخلافي، في تصريح نشرته صحيفة “الثورة” الحكومية، أمس. إلى ذلك، هددت جماعة الحوثي الشيعية المسلحة، وهي مكون رئيس في مؤتمر الحوار الوطني، بتعليق مشاركتها في المؤتمر بسبب ما اعتبرته “تنصلا” من الرئاسة إزاء تنفيذ المصفوفة الحكومية الخاصة بقائمتي 20 و11. ونقلت وسائل إعلام يمنية عن مصادر في الجماعة المذهبية قولها إن قرارات هادي الأخيرة استثنت قتلى الجماعة، الذين سقطوا في معارك مع القوات الحكومية العقد الماضي، من الرعاية الحكومية أسوة بضحايا الاحتجاجات الجنوبية والانتفاضة الشبابية. إلى ذلك، أصيب شخصان في هجوم نفذه مسلحون امس على معسكر للجيش اليمني بمدينة سيئون التابعة لمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن. وقال مصدر امني يمني لـ”يونايتد برس انترناشونال” إن مسلحين يعتقد بأنهم ينتمون لتنظيم القاعدة اطلقوا ست قذائف هاون على معسكر المنطقة الأولى بمدينة سيئون اسفر عن إصابة مدنيين في منزل مجاور للمعسكر. وأوضح المصدر أنه عقب استهداف المعسكر، انتشرت عربات الجيش في المزارع المحيطة به، وقامت بتمشيط المنطقة للبحث عن المسلحين. وأثار دوي الانفجارات الهلع في أوساط السكان القاطنين بالقرب من المعسكر الذي يقع وسط حي آهل بالسكان. وأشار سكان محليون إلى أنه تم إخلاء عدد من المنازل المحيطة بالمعسكر المستهدف من الأطفال والنساء تخوفا من تجدد القصف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©