الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قادة البنتاجون... كيف يختارهم أوباما؟

11 ديسمبر 2010 21:34
ضمن إعادة ترتيب إدارته عقب الانتخابات النصفية، يواجه الرئيس أوباما أصعب الخيارات والقرارات الحاسمة فيما يتعلق باختيار قيادة جديدة للبنتاجون. ذلك أنه يتعين ملء خمس وظائف شاغرة في العام المقبل: وزير الدفاع -فيما لو أصر جيتس على الاستقالة من منصبه، وأربعة من أصل القادة الستة للقوات المشتركة بمن فيهم القائد ونائب القائد، فضلاً عن قائد الجيش وقائد القوات البحرية. وحتى إذا ما صحت الأنباء الأخيرة القائلة بشعور البيت الأبيض بضعف أداء الجيش الأميركي من خلال استعراض الاستراتيجية العسكرية المطبقة في أفغانستان لعام 2009، فإنه يتعين على أوباما مقاومة ميل البعض إلى اختيار عناصر "متطابقة" في طريقة تفكيرها وأدائها مع الاستراتيجية التي تتبناها الإدارة. وفيما لو تم ملء الوظائف الشاغرة في البنتاجون على أساس هذا المعيار، فسوف تكون النتيجة النهائية هي اختيار عناصر غير فاعلة، يتوقع لها أن تلحق ضرراً بالغاً بالعلاقات المدنية العسكرية داخل البنتاجون. وعلى العكس تماماً، فإن ما يحتاجه الرئيس أفراداً يتمتعون بعمق معرفي وخبرة واسعة، فضلاً عن الأصالة واستقلال الرأي والشجاعة والقدرة على تقديم المشورة القائمة على التقدير الموضوعي للأمور ولشتى خيارات السياسة المتاحة، إضافة إلى مقدراتهم القيادية وأهليتهم في اتخاذ القرارات. وعقب التوترات التي شهدها العام الماضي بين الإدارة وبعض الجنرالات -منها مثلاً موقف الجنرال ماكريستال من الاستراتيجية التي كلف سابقاً بتطبيقها في أفغانستان- فإن على الرئيس أن يثق بقادة البنتاجون، بدلاً من إخفاء التوترات الحادثة بين البيت الأبيض والقادة العسكريين. وتقع على كبار مسؤولي الدفاع، لاسيما الضباط العسكريين، مسؤولية مشاركة آرائهم المهنية العسكرية بوضوح تام مع الكونجرس. وفي الوقت نفسه تقع عليهم مسؤولية خدمة الجمهور الأميركي عبر قائدهم الأعلى بأعلى درجات الولاء والإخلاص. وتطالبهم هذه المسؤولية بتأييد قرارات الرئيس وتنفيذها حتى وإن كانوا يختلفون معها. كما يتعين على مسؤولي الدفاع وقادة الجيش بصفة خاصة الابتعاد عن استغلال مزايا السلطة والشرعية السياسية التي يتمتع بها الجيش، لممارسة الضغوط على الإدارة وخوض الصراعات معها، علناً أم سراً. وفيما يتعلق باختيار وزير جديد للدفاع، فإن على الرئيس اختيار شخصية لا يطغى عليها الانتماء الحزبي، ولها القدرة على ممارسة نفوذها على الكونجرس، فضلاً عن التمتع بسمعة طيبة وسط قطاعات واسعة من عامة الجمهور. وتقع على وزير الدفاع القادم مسؤولية إلزام جنرالاته وقادة بحريته بإنجاز مهامهم الدفاعية الموكلة إليهم، على ألا يقتصر إنجاز هذه المهام على أن يتم بأقل تكلفة مادية وبشرية فحسب، بل يتعين أن يجمع بين عدة خواص وكفاءات قيادية، تشمل فيما تشمل الطاعة التامة للسلطات المدنية. ومن واجبات وزير الدفاع الجديد خفض ميزانية البنتاجون، في ذات الوقت الذي يعمل فيه على تعزيز دفاعنا القومي. ولن تكون هذه مهمة سهلة البتة كما نعلم، لأنها تتطلب إعادة النظر والتفكير في إعادة هيكلة مؤسسة عسكرية لا تزال على ارتباطها السابق القوي بتقاليد الحرب الباردة، بكل ما تعنيه من بنى عسكرية وأسلحة ثقيلة مكلفة لم تعد بلادنا بحاجة إلى الكثير منها الآن، إضافة إلى إعادة النظر في طرائق التفكير الدفاعي نفسها. أما لملء وظائف القادة في مختلف الوحدات والأقسام المذكورة، فإن على الرئيس البحث عن ضباط متفردين لهم من القدرة والجرأة ما يمكنهم من مخاطبة الكونجرس والجمهور معاً عن مهامهم العسكرية المهنية، فضلاً عن القدرة على مخاطبة الخدمات المسلحة وكبار القادة العسكريين في الشؤون المتعلقة بالمهنية واللاحزبية، والتحكم المدني، والتضحية ونكران الذات. وعلى القائد ونائب القائد بالذات العمل على تعزيز ثقة العسكريين بالمسؤولين والقادة المدنيين، خاصةً فيما يتعلق بالتعامل النزيه معهم وطاعة قراراتهم. ويتعين أن يكون قائدا الأركان الجديدان، وكذلك قائد أركان القوة الجوية الجديد، من الشخصيات القادرة على تمثيل الخدمات المسلحة التابعة لهم أفضل ما يكون التمثيل، إضافة إلى التمتع برؤية واضحة لأفضل ما يجب أن يكون عليه التخطيط الحربي ونوعية الأسلحة والاستراتيجيات والتكتيكات المثلى لخوضها، وكيف يمكن لقواتنا أن تفرض هيمنتها على الميادين القتالية براً وبحراً وجواً وفضاءً، وفي ميادين الحرب الإلكترونية أيضاً. وفي معرض تأمله للخيارات المتاحة أمامه، ربما يكون أوباما بحاجة إلى استلهام تجارب وخبرات القادة الأفذاذ السابقين من أمثال أبراهام لينكولن، الذي منعه شغفه المستمر بالفوز والتنافس عن الأخذ مطلقاً بمعايير "التطابق" مع الرأي أو الاستراتيجيات عند تعيين قيادات الأجهزة المدنية أو الخدمات العسكرية المسلحة. هذا ومن المتوقع أن تكون القرارات بشأن ملء المناصب الخمسة الشاغرة الآن -وسوف يعقبها تعيين قائد عسكري سادس في عام 2012 من أهم القرارات التي اتخذتها إدارة أوباما على الإطلاق. ذلك أن أداء هؤلاء القادة العسكريين سوف يكتبه التاريخ الشخصي لكل واحد منهم، فضلاً عن تحديده لمجمل الأداء الدفاعي الحربي لرئاسة أوباما. وسوف يكون لأدائهم تأثير مباشر على أمن وسلامة الولايات المتحدة الأميركية. ريتشارد إتش. كوهن أستاذ التاريخ العسكري بجامعة كارولينا الشمالية ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©