الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحراك التلفزيوني العربي

17 سبتمبر 2011 21:48
تعددت الأسباب والنتيجة واحدة: حراك تلفزيوني عربي جديد يدحض مقولة إن الفضائيات العربية قد وصلت إلى حد الإشباع، ويؤكد أن الإعلام السياسي- الإخباري المصور ما يزال بإمكانه استيعاب المزيد. من موريتانيا، التي أعلنت مؤخراً أنها سترخص خمسة تلفزيونات خاصة، إلى التغييرات الإعلامية في الجزائر قبل أيام للسماح بإنشاء محطات تلفزيونية وإذاعية خاصة للمرة الأولى منذ الاستقلال في العام 1962، وصولاً إلى انطلاقة قناة العرب بعد أشهر انطلاقاً من الخليج أو من بيروت حيث تنشط الاستعدادات، وغيرها وغيرها كثير، سيزدحم الفضاء العربي بمزيد من النشرات والبرامج السياسية والاقتصادية والحوارية، ليبدأ فصل جديد من تجربة إعلامية فيها المزيد من الغث والسمين والتنوّع الذي يضع فضاء وإعلام العالم العربي أكثر فأكثر أمام الكاميرا، ويجعل المشاهد أمام لوحة بانورامية أكثر تكاملاً ودلالة على واقعنا ومجرياته بسلبياته وإيجابياته. وبعد الروسية والتركية والأميركية والصينية والبريطانية، ضاعفت القناة الألمانية العربية «دي وي.العربية» اعتباراً من 12 سبتمبر الجاري ساعات بثها بالعربية، وتستعد قناة «سكاي» للانضمام إلى فضائنا لتضيف خلاصات تجارب تلفزيونية عالمية إلى إعلامنا، وتضعه أمام تحديات انفتاح غير مسبوق. كثيرون قلقون من هذا الانفتاح والتنوع لدوافع منها الثقافية والسياسية والمخاوف من استغلال نفوذ الإعلام، منها المشروع ومنها المُصطنع. في المقابل، قليلة هي الضمانات التي يمكن تقديمها للحد من هذا القلق. أما الواقع فهو أنه لن يكون بالإمكان بعد الآن إعادة الأمور إلى الوراء، وأن العالم العربي أصبح محتماً عليه العيش الآن ومستقبلاً أمام هذا التحدي، وأنه خير لنا ألف مرة أن نتفاعل معه إيجابا من أن نتوجس منه خيفة. ثم أن تجربة الانفتاح العربي الواسع على العالم عبر الإنترنت تجعلنا نتجه على وجوه العموم إلى أن مثل هذه المخاوف كانت تتسم دائما بالمبالغة. وأيا كان صحيحاً تأثير الإنترنت في الربيع العربي والتحولات الأخيرة أو الجارية في المنطقة، فذلك لا يعني أنه كان بوسع البعض، منع الانفتاح عبر الشبكة العالمية أو التحكم فيه أكثر. حدث الانفتاح الفضائي قبل الانفتاح على الشبكة العالمية، وكان ذلك أيضا تحولا لا مفر منه. ومن ناحية التطور الحضاري، يمكن قول إن الانفتاح الأول مهّد ثقافياً للانفتاح الثاني أو أن الانفتاح الثاني نجح في تقديم ما لم تستطع الفضائيات تقديمه. ومن الناحية التاريخية، يمكن القول إن الأمرين صحيحان طالما أنهما حصلا بالتتابع. أما من الناحية الإعلامية فإن بوسعنا الترجيح بأن الانفتاح التلفزيوني، أيا كان حراً وبدون حدود، فهو قابل أكثر للتوجيه وربما أكثر من أي وسيلة إعلامية أخرى نظراً لتعقيداته القانونية والتقنية، أي أن آثاره ستكون دائماً قابلة للضبط. إنه يقدم نوعاً من التفاعل المنظم الذي، مهما كان سقف الحرية التي يتمتع بها عاليا، ومهما شهد حراكاً وفضائيات جديدة وتأثيره عاليا، فإنه يضمن عدم إحداث أي تغييرات مفاجئة. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©