الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فؤاد سعيد: حصلت على الأوسكار بسبب «سيني موبيل» ومارلين مونرو ليست الأجمل

فؤاد سعيد: حصلت على الأوسكار بسبب «سيني موبيل» ومارلين مونرو ليست الأجمل
11 ديسمبر 2010 19:47
يأتي الحظ لمن يستحقه فقط، وقد لعب حسن الحظ والإصرار دور البطولة في حياة المخترع والمخرج السينمائي المصري فؤاد سعيد الذي أصبح أغنى مصري في العالم وأحد أغنى أغنياء العالم طبقا لقائمة “فوربس”، حيث تقدر ثروته هو وعائلته بنحو سبعة مليارات ونصف المليار من الدولارات. رحلة نجاحه بدأها من الصفر أو تحت الصفر حتى ارتقى سلم الشهرة وتربع على القمة وهو المصري الوحيد الذي كرمته هوليوود ومنحته جائزة الأوسكار في الامتياز الفني عن اختراعه “سيني موبيل” أو الاستديو المتنقل الذي هز عروش أباطرة السينما في هوليوود. في ندوة لتكريمه خلال زيارته الأخيرة لمصر، أكد فؤاد سعيد أن سر نجاحه وصعوده هو الإصرار والمثابرة والعمل الدؤوب، وأن اليأس والإحباط والاستسلام مفردات لم يتقبلها رغم ما صادفه من صعوبات. وقال: ولدت في مصر في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي لأبوين من أسرة ميسورة، لكن وفاة والدي المبكرة وأنا في الثامنة من عمري غيرت حياتي وذهبت للإقامة في منزل خالي الذي كان مدير ستوديو في ذلك الوقت، وبعد سنوات قليلة رحلت والدتي وكنت أتجول في الأستوديو بحرية مفضلا اللعب والمرح بين الديكورات وغرف المكياج والملابس والإكسسوارات وتابعت الحركة والأجهزة الضخمة الخاصة بالصوت وكاميرات التصوير وكشافات الإضاءة. هذا العالم جذبني الطفل فؤاد كان محروما من البقاء مع أشقائه الذين تم توزيعهم، بحيث يكفل كل بيت أحدهم وحاول أن يصنع بنفسه عالمه الخاص. وبدلا من أن يقضي فراغه في اللعب مع أقرانه كان يقضي أغلب الوقت في الأستوديو يراقب كاميرات التصوير السينمائي ويتعرف على أجزائها. ويقول: أهدى إلي خالي كاميرا تصوير فوتوغرافي في عيد ميلادي الثاني عشر وكنت سعيدا بها وتعلمت الطبع والتحميض واستأجرت غرفة صغيرة لتحميض الصور التي التقطها وفي سن السادسة عشرة أهدى إليَّ كاميرا تصوير سينمائي صغيرة وبدأت أصور أفلاما قصيرة وخلال الإجازة الصيفية كنت أتدرب في ستوديوهات الأهرام ومصر وجذبني هذا العالم تماما واكتسبت خبرات لا بأس بها. ويضيف: كنت في المرحلة الثانوية عندما علمت بتصوير فيلم عالمي لأول مرة في مصر في بداية الخمسينيات حيث وصل المخرج العالمي روبرت بيروش لتصوير فيلم “وادي الملوك” بطولة روبرت تايلور وإليانور باركر وطلبت شركة “مترو جلدن ماير” المنتجة من مسؤولي ستوديو مصر ترشيح أحد المصورين المصريين لتصوير بعض اللقطات التي ستستخدم في الدعاية للفيلم. وكنت أول المتقدمين وعمري لم يتجاوز العشرين وحصلت على وظيفة مساعد مصور وكان دوري تصوير “التريللر” وصورت بطلي الفيلم وكانا من أشهر نجوم العالم وقتها في أماكن مختلفة مثل الأهرام وأبو الهول والأقصر وأسوان وفي مراكب صغيرة بالنيل، وكنت شديد الحماس للعمل واهتم بكل الملاحظات التي يقولها مدير التصوير العالمي “روبرت سرتس” الذي شجعني على الهجرة إلى الولايات المتحدة ودراسة فن التصوير السينمائي، وسافرت للالتحاق بقسم التصوير في جامعة كاليفورنيا ولم يكن معي سوى ثمن تذكرة الطائرة ومبلغ ضئيل، وكنت أدرس في الجامعة صباحا وأعمل في المساء بمحطات البنزين لتغطية تكاليف المعيشة والدراسة. وفي الصيف حصلت على عمل في استوديوهات هوليوود ضمن برنامج الجامعة لمساعدة الطلاب في الحصول على عمل بمجال تخصصهم، وكنت حريصا على الاجتهاد في عملي لانه يمنحني درجات إضافية إلى جانب العائد المادي الذي احتاج إليه. ستوديو متنقل صغير ويوضح: لفت نظري خلال تلك الفترة ضخامة الآلات والكاميرات وعرفت أن هذه المعدات هي السائدة منذ 40 عاما، وكنت أطرح العديد من الأسئلة على مديري التصوير وأتساءل لماذا لا يبتكرون أجهزة ومعدات حديثة. وكانت التساؤلات تثير سخرية البعض. وأثناء دراستي راسلت العديد من الاستوديوهات الكبرى في ألمانيا واليابان لأحصل على فرص تدريب خلال الصيف وتلقيت عددا من العروض وذهبت لألمانيا وأحضرت على حسابي كاميرا وزنها 12 باوند فقط بدلا من الكاميرا التقليدية التي تزن 185 باوندا وواجهت تخوف ورفض اتحاد المنتجين والاستوديوهات، ولكن نجحت التجربة ثم ذهبت إلى سويسرا لأحضر أجهزة صوت حديثة صغيرة وخفيفة ورغم كل المخاوف نجح استخدام تلك الأجهزة ثم فكرت في اختراع ستوديو متنقل صغير أطلقت عليه “سيني موبيل” يضم أصغر أجهزة صوت وأخف معدات تصوير. تطوير الجهاز ويضيف فؤاد سعيد: كنت محظوظا بالعمل مع منتج جريء وكبير وقدم لي مساعدة لتنفيذ الفكرة، وسافرت إلى اليابان لأطرح عليهم فكرة اختراع أجهزة تسجل الصوت والصورة معا في شريط واحد، وقالوا سنجري التجارب ونقدم لك ما تريد ولكن عليك تحمل التكلفة ورغم كل القلق والمخاوف قبلت وتعرضت للفشل عدة مرات ثم نجحت الفكرة واصبح لدي أول “سيني موبيل” حقيقي وبدأت بتأجيره وكل 6 أسابيع ننتقل بطاقم العمل من مدينة إلى أخرى ثم من دولة إلى أخرى وانخفض عدد العاملين والفنيين من 40 إلى 12، ولان نشاطنا أصبح شائعا في جميع أنحاء العالم لم يستطع اتحاد المنتجين فعل شيء وتطور الجهاز من وحدة صغيرة إلى وحدة أكثر تقدما مكونة من طابقين والعائد المادي الذي يأتي استثمره في عمل وحدات جديدة حتى أصبح لدينا 38 “سيني موبيل” نؤجرها لكل مكان في العالم. “الفيديو موبيل” ونيكسون ويقول: الفكرة تم توظيفها في مجال الفيديو وابتكرت “الفيديو موبيل” الذي ينقل الصوت والصورة معا لاسلكيا فقد ظهر “الدش” والستالايت ووضعت “دش” على وحدة “الفيديو موبيل” وكنت شديد الحماس حتى إنني لم أفكر في شيء سوى العمل وتطويره، وفي تلك الفترة قرر الرئيس الأميركي نيكسون القيام بزيارة تاريخية لروسيا والصين، والعالم كله كان مشغولا بذلك الحدث وطلبت مني الإدارة الأميركية تسجيل الحدث وتصويره بالفيديو موبيل بشرط أن تذاع مراسم تلك الزيارة في جميع أنحاء العالم. وطلبت التعاون مع محطة الأقمار الصناعية “الستالايت” الخاصة باستديوهات “هوارد نيوز” وسمحوا لنا باستخدام “الستالايت” مجانا ونجحت التجربة وكنا نعمل طوال الوقت لتحسين جودة الصوت والصورة وعلاج أي عيوب ناتجة عن الظروف المناخية، ومع نهاية الرحلة كان العالم كله يشاهد الحدث بشكل جيد جدا وتقنية عالية. جمع المال ويكشف المخترع المصري الحائز الأوسكار عن أسباب نجاحه وتحوله من مصور سينمائي بارع إلى رجل أعمال لديه استثمارات بملايين الدولارات في مجالات عديدة قائلا: تعبت في عملي ولم أعرف طعم الاسترخاء لمدة 17 عاما فقد كنت وأنا شاب أمارس كل المهام بنفسي ولم أعتمد على مساعدين، وكان مكتبي مفتوحا يوميا لمدة 24 ساعة وفوجئت بأنني فقدت الكثير من وزني، ولم يكن دافعي للعمل هو الرغبة في جمع المال ولكني وجدت أن كل اختراع يدر الملايين، وهكذا وصلت لحالة شعرت فيها بأنني على وشك الجنون لأن عقلي مرتبط بتطوير الأجهزة واختراع أشياء جديدة، وبعد 17 عاما قررت التوقف والاتجاه للاستثمار في مجالات متعددة كالسيارات والبورصة واقتحام أسواق جديدة. ويضيف: أوشكت على اختراع موبايل قبل أن يعرفه العالم لأنني كنت أشتغل في العديد من الدول والمناطق وصنعت حقيبة تربطني بمكتبي وبعدد من العملاء كانت أشبه بموبايل ضخم، ووضعت بها هوائيا لالتقاط الإشارات اللاسلكية، كما شاركت في تجارب لتحويل الصور في الأفلام والسينما والفيديو من أبيض وأسود إلى الألوان. وقال: كنت احصل دائما على السعر الذي أريده وتوالت الأرباح بصورة هائلة لم أخطط لها ولم أفكر في مضاعفتها بل كل ما يعنيني نجاح الاختراع وتطويره. وحول معادلة النجاح التي توصل لها قال إنه لم يعرف التراجع أمام العقبات ولم يتردد أمام الخوف من الفشل حتى لو لم يجد الضمانات. حكاية مارلين مونرو ويقول فواد سعيد: من يجد لديه فكرة لعمل أي شيء فليعمله في أي مكان وليس شرطا أن ينجح الإنسان في الخارج، وإذا كانت الإمكانيات والتقنيات متوفرة في أميركا مثلا فهناك ملايين التحديات واجهتني منها أنني مصري وعربي ومسلم وأسمر البشرة، والمهم أن يظل الإنسان متحمسا لفكرته ويسعى لتحقيقها، وأنا مؤمن بالمثل الصيني الذي يقول “أكبر عدو لك نفسك” مما يعني أن كل إنسان بداخله شخص طموح وشخص آخر يحاول أن يثنيه عن طموحه. وحول حصوله على الأوسكار يقول: كنت منغمسا في عملي وفجأة وجدتهم يقولون لي لقد حصلت على الأوسكار بسبب اختراع “السيني موبيل” الذي أسهم في خفض تكلفة الأفلام الى الثلث تقريبا ووفر الوقت للممثلين والمنتجين. وعن ذكرياته عن ساحرة السينما مارلين مونرو يقول: لقد صورتها كثيرا وعندما اقتربت منها كانت مفاجأة، فقد وجدتها فتاة ريفية لكنها منظمة ودقيقة بطريقة غير معتادة، فقد كانت تقيم بمنزل يطل على البحر وتستيقظ في الخامسة صباحا وتجري لمدة ساعة ثم تبدأ تدريبات رياضية ثم تتابع مع مصممي الأزياء والمكياج ما تريده في مواعيد محددة وثابتة، ولاحظت أن مواعيدها دقيقة وهو أمر غير مألوف لدى نجوم السينما. وربما لم تكن مارلين أجمل فتاة وقد يكون هناك أجمل منها مئات المرات وبحكم خبرتي وعملي شاهدت العديد من النجمات الجميلات ولكنها كانت مميزة في تعاملها مع الجميع.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©