السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترحيب مشروط بالرجل «البيتوتي» في مملكة الزوجة

ترحيب مشروط بالرجل «البيتوتي» في مملكة الزوجة
12 سبتمبر 2013 21:21
تشكو سيدات كون أزواجهن يقضون معظم أوقاتهم خارج البيت، في حين تبدي أخريات تذمرا من تواجد الزوج الدائم في المنزل. وإذا كان تعريف "الرجل البيتوتي" بأنه الرجل الذي يحرص على البقاء في المنزل خلال الإجازات والعودة إليه مباشرة بعد انتهاء دوام العمل، فإن الكثير من النساء يرفضن هذا التعريف ويطلقن عليه الرجل "النكدي"، الذي يتدخل في كل كبيرة وصغيرة. وثمة أخريات يعتبرن هذا النوع من الرجال نعمة، لكونهم يتواجدون باستمرار داخل البيت ومع الأبناء. أما الفئة الغالبة فتفضل بقاءه في البيت، لكن باعتدال إذ تحبذ خروجه أحيانا للاحتفاظ ببعض الخصوصية. قبول بقاء الرجل لفترات طويلة في البيت من عدمه مسألة نسبية تتوقف على أن يؤدي دورا مفيدا مع عائلته ويكون بشوشا ومسالما، يتحدث مع أبنائه ويحتضنهم ويقربهم منه. والأمر يتطلب منه أن يساعد في شؤون البيت وبالتالي يكون تواجده نعمة، بحيث يوجد حالة من البهجة والسعادة. والمشهد المرفوض أن يكون تواجد الرجل في البيت سلبيا، فبعض الرجال يحتج على بكاء الأطفال، ويمنعونهم من اللعب والحديث بصوت مرتفع. وعلى هذه الحال يتحول بقاء الرجل في البيت إلى الجلوس لساعات طويلة أمام التلفزيون مع سيل من الطلبات التي لا تنتهي. وهذا الأمر مرفوض من غالبية النساء. أبعد عن الشر تقول حنان حسن إنها من مؤيدي فكرة الرجل الذي يحب البيت والذي يقضي فيه معظم أوقاته، مؤكدة أنها تضمن بذلك بعده عن الشر على حد قولها، لافتة إلى أن خروج الزوج للجلوس في المقاهي يفتح الأبواب أمام علاقات جديدة قد لا تتوافق مع سير الأسرة. وتتابع قولها من مبدأ بعد عن الشر “أفضل أن يكون زوجي أمام عيني، ومن جهة ثانية فإن تواجده في البيت يقربه من أولاده. وهذا لا يعني أنني أرغمه على البقاء داخل البيت، لكن بقاءه في البيت أغلق باب الشك”. وتوافقها الرأي سهاد محمد، وتقول إن تواجد زوجها في البيت يشعرها بالأمان، لكن بشرط ألا يتدخل في كل كبيرة وصغيرة، مؤكدة أن ذلك يشكل لها نوعا من الإزعاج، لافتة إلى أن زوجها يفضل مشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية، ولا يتأخر عن مساعدة أطفاله في إنجاز الواجبات المدرسية. وتضيف “وجود زوجي في البيت يعني الأمان، لكن ليس لكل الوقت كي لا يتحول إلى الوجه السلبي وخصوصا عندما أرغب في الخروج لقضاء بعض الحاجيات، بحيث يبدي تذمرا. وبمجرد أن تمر ساعة على خروجي تبدأ الاتصالات الهاتفية. ويتساءل عن وقت رجوعي، ما يجعلني أتنازل في غالب الأحيان عن التسوق واقتناء ما أرغب به بحرية”. وتذكر أنها في مثل هذه الظروف تطلب منه مرافقتها، وتتضايق من مراقبته لها وهي تتسوق خصوصا أنه دائم الاستعجال، ويرفض التوقف كثيرا عند المحال لكونه يكره التسوق ودفع المال”. نعمة أحيانا من جهة أخرى، تفضل بعض النساء الرجل غير البيتوتي الذي يتبع برنامجا معينا بعد الدوام، بحيث ينام قليلا ثم ينسحب ليقضي وقته مع أصحابه على المقاهي أو لممارسة الرياضة. وتقول زينة محمد إن الزوج يراقب تصرفات الزوجة عندما يطول تواجده في البيت مما يتسبب بوقوع المشاكل. وبينها تلك التي تنشب بين الخادمة وربة البيت، من خلال تدخله المفرط في نظافة البيت وترتيبه وإبداء ملاحظات متكررة عن سير شؤون المنزل. وذلك أكثر ما يكون مع الرجال أصحاب الطباع الحادة أو “النقاقين”. وإذا كانت فئة من النساء تعتبر تواجد الرجل في البيت نعمة، فإن البعض الآخر ينظر إلى مكوثه في البيت بشكل مستمر على أنه من السلبيات. وتقول راضية حسن إن البيت مملكة المرأة وهي من تديره وتشرف عليه، لذا فإن التواجد الدائم للزوج في البيت يعيق حركتها، ويجعلها وكأنها تحت المراقبة. وترى أنه في حال وقع أي حادث داخل البيت فإن الزوجة تصلحه من دون تدخل الزوج، وهي قادرة على إنهاء الموضوع قبل عودته من الدوام. أما إذا وقع الحادث أمام عينيه فإنه لا ينسى الأمر ويمعن في تضخيمه. وتوضح أنها تفضل تلك المساحة من الحرية في البيت عندما ترغب في التحدث مع أهلها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وعبر سكايب، وهذا لا يتم بهدوء إذا كان زوجها في البيت لأنه سيحشر أنفه في التفاصيل ويشارك في المحادثة. الأمر الذي يضايقها ولاسيما عندما تكون مواضيع النقاش خاصة وعائلية. خير الأمور من جانبها، ترفض سامية خليفة تواجد الزوج الدائم في البيت، موضحة أنها تثق فيه وتعرف مكان تواجده ومع من يكون أثناء خروجه. لذا فهي لا تمانع بأن يغادر البيت من وقت لآخر ويخرج ليمارس الرياضة أو يجلس مع أصدقائه المقربين. وتشير إلى أنها أحيانا ترغب في الحديث عبر الهاتف مع والدتها من دون مراقبة، كما تحب أن تتكلم مع صديقاتها وقضاء بعض الأشغال الخاصة بها لوحدها ومن دون أي تدخل منه، موضحة أن الوسطية والاعتدال مطلوبة في الموضوع، بحيث لا يقضي الزوج كل وقت فراغه في البيت ولا خارجه. وتشكو سعاد الشامي كونها لا تشعر بوجود زوجها إلى جانبها في كل الأحداث التي مرت وتمر بها. وتقول إن زوجها لم يحضر ولادة أبنائها، حيث كانت توقع بنفسها على أوراق الموافقة لدخول غرفة العمليات حين تتعسر ولادتها الطبيعية لتنقلب إلى قيصرية. وتؤكد أنها لم تشعر يوما أنه يتقاسم معها فرحة حمل طفلهما لحظة خروجه للدنيا. وهي كانت ولا تزال تشعر بوحدة تقسم ظهرها وبدأت تتحول إلى كآبة دائمة. وتذكر أن زوجها كثير الأسفار، فيما أصبح لأبنائها اهتمامات مختلفة واستقلالية في الرأي ما يزيد إحساسها بالوحدة، وباتت تطالب زوجها بالتراجع عن عاداته ومكوثه إلى جانبها وقت فراغه وعند تواجده في البلاد بدلا من قضاء الوقت الطويل مع أصدقائه. ديمومة الأسرة تقول ظلال الجابري، باحثة اجتماعية، وصاحبة كتاب “خواطر في المشاكل الزوجية” إن “الرجل البيتوتي” له إيجابيات كما له سلبيات. وتذكر أن الظروف الحياتية والأسرية تتطلب استمرارية الأسرة وديمومة العلاقة، لذا فإن الرجل البيتوتي أفضل بكثير من الرجل الذي يقضي وقته خارج البيت بشكل مستمر، بحيث يرتبط بأولاده، ويعرف عنهم كل تفاصيل يومهم. وتشرح أن تواجد الرجل في البيت يسمح له بفتح نقاشات مع أسرته والتوصل إلى طريقة تفكير كل أفرادها في خطوة جيدة لإصلاح المعوج منها بكل سلاسة. وتشير الجابري إلى أن بعض النساء يفضلن الزوج الذي يقضي بعضا من وقته خارج البيت لتفادي مسألة مراقبته لتصرفاتهن ما يتسبب بخنق حريتهن. إضافة إلى أن بعض الرجال يتدخلون في شؤون البيت، ويمنعون زوجاتهم من تبادل الزيارات مع الصديقات أو استضافتهن. وهذا ما يتخذ سلبا على “الرجل البيتوتي”، الذي يتسبب عن قصد أو من غير قصد بجعل زوجته تنقطع عن حياتها الاجتماعية لتهتم به وحده. وتقول الجابري إن الحياة تدور وتتلاشى الصداقات وتتغير الأماكن وتظل العلاقة الزوجية، فمن المفروض ألا تنهي الزوجات علاقاتهن بأزواجهن بسبب مكوثهم في البيت وتدخلهم في كل كبيرة وصغيرة. بل تتعامل مع الأمر على أنه مسألة إيجابية. وتشير إلى أن عددا من السيدات ممن يطلبن الاستشارات، يشكين من بقاء أزواجهن في البيت ما يعرقل حياتهن الاجتماعية. وهن تحت ضغط وتدخل بعض صديقاتهن قد يصلن إلى مرحلة يطلبن فيها الطلاق. وهذا برأيها أمر غير مرغوب فيه أبدا. الزوجة تقرر يوافق محمود الشايب، متخصص فني بوزارة الشؤون الاجتماعية، الجابري فيما يخص بأن المرأة لها القدرة على التكيف مع وضع زوجها وطباعه وتحويلها إلى إيجابيات بدلا من اعتبارها سلبيات. ويقول إن الرجل بطبعه غير بيتوتي ويحب الخروج وملاقاة الناس والحديث معهم وتكوين صداقات جديدة. أما السيدات فهن يرغبن في الجلوس في البيت أطول مدة ممكنة وحتى إذا كانت السيدة تخرج للتسوق مرتين أو 3 مرات في الأسبوع، فإنها لا تعتبر غير بيتوتية. ويذكر أن الاعتدال في الأمرين مهم جدا، فإذا كان الزوج يحب الجلوس في البيت في العطل أو نهاية دوامه، فهنالك ضرورة بتجديد العلاقات وممارسة الرياضة والقيام بالأنشطة خارج البيت. ويوضح الشايب أن رغبات السيدات تختلف من سيدة لأخرى، وتشخيص هذه الحالات يرتبط برغبة السيدة نفسها، فقد ننصح الزوج بالخروج من المنزل لفترة قصيرة وترفض الزوجة هذه النصيحة، بحيث ترغب في وجوده إلى جانبها، وهنالك من النساء فئة تحب أن تتمتع بحريتها في غياب زوجها. ويؤكد الشايب أن “الرجل البيتوتي” عموما أفضل بكثير من الزوج الذي يترك زوجته وأولاده ولا يراعي احتياجاتهم ويغيب مدة طويلة عن البيت. وينصح الشايب بضرورة الخروج من البيت باعتدال لتحقيق نوع من التغيير على مستوى الأفكار وتجديد العلاقات. نصيحة خبير تنصح ظلال الجابري، باحثة اجتماعية السيدات بضرورة التريث في إصدار الأحكام على أزواجهم، وعدم الاستعجال في ردود الأفعال، موضحة أن المرأة قادرة على التكيف مع وضع زوجها الذي يمكث في البيت مدة طويلة وتحويله إلى أمر إيجابي، مؤكدة أن الزوج في البيت أرحم بكثير من تواجده خارجه وقضاء الوقت الطويل مع الأصدقاء أو حتى السفر الدائم. وتركز على سفر الأزواج الدائم بوصفه من أكبر المشاكل حيث تتحمل الأمهات مسؤولية البيت كاملة. وتضيف أنه يجب على الزوجة ألا تفكر في أن الحياة الزوجية يجب أن تكون مثالية، فإذا توافرت في الزوج 50% من العادات الحسنة، على الزوجة أن تصبر على الباقي وتتكيف مع الوضع وترفع من أدائه وفق رغبتها وما تنتظره منه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©