الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بدرية الشامسي: التطور لا يجب أن ينسينا التراث

بدرية الشامسي: التطور لا يجب أن ينسينا التراث
10 سبتمبر 2015 20:40
هناء الحمادي (أبوظبي) عشقت الماضي والتراث، فتوغلت في أسراره وخباياه لتكون العزيمة والإصرار عنوانها، والمثابرة والجد والعمل هدفها، فحصلت مؤخراً على شهادة الدكتوراه في علوم التراث كأول إماراتية تتخصص في هذا المجال في رسالتها التي قدمتها لجامعة تونس، حول عادات الزواج والتقاليد الإماراتية في الفترة ما بين منتصف القرن الماضي حتى قيام اتحاد دولة الإمارات عام 1971. الدكتورة بدرية محمد الشامسي تعمل موظفة في منطقة رأس الخيمة التعليمية، وعشقت التراث وأخلصت له، حيث شاركت بالكثير من الدورات التراثية والندوات العلمية للتراث، إضافة إلى تخصصها العلمي في هذا المجال. وتقديراً لجهودها وإسهاماتها حصلت خلال مسيرتها على جوائز عدة، منها: جائزة راشد للتفوق، وجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز «فئة المعلم المتميز»، وجائزة الشيخ خالد للإبداع والتميز. بحر واسع وهدفت رسالتها العلمية إلى التعرف إلى عادات الزواج وتقاليده في مجتمع الإمارات، موضحة أن علوم التراث بحر واسع، استطاعت أن تغوص بأهم جزئية فيه، مشيرة إلى أنها بدأت تخصصها بدراسة علوم التراث حين انتهت من دبلوم التراث الذي قدمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع جامعة زايد، لعدد من محبي التراث والمهتمين من المواطنين، إلا أنها استمرت في دراستها حتى حصلت على الدكتوراه، كأول إماراتية تحصل على تلك الشهادة في تخصص التراث «المعنوي». وأوضحت الدكتورة بدرية الشامسي أنها اختارت أن تتخصص بدراسة العادات والتقاليد الشعبية المرتبطة بالزواج، إذ إن العادات والتقاليد تقدم صورة متكاملة عن حياة أي مجتمع، وهي التي تضع في يد الإنسان السلاح الذي يواجه به أسرار الوجود ومشكلات الحياة. وأشارت في رسالتها إلى أبرز الفروق في عادات وتقاليد الزواج بين بيئات المناطق «الجبلية والساحلية والصحراوية» في الماضي، وأهم المتشابهات، وأوصت بالعودة لعادات الزواج وتقاليده الماضية التي كانت تحث على الترابط والتكافل الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع، مما يساعد على التقليل من تكاليف الزواج الباهظة التي يتحملها الزوج وأهله. تغير العادات ولفتت إلى أن عادات وتقاليد الزواج في الإمارات، بعضها تغير، ومنها ما ظل ثابتاً مع تطور الزمن مثل المراحل الأساسية للخطبة، ودفع المهر، ووضع العروس للحناء في البيت، ولا تزال الكثير من الأسر تحرص على عدم إطالة المدة بين عقد القران ويوم الزفاف، وحناء العروس والمعرس في بعض المناطق، ووجود الخاطبة أو الوسيط وجهاز العروس، وغيرها الكثير من العادات الأخرى، بينما عادات وتقاليد الزواج التي اندثرت مع التطور هي اختفاء العروس عن الأنظار بمجرد أن تخطب، وضرورة زواج الأخت الكبرى قبل الصغرى، والصباحة أو الهدية التي لا بد أن تُقدم للعروس من العريس صباح يوم العرس، وأم العروس لا تتزين يوم عرس ابنتها. مجال نادر وتؤكد الدكتورة بدرية الشامسي، أن التخصص العلمي في مجال التراث نادر، مشيرة إلى أننا بحاجة إلى باحثين وباحثات ومتخصصين في هذا المجال لحفظ تراث الإمارات وتوثيقه، وتقول للفتاة الإماراتية: «اعتزي وافتخري بتراثك ولا تهمليه بحجة الموضة والتطور، فالتراث قابل للتغير والتطوير ومواكبة الزمن، فكوني قدوة لمن سيأتي بعدك من الأجيال، كما كانت أمهاتنا وجداتنا». كادر أهداف وطموحات تسعى الدكتورة بدرية الشامسي حالياً لنقل التراث للأجيال الجديدة من خلال المحاضرات والدروس في الجامعة، وتطمح لأن يدرس علم التراث كتخصص في الجامعات والمناهج المدرسية، وأن تستحدث وزارة خاصة بالتراث في الإمارات تجمع تحت مظلتها كل المراكز والدوائر المهتمة بالتراث، وأيضاً أن يكون في كل بيت من يهتم بالتراث ويجمعه ممن حوله من الجدات والأمهات والآباء والأجداد، ويكون في كل مدرسة وبيت باحث يبحث عن تراثه ويوثقه، ويعتز به ويطبقه في لهجته وملبسه وعاداته وتقاليده أسلوب حياته ويورثه لمن يأتي بعده.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©