الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

السرعات العالية وغياب ثقافة العبور السليم وراء تزايد حوادث الدهس في الشارقة

السرعات العالية وغياب ثقافة العبور السليم وراء تزايد حوادث الدهس في الشارقة
10 ديسمبر 2010 23:01
تكررت حوادث الدهس في الشارقة خلال الفترة الماضية، وسط تبادل الاتهامات بين من يلقي باللائمة على السائقين وسيرهم بسرعات عالية، ومن يرى أن السبب يعود إلى تلاشي ثقافة عبور المشاة من الأماكن المخصصة. وأضحت بعض المناطق “نقاط موت” معروفة لدى الجهات المعنية بتخطيط الحوادث كونها تشهد أكبر نسبة من تلك الحوادث مثل المناطق الصناعية وشوارع الوحدة والاتحاد والملك فيصل وطريق الذيد. ولقي نحو 150 شخصاً حتفهم في حوادث مرورية في الشارقة العام الماضي، بينهم 45 حالة وفاة دهس، فضلاً عن عدد من الإصابات البالغة التي تخلف وراءها معاقين. وقال سليم صادق النمر، يعمل في قطاع المقاولات ويقطن في منطقة الممزر بالشارقة، إنه يضطر يومياً لعبور شارع الاتحاد، الرابط بين دبي والشارقة، متجهاً إلى منطقة النهدة لشراء حاجياته الأساسية، وذلك لقلة وجود المحال بالمنطقة التي يقطن بها. وأضاف أن الشارع الذي يعبره ذا ثمانية مسارات والسرعة المقررة به 100 كيلومتر في الساعة، وأن سائقي السيارات يقومون بتجاوزها ما يعرض العابرين لخطر قد يؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان. وبيّن أن شارع الاتحاد، وتحديداً المنطقة المقابلة لمركزي “صحارى سنتر” و”السفير” يشهد حوادث دهس متكررة ويكاد لا يمر شهر دون وقوع حالة وفاة أو إصابة بالغة لعدم وجود جسر علوي أو مكان مخصص للعبور يستخدمه المشاة. وأكدت سامية محمد عبدالرحمن ربه منزل، تسكن في منطقة الخان بالشارقة، أن شارع الملك فيصل بالإمارة أصبح أيضاً من الأماكن الخطرة في العبور ويشهد العديد من حوادث الدهس بصورة متكررة. جسور للمشاة من جهته، جدد حميد المنصوري، مدير عام مركز أنصار مول التجاري في منطقة النهدة بالشارقة، مطالبته بضرورة إنشاء جسر للمشاة يربط منطقتي النهدة والممزر، نظراً لتكرار حوادث الدهس فيها الفترة الماضية، وبسبب زيادة أعداد الأهالي الذين يحاولون عبور فتحة صغيرة، أمام المركز، محفوفة بمخاطر الدهس بل والموت أحياناً من قبل سائقي المركبات. وقال: “لا يمر أسبوع إلا وتأتي فيه سيارات الشرطة والإسعاف للشارع للتعامل مع حوادث ناجمة عن عبور المشاة من تلك الفتحة، كما وأنني فقدت في السابق واحداً من أفضل مهندسي الحاسوب في المركز الذي راح ضحية حادث دهس أثناء عبوره الشارع قادماً من منطقة الممزر ليبدأ دوامه بالمركز”. وتابع: “إننا على استعداد أن نتحمل جزءاً من كلفة الجسر إذا ما قامت البلدية أو دائرة التخطيط والمساحة بإنشائه. أخطاء مشتركة وكشفت شرطة الشارقة أن غالبية الوفيات في الحوادث المرورية تكون بسبب الدهس، وأن هناك أخطاء مشتركة يتحملها السائقون مثل السرعة الزائدة وعدم احترام خطوط عبور المشاة، وعدم الانتباه والتركيز أثناء القيادة وعدم الالتزام بخط السير، والقيادة بطيش وتهور. وأضافت أن هناك أخطاء يتحملها مستخدمو الطريق مثل العبور من مكان غير مخصص للعبور، وعدم التأكد من خلو الطريق أثناء العبور، وعدم الانتباه من قبل أولياء الأمور والاهتمام بأطفالهم أثناء العبور، وضعف الوعي المروري لدى بعض مستخدمي الطريق من الجاليات الأجنبية، وأخيراً عدم توفر المساعدة لكبار السن أو الأطفال أو بعض ذوي الإعاقات عند محاولتهم عبور الطريق إلى جانب عدم توفر التوجيه والإشراف في بعض الحافلات التي تقل طلاب المدارس أثناء نزولهم أو صعودهم إلى الحافلات. لجان مشتركة بدوره، أكد المقدم أحمد بن درويش رئيس قسم الدوريات والأنجاد في شرطة الشارقة أن النتائج المأساوية المترتبة على هذه الحوادث لا تتوقف فقط عند ضياع هذه الأعداد من الضحايا والأشخاص المفقودين، بل تتجاوز ذلك إلى الأضرار الاجتماعية، والتي تصل إلى عشرات الأسر التي فقدت عائلها في هذه الحوادث، والصغار الذين فقدوا أولياء أمورهم والشباب الذين أهدرت أرواحهم في هذه الحوادث، إضافة إلى ما تتكبده الدولة من خسائر مادية وإنفاق على علاج المصابين ومعالجة للآثار الاجتماعية المترتبة على هذه الأوضاع وانعكاسات لهذه النتائج المؤسفة على أوجه الحياة بأكملها. وذكر أن الشرطة تقوم باستمرار بعقد اجتماعات مع المعنيين في البلدية والأشغال من خلال لجنة مشتركة للوقوف على الأماكن التي تتكرر فيها الحوادث المرورية بصورة مستمرة وأن إدارة المرور والأنجاد بشرطة الشارقة دائماً ما تقدم تقريرها حول أهمية وضع مطبات صناعية أو تخصيص أماكن للمشاة على تلك النقاط الحيوية. وأوضح أن المعنيين يقومون بتعديلات مستمرة في الطرق إضافة إلى تغيير مسارات في الشوارع التي تكثر فيها الحوادث، وأن نتائجها إيجابية في كثير من الأحيان وتقل الحوادث في بعض المناطق التي كانت تشهد حوادث متكررة في الفرات الماضية. وقال إنه من اللافت للنظر أن غالبية وفيات حوادث الدهس من جنسيات آسيوية، مؤكداً أن هذه الفئة تحتاج إلى توعية مستمرة بقواعد المرور.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©