روعة يونس:
لا شك أن المرء يحتاج إلى عينين ليقرأ ما يحدث في العالم من حروب ومجازر وانتهاكات وقتل وتشريد، تحت مسميات عديدة، تختلف في أسبابها، لكنها تتفق على إسالة الدماء· لكنه يحتاج كذلك إلى ضمير وصوت يستصرخان العالم الذي بات يوماً إثر يوم، وحرباً إثر حرب يفقد إنسانيته، ويتنازل عن حاجــة البشرية للسلام والأمن· فلا تستوقفه معاناة الكهول وتشريدهم، ولا قهرالأرامل وإذلالهن، ولا يتم الصغار أو قتلهم، ولا الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان التي تجرها عليه ويلات الحروب وظلم الاحتلال·
كل تلك المعاناة والكوارث التي تخلفها القسوة البشرية وظلم الأقوياء ضد الضعفاء، وتسيطر أخبارها على الصحف والمجلات التي تبدو كما لو أنها استبدلت لون حبرها بالدم، أقلقت إنسانية محمد علي، الشاب الهندي المقيم في الإمارات، وارتعد لها خافقه، فرصد كل مشاهدها الدموية المتتالية للقتل والدمار الذي يتكرر يومياً في أنحاء فلسطين والعراق وأماكن أخرى من العالم، وتنقلها الصحف والمطبوعات المحلية في الإمارات، وقص صورها الصارخة بالألم، وثابر على جمعها من الصحف يومياً، وألصقها على ألواح يجوب بها المعارض التي تقام على أرض الدولة·
جعل محمد علي من تلك القصاصات والصور أرشيفاً متنقلاً شاهداً على بشاعة فقدان الآدمية، وصمت العالم إزاء ذلك ، وشارك بها في عدة معارض من بينها معرض بحديقة الهيلي بالعين، ومعرض ''لأجلك يا لبنان'' بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر في الدولة، وآخرها في معرض ''صور السلام العالمي'' الذي أقيم مؤخراً في أبوظبي آملاً أن تكون الصور الصامتة، صراخاً غاضباً رافضاً للحرب وباحثاً عن السلام·
عدد اليوم
