محمود الحضري (دبي) - تعتزم «دبي ورلد سنترال» تنفيذ المرحلة الرئيسة الأولى في مطار آل مكتوم بتكلفة 100 مليار درهم، وبطاقة تزيد على 130 مليون مسافر، وتعكف حالياً على إعداد التصاميم الخاصة بهذه المرحلة، تمهيداً للبدء بتنفيذها وفقاً لتعليمات حكومة دبي، بحسب المهندس خليفة الزفين، الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مدينة دبي للطيران». وأفاد الزفين بأن هذا المرحلة تأتي ضمن أربع مراحل رئيسة، تمتد إلى عام 2050، والتي تستهدف الوصول بطاقة مطار آل مكتوم إلى 200 مليون مسافر، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى ستنجز بحلول 2020، وستشمل مباني خدمات المسافرين ومدارج، والعديد من الخدمات الأخرى.
وأوضح في تصريحات صحفية خلال أعمال مؤتمر «وجهة دبي 2020» أمس أن جدول تنفيذ المرحلة الأولى يتوقف على توجيهات القيادة السياسية، و«دبي ورلد سنترال» جاهزة للبدء في التنفيذ فور صدور التعليمات العليا، مبيناً أن مشروع المطار بالكامل سيشتمل على أربعة مبانٍ متواصلة لخدمة المسافرين.
ولفت إلى أنه وبحلول عام 2025 ستعمل «طيران الإمارات» من مطار آل مكتوم، مع وصول طاقته إلى أكثر من 135 مليون مسافر، متوقعاً أنه مع انطلاق فعاليات «إكسبو» سيكون قد تم إنجاز معظم أعمال المرحلة الرئيسة الأولى لمطار آل مكتوم.
وناقش المؤتمر في يومه الأول أمس الخطوات الأولى لمؤسسات ودوائر دبي الحكومية، وشركات القطاع الخاص للاستعداد لتنظيم «إكسبو 2020»، حيث أكد المشاركون أن دبي، وما تمتلكه من مقومات في البنى التحتية والخدمات اللوجستية والطرق والمطارات، ستقوم بتنظيم معرض يمثل علامة فارقة في معارض «إكسبو» حول العالم.
وأوضحوا أن السنوات الست المقبلة كفيلة باستكمال احتياجات المعرض كافة، بما في ذلك مضاعفة حجم الطاقة الفندقية القائمة في دبي، إلى جانب العديد من مشروعات الطرق والمباني، وشبكات الموصلات، بخلاف توسعات مطاري دبي وآل مكتوم.
وتوقع الحضور، في المؤتمر الذي نظمته «ميد» للأبحاث، تسارعاً كبيراً مع بداية العام المقبل 2015 في جداول تنفيذ المشروعات، تزامناً مع استعداد دبي لاستضافة معرض «إكسبو 2020» العالمي، والرامية إلى تطوير المنشآت كافة اللازمة لاستضافته. واتفق الجميع على أن تنظيم المعرض سيوفر أكثر من 300 ألف فرصة عمل، وسيستقطب أكثر من 84 مليار درهم من الاستثمارات من القطاعين الحكومي والخاص، منها استثمارات حكومية في مجال البنى التحتية، والتي تصل إلى 32,8 مليار درهم.
وبين خليفة الزفين أنه، واعتبارا من مايو المقبل، ستنتقل الخدمات التشغيلية كافة للطيران الخاص من مطار دبي إلى مطار آل مكتوم، فيما عدا أعمال الصيانة، كما أن جزءاً من أعمال «فلاى دبي» التشغيلية ستنتقل إلى مطار آل مكتوم خلال العام الحالي والعام المقبل 2015.
وأوضح الزفين أن مطار آل مكتوم يمثل ما بين 55%- 65% من مجمل مساحة «دبي ورلد سنترال»، والذي يضم ثماني مشروعات تتكامل مع بعضها بعضاً، مشيراً إلى أن مركز دبي التجاري العالمي، سيكون الجهة المسؤولة عن مشروع موقع معرض «إكسبو 2020»، بينما ستدار «المدينة الإنسانية» من جانبها.
ولفت إلى أن تمويل توسعات مطار آل مكتوم والمشروعات الأخرى مسؤول عنها حكومة دبي ودائرة المالية.
وأشار إلى أن قطاع الشحن لن يواجه أي مشكلات في مطار آل مكتوم، حيث ستفتتح «طيران الإمارات» مركز عمليات للشحن بطاقة 700 ألف طن، بخلاف مشروعات أخرى، والخدمات المتاحة في مطار دبي الدولي، منوهاً إلى إرساء العطاء الخاص بتطوير مدرجي مطار دبي، والمقرر أن يبدأ منتصف العام الجاري.
ولفت إلى وجود تواصل مع المؤسسات كافة التي تنفذ مشروعات في دبي ورلد سنترال، في إطار من تعزيز تكامل الخدمات، لتخرج في صورتها النهائية، بما يعزز من الاستعدادات لإكسبو، ولاستراتيجية جديدة لدبي حتى عام 2050.
وأشار إلى العمل على تصاميم مشروع جديد للطيران الخاص في مطار آل مكتوم، والذي سيخدم جميع شركات الطيران الخاص، مبيناً أن الشركات ستعمل من قسم خاص لها في مبنى المسافرين الحالي في المطار، والذي يستوعب الرحلات كافة، والتي ستبدأ بالكامل من مايو المقبل. وأوضح الزفين أنه، وضمن ملف الاستعداد لإكسبو 2020، سيتم تنفيذ مشروع مترو يمتد إلى موقع «إكسبو»، وهو البديل الأنسب، ويكاد يكون الأهم، والرئيس، وبالتالي سيخدم مطار آل مكتوم بشكل دائم، مشيراً إلى أن لجنة البنية التحتية للمعرض تضم في عضويتها مختلف المؤسسات، بهدف التنسيق على أعلى مستوى في مختلف المشروعات والخدمات.
ومن جانبه أفاد راشد بوقراعة الرئيس التشغيلي لـ«مؤسسة مدينة دبي للطيران» بأن عدد الشركات العاملة في «دبي ورلد سنترال» وصلت إلى 500 شركة، في مختلف المجالات، موضحاً أنه، ومع إعلان فوز الإمارات باستضافة دبي لمعرض «إكسبو 2020»، لمسنا طلبا كبيرا من الشركات العالمية للعمل في «دبي ورلد سنترال». وبين وجود مشروعات أخرى مكملة لمطار آل مكتوم، منها مدينة الجولف، والتي تم الإعلان عن تنفيذها بشراكة مع شركة «إعمار»، لافتاً إلى أنه سيتم البدء فيه خلال الربع الثاني من العام الجاري 2014، وستتم بتمويل مشترك بنسبة 50% لكل من «دبي ورلد سنترال»، و«إعمار». وكشف بقراعه عن مفاوضات متقدمة مع شركاء لتشييد ثلاثة فنادق عالمية ضمن مدينة الجولف، كما ستتم مشروعات أخرى ضمن «دبي ورلد سنترال»، بما في ذلك توسعات في المدينة اللوجسيتة، والمدينة السكنية، بخلاف مدينة الطيران، وكلها تصب في الاستعدادات للمعرض العالمي، بخلاف مشروعات أكاديمية الطيران التي تشييدها «طيران الامارات»، ومشروعات أخرى للقطاع الخاص.
من جانبه قال هلال سعيد المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي: إن تغطية تكاليف التطوير والتكاليف التشغيلية، إلى حين موعد اختتام معرض «إكسبو»، تصل إلى 32,3 مليار درهم، موضحاً أن الحكومة ستضخّ مبلغاً كبيراً من أجل هذا الغرض، وأن القطاع الخاص أيضاً يستطيع المساهمة في الاستعداد للمعرض، إلى جانب المساهمة خلال أشهر الحدث.
وأكد أنّ الاستثمارات الأجنبية المباشرة لها فرصة كبيرة للاستفادة من المعرض.
وأوضح أن الاستعداد لمعرض «إكسبو» يتضمّن قسمين أساسيين، بناء الموقع الذي سيقام فيه المعرض، وتطوير المدينة، مشيراً إلى أن عدد الفنادق والغرف الفندقية سيتضاعف حتى العام 2020، بما يلبي الطلب المتوقع من السياح وزوار دبي، مع التركيز على الفنادق الاقتصادية وفئتي 3 و4 نجوم.
وقال المري: «يتطلّب الموقع الذي يقام فيه المعرض بنية تحتية وأبنية كثيرة، وإنّ فريق العمل يضع حالياً التصاميم، لذلك التي ستكون مرتكزة على المشاريع، ولكنّ الجانب الآخر من التطوير هو قيام المشاريع في دبي لكي تكون مؤهلة لاستضافة الحدث». وشدّد على أنّ مضاعفة عدد الغرف الفندقية جزء من إعداد دبي لإمكانية استقبال 25 مليون زائر سيحضرون المعرض، منوها إلى أنّ 70%، من زوار المعرض سيكونون من خارج الإمارات، ولتحقيق هذه الغاية، سيتم بناء فنادق ثلاث وأربع نجوم بنوعية جيدة«. ولفت إلى أن اللجنة العليا التي تم تشكيلها ستركز على التنسيق في الأنشطة والأعمال بين الهيئات الحكومية، حرصاً على تماشي المشاريع مع الفترات الزمنية المحددة لها، تفادياً لأي تأخير.
عدد اليوم
