في هذا الوقت من العام الماضي، كان جونج سونج-ريونج مجهولاً تقريباً خارج حدود كوريا الجنوبية، لكن بعد 12 شهراً، ها هو حارس مرمى سيونجنام إيلهوا تشونما، يتحضر للمشاركة في كأس العالم للمرة الثانية، في غضون ستة أشهر، وهو فرض نفسه بفضل تألقه مع ناديه، ومنتخب بلاده كأحد النجوم الصاعدين بقوة في مركزه.
كان صعود الحارس “25 عاماً صاروخياً، علماً بأنه كان قبل كأس العالم 2010 مكتفياً بلعب دور البديل في منتخب بلاده، كان جونج في مواجهة أسطورة متمثلة بحارس محاربي التايجوك لي وون-جاي الذي لا يزال يمثل صورة البطل في بلاده بفضل تألقه في صد ركلات الترجيح خلال الحملة التاريخية لكوريا الجنوبية في نهائيات 2002، لكن رغم ذلك، قرر المدرب هوه جونج- مو المراهنة على الحارس الشاب في جنوب أفريقيا 2010 بعدما رأى مؤشرات كافية على براعته، مثيراً جدلاً في البلاد حول الخيار الذي اتخذه.
كان اختيار جونج كحارس رقم واحد في جنوب أفريقيا 2010 رهاناً كبيراً، لكن الأخير لم يخيب ظنه، وقدم سلسلة من المباريات المميزة ليسهم بشكل أساسي في المشوار التاريخي لمنتخب بلاده في هذه النهائيات.
وأعلن جونج عن نفسه إلى العالم بأجمعه، ولم تكن مغامرته الأفريقية سوى بداية صعوده السريع نحو النجومية، وهو الأمر الذي تأكد الشهر الماضي عندما توّج فريقه سيونجنام بلقب دوري أبطال آسيا.
والآن، متمتعاً بثقة الإنجازات المميزة التي حققها، يسعى جونج إلى إنهاء عامه المثالي بأسلوب مميز ومناسب، من خلال التألق في كأس العالم للأندية.
وعلق على هذه المسألة في حديث لموقع “الفيفا” قائلاً: “كانت سنة رائعة بالنسبة لي وللكرة الكورية أيضاً، أظهرنا مستوى رائعاً مع المنتخب الوطني وسيونجنام، وهذه البطولة تمنحنا الفرصة لكي نثبت مجدداً أننا دولة كبيرة في كرة القدم العالمية، لكنني أرى أنها ليست نهاية سنة رائعة وفترة رائعة في مسيرتي الخاصة وحسب، بل أنها بداية جديدة بالنسبة لي شخصياً، لفريقي والكرة الكورية، يجب أن نتطلع دائماً نحو المستقبل”.
إن التردد في التغني بأمجاد الماضي كان واضحاً أيضاً عند مدرب جونج، شين تاي-يونج، الذي رفض مقولة أن المركز الثالث المشرف الذي حققه بوهانج ستيلرز في نسخة 2009 وضع فريقه تحت ضغط إضافي. في الواقع، أن قائد سيونجنام السابق الذي يعود إلى أبوظبي بعد 15 عاماً على خوضه كأس آسيا كلاعب، يؤمن أن باستطاعة فريقه الحلم بتحقيق إنجاز أكبر من الموسم الماضي.
وقال شين “شخصياً، لا أشعر بالضغط، إذا نجحنا في الفوز على الوحدة، فأعتقد أنه بإمكاننا أن نفكر أبعد من المركز الثالث، في المباراة النهائية بحد ذاتها، هدفنا هو الفوز أمام الوحدة ثم مواجهة بطل أوروبا، سيكون هذا الأمر تحدياً لكني أعتقد أننا نملك النوعية لتحقيق شيء لم يتوقعه أحد وهو أن نصبح أول فريق آسيوي يصل إلى نهائي كأس العالم للأندية”.
ومن خلال رهانه على دخول التاريخ، قد يكون بحوزة شين السلاح السري المناسب، فجونج اكتسب شهرة في بلده نتيجة تسجيله مع المنتخب الوطني الأولمبي هدفاً في مرمى كوت ديفوار من تسديدة بعيدة أحرجت نظيره في الفريق المنافس، وهنا يفرض هذا السؤال نفسه: هل يمكننا توقع تكرار هذا الأمر هنا في أبوظبي؟
أجاب الحارس الكوري على هذا السؤال ضاحكاً: “يجب أن أعترف، لم أكن أتعمد تسجيل هذا الهدف، بإمكاني أن أسدد الكرة لمسافة بعيدة جداً، لكني أعتقد أن حارس كوت ديفوار تفاجأ وهو في الموقع غير المناسب، كنت محظوظاً في تلك المناسبة لكني حارس مرمى، ولا أتوقع أن يحصل هذا الأمر هنا. لكني سأفعل كل ما بإمكاني، ومن يدري ربما أسجل هذه المرة برأسي!”. لا يهم بأي طريقة ستأتي الأهداف وعبر أي لاعب، الأمر المؤكد هو أنه يجب متابعة سيونجنام وحارسه الشاب الموهوب عن كثب في أبوظبي.
عدد اليوم
