أولمرت يكشف أسرار حرب غزة وفشل تحقيق أهدافها

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت في كتاب مثير النقاب عن بعض أسرار العدوان على قطاع غزة قبل نحو عام الذي راح ضحيته أكثر من سبعة آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، إلى جانب عشرات آلاف المشردين، مشيراً إلى أن تلك الحرب لم تحقق هدفها الرئيس المتمثل بإسقاط حكومة “حماس” في غزة. وذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أمس أن أولمرت وثق قصة حرب غزة في كتاب خاص أعده حول الحرب التي كان هو العمود الأساسي فيها، إلى جانب وزير الحرب أيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. ويقول أولمرت في كتابه: “كان الهدف الأساس من الحرب التي شنت على قطاع غزة في ذلك الوقت هو إسقاط حكومة حركة حماس”، مشيراً إلى أنه عزم على الاستمرار بالحرب حتى إسقاطها. وأشار إلى أنه ووزير حربه كانا قد وضعا جدولاً زمنياً للحرب وقررا أن يحققا أهدافهما في وقت قصير ومن خلال سقوط أقل عدد من الضحايا المدنيين. واكتشف أولمرت خلال الحرب ما أسماه بتلاعب عدة جهات سياسية وأمنية في المعطيات التي كانت تقدم له حول الحرب من حيث أعداد الضحايا والوقت المتبقي لإنهاء حكم حركة “حماس” وإعلان انتهاء الحرب والتي كان يقف خلفها باراك. وقال “قررت الاستمرار بالحرب بعد وصول المعلومات التي تلاعبوا فيها، حيث رأيت أن عدد الضحايا ما زال صغيراً، وأن فترة الحرب قصيرة فقررت إكمال الحرب وإسقاط (حماس) والإفراج عن الجندي الأسير لديها جلعاد شاليط”. وأضاف أولمرت: “كنا مصممين على انتهاز هذه الفرصة التي لن تتكرر أبداً وإسقاط حركة حماس نهائياً وإلى الأبد، ولكن مع استمرار الحرب لأيام طويلة قررت إيقافها والتراجع رغم عدم تحقيق هذا الهدف”، موضحاً أن خلافاً حاداً نشب بينه وبين وزير حربه أيهود باراك ورئيس أركان جيش الاحتلال جابي اشكنازي حول إيقاف الحرب وحول التلاعب في المعطيات التي كانت تصل إلى مكتب رئيس الوزراء. وذكرت “معاريف” أنه في الأيام الأخيرة وبعد سقوط عدد كبير من المدنيين قرر أولمرت إيقاف الحرب رغم معارضة بارك وليفني، وذلك لأن الجيش لم يعد متلهفاً للحرب وخوفاً من التحقيق معه. وأشارت الصحيفة إلى أن أولمرت خشي أن يتم تشكيل لجنة تحقيق أخرى على غرار لجنة “فينوجراد”، التي شكلت مع انتهاء الحرب على لبنان عام 2006، وأن يتم التحقيق معه مرة أخرى، ولذلك قرر إنهاء الحرب رغم عدم تحقيق أهدافه المرجوة منها. وتعقيباً على الموضوع، قال ديوان وزير الحرب الإسرائيلي: “إن باراك وكل القادة عملوا وفقاً لقرارات الحكومة وقاموا بتنفيذها بشكل دقيق ومهني و نتيجة الحرب على غزة تؤكد ما ذكرناه”. الى ذلك ذكرت صحيفة الإسرائيلية أمس أن تل أبيب قررت عدم تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتقصي حقائق العملية العسكرية في قطاع غزة العام الماضي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قوله: “إن إسرائيل تعتقد أن التقرير الذي قدمته إلى السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل أسبوعين حول التحقيقات الجارية في عملية الرصاص المصبوب يكفي، إذ إنه تقرير جدي وشامل وموثوق به ويوفر الأجوبة الكاملة”. وأضاف المسؤول أن الوسائل المتوافرة لدى إسرائيل للتحقيق في مثل هذه القضايا مثلها مثل الوسائل المتوفرة لدى أي دولة أخرى.