قالت وزارة الخارجية الصينية أمس إن بكين لن ترضخ للضغوط الخارجية فيما يتعلق بالمعارض المسجون ليو شياو بو الفائز بجائزة نوبل للسلام. وأضافت أن «أي محاولة لممارسة ضغوط لن تنجح، وعلى لجنة نوبل أن يدركوا أنهم يشكلون أقلية وأن الشعب الصيني والغالبية الساحقة من الناس في العالم يعارضون ما قامت به اللجنة». وكانت المتحدثة وصفت في وقت سابق هذا الأسبوع أعضاء لجنة نوبل بأنهم «مهرجون».
ونددت جيانج يو المتحدثة باسم الوزارة بما أسمته «المعايير المزدوجة» وانتقدت مجلس النواب الأميركي لدعوته للإفراج عن ليو وزوجته ليو شيا التي تقيم في منزلها رهن الإقامة الجبرية. وقالت المتحدثة في مؤتمر صحفي دوري «تحث الصين النواب الأميركيين المعنيين بوقف التصريحات والأنشطة الخاطئة فيما يتعلق بقضية ليو شياو بو وتغيير موقفهم المتعجرف والفظ». وأضافت «ما يوصف بأنه قرار للكونجرس الأميركي يشوه الحقيقة ويمثل تدخلا واسع النطاق في الشؤون الداخلية للصين». وكان الكونجرس الأميركي دعا في قرار غير ملزم بغالبية 204 مقابل صوت واحد للصين للإفراج عن ليو شياو باو.
وردت الصين على منح جائزة نوبل للسلام للمعارض السجين باستحداث جائزة «كونفوشيوس للسلام» ومنحت أولى هذه الجوائز لنائب الرئيس التايواني السابق ليين تشان لجهوده لتحسين العلاقات مع الصين لكنه لم يحضر مراسم تسليم الجائزة. وبدلا من ليين تسلمت الجائزة فتاة بدت خائفة ولم يحدد المنظمون هويتها بوضوح وظهرت ممسكة بمجموعة من أوراق النقد هي قيمة الجائزة التي منحت لليين وقدرها 15 ألف دولار.
واستخدمت المصالح الاقتصادية لحشد التأييد لمقاطعة المراسم التي تقام في العاصمة النرويجية أوسلو لمنح ليو جائزة نوبل. ومعظم الدول التي ستقاطع المراسم، وعددها 18 دولة، لديها علاقات تجارية قوية مع الصين أو تتفق معها في مواجهة الضغوط الغربية في مجال حقوق الإنسان. وكان ليو سجن أواخر العام الماضي بتهمة تخريب سلطة الدولة لكتابته بيانا للمثقفين والنشطاء يدعو فيه للإصلاح الديمقراطي. ?إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الهندي إس. إم. كريشنا أمس أن الهند تعتزم حضور الحفل لتنضم إلى حفنة من الدول الآسيوية التي قررت حضور الحفل الذي يقام اليوم في أوسلو. وتجاهلت نيودلهي طلب بكين مقاطعة الحدث. ويمثل قرار نيودلهي أهمية كبيرة لأنه يأتي في ضوء علاقات متوترة بين العملاقين الآسيويين وزيارة رئيس الوزراء الصيني وين جياباو المقررة للهند الأسبوع المقبل. وقد خاضت الدولتان حربا عام 1962 وما زال بينهما نزاع بشأن مساحات كبيرة من حدودهما.
عدد اليوم
