الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرشدون صحيون يخاطرون بحياتهم في أدغال بورما

16 سبتمبر 2011 01:40
في أدغال بورما، يسخر الممرض ساو بو آي مهنته لرعاية ضحايا إحدى أقدم الحروب الأهلية في العالم. فيجازف بذلك ليس فقط بحريته وإنما أيضاً بحياته في أدغال بورما. وتنسحب هذه الحال على قرابة 300 شخص آخر أتوا مثله لتقديم الأدوية والعلاجات والمعلومات الصحية الأساسية لشعوب «كارنز» وغيرها من الأقليات الإثنية في شرق البلد. ويأتي فريق «باك باك هيلث ووركر تيم» (أي طاقم المرشدين الصحيين بحقائب الظهر) من مدينة مايي سوت التايلاندية ممولا ومحملا بالهبات، ومتحديا الدوريات العسكرية في بورما الرابضة في الطرقات والمتعرجة المؤدية إلى هذه الأدغال المعروفة بوعورتها. ويدفع هذا الفريق ثمن مبادرته غاليا فهو قد خسر منذ إنشائه في العام 1988 تسعة ممرضين وقابلة قتلوا بالألغام أو الرصاص. وتعود الحادثة الأخيرة إلى يوليو 2010. وقد سجن كثيرون آخرون. ويقول ساو بو آي، البالغ من العمر 34 عاماً، وأصله من ولاية كارن في بورما «ينبغي أن نهرب ركضا وإلا تلقينا رصاصات النظام الذي يعتبرنا أعضاء من المعارضة وليس مرشدين صحيين». ويقدم آي مع نظرائه خدمات صحية لقرابة 189 ألف شخص غالبيتهم من المهجرين في ولايات كارن وكاريني ومون وأراكان وكتشين وشان. ويتألف كل فريق من ثلاثة إلى خمسة أفراد يعودون مرتين في السنة إلى تايلاند للتمون. وبعد أربعة أيام من السير على الأقدام وركوب الزوارق والحافلات، يصل آي إلى المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة حيث يداوي الملاريا والإسهال وجروح الحرب برفقة الثوار في غالبية الأحيان. وتثير العلاقات التي تربط المنظمة بالمتمردين أسئلة كثيرة حول حياد هذه الأخيرة التي تتذرع بضرورة سد الفجوة الصحية. ويشرح مان مان، مدير الفريق، الذي يتخذ من تايلاند مقرا له، أن «الحكومة والمنظمات غير الحكومية تعجز عن الوصول إلى هذه المناطق فهي غير مستقلة والمدنيون يتنقلون باستمرار». ولم تعقد أقليات إثنية كثيرة تمثل ثلث السكان في بورما البالغ عددهم 50 مليون نسمة أي هدنة مع السلطة المركزية منذ استقلال البلد في العام 1948. ومنذ ذلك الحين، تسود حرب أهلية بين السلطات وجماعات مسلحة تطالب بالمزيد من الحقوق والاستقلال الذاتي. واحتدمت النزاعات منذ سنة في شمال البلد وشرقه. وتندد دوما منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بالهجومات ضد المدنيين وأعمال العنف الجنسي وتجنيد الأطفال والأعمال الجبرية.
المصدر: مايي سوت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©