واشنطن - الاتحاد ووكالات الأنباء: وصف الرئيس الأميركي جورج بوش تقرير ''لجنة دراسة الوضع في العراق'' برئاسة وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر والنائب السابق لي هاملتون بأنه ''تقييم قاس''، مؤكدا أنه سيتعامل مع توصياتها بجدية شديدة·
وقال بوش عقب اجتماعه مع أعضاء اللجنة لنحو ساعة في البيت الأبيض أمس، حيث سلموه التقرير''هذا التقرير يقدم تقييما صعبا للغاية للوضع في العراق، إنه تقرير يحمل بعض المقترحات المهمة بحق''· وأضاف قلت للأعضاء إن إدارتي ستأخذ هذا التقرير الذي يطلق عليه اسم الطريق إلى الأمام بجدية شديدة''· وأضاف أن الأميركيين سئموا من المشاحنات السياسية، وبات من الضروي الآن توحيد صفوف الحزبين الجمهوري الحاكم والديمقراطي المعارض بغية التوصل إلى تفاهم مشترك بشأن العراق·
وقد أعلنت اللجنة، في تقريرها تحت عنوان ''الطريق إلى ألامام: مقاربة جديدة''، إن الأزمة في العراق ''خطيرة ومتدهورة''· وأوصت بخفض دعم الولايات المتحدة ''السياسي والعسكري والاقتصادي'' للحكومة العراقية إذا لم تحرز تقدما جوهريا على صعيدي الأمن والمصالحة الوطنية· وأكدت ضرورة اعتماد دبلوماسية نشطة في الشرق الأوسط لحل القضية الفلسطينية والنزاع العربي-الإسرائيلي، وتخفيف التوتر في المنطقة الذي يزيد من حدة النزاع في العراق· كما دعت إلى عقد مؤتمر إقليمي تشارك فيه الدول المجاورة للعراق وإجراء اتصالات مباشرة مع إيران وسوريا حول طرق إنهاء العنف في البلاد·
وحذرت اللجنة من أن الوضع الأمني الخطير والمتدهور في العراق ''يمكن أن تكون عواقبه وخيمة، ويمكن أن يؤدي الانزلاق تجاه الفوضى إلى انهيار حكومة العراق وكارثة إنسانية· قد تتدخل الدول المجاورة، ويمكن أن تحقق شبكة القاعدة انتصارا دعائيا''· وأوصت من بين 79 توصية أخرى غير ملزمة تضمنها التقرير بسحب معظم القوات الأميركية من العراق قبل مطلع عام ،2008 وأن تقدم الولايات المتحدة التزاما مفتوحا بلا أجل محدد باستمرار انتشار قوة أميركية كبيرة في العراق· وقال التقرير ''إن أهم توصياتنا تدعو إلى جهود دبلوماسية وسياسية معززة في العراق وفي المنطقة وتغيير في المهمة الأساسية للقوات الأمريكية في العراق، بحيث تمكن القوات الأمريكية من تحريك قواتها المقاتلة خارج العراق بصورة مسؤولة''·
وقال أيضا إن الحكومة العراقية ينبغي أن تظهر لشعبها وكذلك للولايات المتحدة وبقية العالم أنها ''تستحق استمرار الدعم الأميركي''·
ودعت اللجنة إلى إجراء محادثات مباشرة بين العرب والإسرائيليين في إطارعملية إحياء الالتزام الأمريكي بالتوصل إلى تسوية عربية-إسرائيلية شاملة على جميع الجبهات''· وقالت ''هذا الالتزام ينبغي أن يتضمن إجراء محادثات مباشرة بين إسرائيل وسوريا ولبنان والفلسطينيين، من يقبلون منهم حق إسرائيل في الوجود، وبين هذه الاطراف''· وحضت إدارة بوش على ''الدخول في محادثات مباشرة مع إيران وسوريا من أجل السعي إلى الحصول على التزام منهما باتباع سياسات بناءة بشأن العراق وغير ذلك من القضايا الإقليمية''·
ودعا المتحدث باسم الرئاسة الأميركية توني سنو إلى عدم الإفراط في التكهنات بشأن التقرير، مذكرا بإن البيت الأبيض يجري تقييما آخر للوضع في العراق· كما أكد أنه ليس هناك ما يدل على خلافات بين البيت الأبيض واللجنة· وقال إن المجموعة ''ليست تمردا بل لجنة شكلت لدراسة المشكلة، وننظر إلى تقريرها كجهد يساعد الإدارة، وسنتسلمه بهذه الروح وسوف ندرسه بدقة، لكنه لا يتضمن وصفة سحرية لإنهاء النزاع في العراق''· وأضاف ''لم يتضمن التقرير جدولا زمنيا أو توصية بالانسحاب الفوري، ولكن تضمن توصية بزيادة عدد القوات العاملة على تدريب القوات العراقية بأسرع وقت ممكن''·
وعن سوريا وإيران، قال ''لم نقل يوما إن العراقيين يجب ألا يتعاملوا مع جيرانهم، بل بالعكس قلنا إنه أمر طبيعي، ونتوقع منهم أن يفعلوا ذلك بالتأكيد· إنها فكرة جيدة أن يعمل العراقيون مع جيرانهم حول مسائل أمنية إقليمية، والحكومة العراقية ''ليست بحاجة لموافقتنا، إنها حكومة تتمتع بالسيادة''·
عدد اليوم
