السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

موجة انتعاش تدفع سوق دبي لأعلى مكاسب يومية منذ 2008

موجة انتعاش تدفع سوق دبي لأعلى مكاسب يومية منذ 2008
10 سبتمبر 2013 21:41
مصطفى عبدالعظيم (دبي)- سجل المؤشر العام لسوق دبي المالي أعلى مكاسب يومية منذ عام 2008، والأعلى بين البورصات العالمية خلال تعاملات الأمس، بعد أن زادت عن 8,5%، وذلك في أعقاب تطورات الأوضاع في سوريا، الأمر الذي قاد إلى عمليات شراء كثيفة لم تشهدها السوق منذ فترة طويلة. وأنهى المؤشر تعاملات الأمس مرتفعاً 197,61 نقطة، استعاد بها مستوى 2500 نقطة الذي فقده في جلسة عاصفة خلال تعاملات الأسبوع الماضي في أعقاب التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة إلى سوريا، ليغلق أمس عند مستوى 2522,12 نقطة، مسجلا أعلى صعود بين البورصات العالمية أمس. ومكنت موجة الانتعاش التي اعتبرها محللون “استثنائية” الأسهم المتداولة من تسجيل مكاسب يومية زادت عن 12 مليار درهم في القيمة السوقية، فضلا عن عودة السيولة إلى مستوياتها المليارية، مدعومة بارتفاع معنويات المستثمرين والإقبال الواسع على الشراء وعودة الثقة بالأسهم. وقال محللون إن ارتداد السوق بهذه القوة تخطى كافة التوقعات التي رجحت حدوث تحول لافت في مسار السوق فور وضوح الرؤية بشأن التطورات الجيوسياسية، أو استقرار الأوضاع، لكن ليس بهذه الفورة من الصعود. ويرى عبدالله الحوسني المدير العام لشركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية أن ردة فعل سوق دبي أمس فاقت كافة التوقعات، لافتاً إلى أن الجميع كان ينتظر عودة المؤشر لمساره الصاعد مع أي وضوح يظهر فيما يتعلق بالشأن السوري، لاسيما أن الركائز الرئيسية المحفزة للنمو مازالت موجودة ولم تتغير، من ناحية الاستقرار الاقتصادي والنمو والأداء الجيد للشركات، لكن الارتداد القوي والسريع الذي فاق قوة الهبوط مع بداية تفاقم الأزمة السورية والحديث عن ضربة عسكرية، يعكس بحسب الحوسني ثقة المستثمرين بالسوق والتحسن السريع في معنوياتهم مع تلاشى أي عوامل خارجية. وقال إنه على الرغم من نشوة الارتفاع أمس إلا أنه يجب التريث عند الحديث على انتهاء مرحلة التقلبات الحادة، والانتظار لعدد من الجلسات حتى يمكن القول بأن السوق استعاد مساره المتوازن، خاصة أن الارتفاع الحاد والقياسي أمس قد يغري بعمليات بيع سريعة لجنى الأرباح. وقال الحوسني إن الارتفاع أمس كان بمثابة ردة فعل نفسية من قبل المستثمرين من محافظ وصناديق وأفراد، بعد فترة من الترقب والحذر بشأن ردة فعل الأسواق للتطورات المتصاعدة فيما يتعلق بسورياً والتهديدات الأميركية بضربة عسكرية محتملة، مشيرا إلى أن التذبذبات الحادة لسوق دبي صعودا وهبوطاً وتأثره بالأحداث الخارجية يؤكد أهمية وجود صناع سوق للتحكم في أداء السوق بما يتوافق ومنطق الأسواق. بدوره، قال المحلل المالي طه نعمان إن ابتعاد خيار توجيه ضربة عسكرية من قبل الولايات المتحدة في ضوء التطورات الأخيرة، أسهم في إنهاء حالة الترقب والخوف التي سيطرت على قرارات المستثمرين في الجلسات الأخيرة والتي شكلت السبب الرئيسي في الهبوط القاسي للأسهم. وأوضح أن صعود الأسهم أمس كان ردة فعل متوقعة مع أي انفراجة تحدث في الملف السوري، لاسيما أن أسواق الدولة مازالت تحافظ على قوتها الدافعة الداخلية، وهو ما عكسته العودة السريعة للمستثمرين للشراء بكثافة خلال تعاملات الأمس. من جهته، قال مروان شراب، مدير إدارة الصناديق والتداول في شركة “فيجن انفستمنت ـ الإمارات، إن القفزة القياسية لسوق دبي أمس “مبررة” ومنطقية مقارنة بالتراجعات السابقة بسبب الأزمة السورية، مشيراً إلى أن الأسواق ظلت في حالة ترقب كبدتها خسائر طائلة مع تفضيل المستثمرين الانسحاب من الأسواق والتريث في قرارات الشراء لحين وضوح الرؤية بشأن الأوضاع في سوريا. وقال إنه بمجرد حدوث تطور أمس في أعقاب المبادرة الروسية والتي يرجح أن تهدئ الحديث عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا، غير المستثمرون موقفهم تجاه الأسواق واستعادوا شهية الشراء لتعويض التراجعات الحادة السابقة والتي شكل العامل السياسي الدافع الرئيسي لها. وقال شراب إن السوق شهد أمس اندفاعاً في دخول المستثمرين مع إقبال كثيف على الشراء تلاشت معه ضغوط البيع السابقة، خاصة أن الأسهم بلغت مرحلة مغرية للشراء في أعقاب سلسلة من التراجعات، مشيرا إلى أن أبزر ما يدعو للتفاؤل بشأن تعافي السوق مجدداً هو نوعية الشراء والدخول الذي شمل أسهم قيادية منتقاة ولم يتركز فقط على الأسهم المضاربة. واتسمت جلسة الأمس بالنشاط الحاد للأسهم تزامناً مع ضغوط الشراء التي بدأت تتزايد تدريجياً مع دخول سيولة كبيرة من قبل الاستثمار المؤسسي والمحافظ الأجنبية بهدف اقتناص الفرص والتي حفزت المستثمرين الأفراد على الدخول في النصف الثاني من الجلسة الأمر الذي مكن المؤشر من البقاء عند أعلى مستوياته لليوم والإغلاق على مستوى 2522,32 نقطة. وشهد السوق انتعاشاً جماعياً للأسهم المتداولة أمس مع تسجيل عدد منها ارتفاعات بالحد الأقصى، أبرزها سهم سوق دبي المالي الصاعد بنسبة 14,4% وسهم دبي للاستثمار بنسبة 14,47%، فضلا عن ارتفاع عدد آخر بنسبة كبيرة فاقت أو قاربت 10%، كسهم أرابتك القابضة المرتفع بنسبة 11,2% وسهم الاتحاد العقارية بنسبة 11,3% وسهم ديار للتطوير والعربية للطيران والخليج للملاحة ودبي الإسلامي، بالتزامن مع صعود سهم إعمار العقارية القيادي بنسبة عالية بلغت نحو 8,5%. وشهدت التعاملات ارتدادا صعودياً لافتاً في حركة التداول، مع ارتفاع القيم والأحجام بمستويات كبيرة، حيث ارتفعت أحجام التداول إلى 1,1 مليار سهم مقارنة مع 326 مليون سهم في جلسة الإثنين، كما قفزت القيم إلى 1,3 مليار درهم مقارنة مع قيم التداولات السابقة والتي بلغت 365 مليون درهم، وذلك بالتزامن مع ارتفاع عدد الصفقات المنفذة أمس إلى 11242 صفقة مقابل 4021 صفقة سابقة. وعلى صعيد أداء المؤشرات الفرعية، فقد ساد اللون الأخضر شاشات التداول أمس، مع إغلاق 7 قطاعات على ارتفاع كبير، واستقرار بقية القطاعات عند مستوى الإغلاق السابق دون تغيير، ليختفي اللون الأحمر عن الشاشات. وتصدر مؤشر قطاع الاستثمار المؤشرات الصاعدة أمس مسجلاً ارتفاعاً قدره 13,9%، تلاه مؤشر قطاع الخدمات بنمو نسبتة 12,9%، ثم مؤشر قطاع العقارات بارتفاع قدره 9,5%، ومؤشر قطاع النقل بنسبة 7,8% ومؤشر قطاع الاتصالات بنسبة 5,04% ومؤشر قطاع التأمين بنسبة 3,3%. ووفقا لبيانات سوق دبي المالي، شهد التداول أمس ارتفاع 28 شركة وهبوط شركة واحدة فقط، حيث تصدرت شركة سوق دبي المالي الشركات الأكثر ارتفاعاً من حيث التغير في أسعارها بإغلاقها عند سعر 1,74 درهم بنسبة ارتفاع بلغت 14,47%، تلتها دبي للاستثمار بإغلاق 1,74 درهم بنسبة تغير بلغت 14,47%، ثم الشركة الوطنية للتبريد المركزي (تبريد) بإغلاق 2,27 درهم بارتفاع قدره 12,94%، ومصرف عجمان بإغلاق 2,01 درهم بنمو قدره 12,92%، وبيت التمويل الخليجي بإغلاق 0,45 درهم بنسبة تغير بلغت 11,75%.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©