الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نواكشوط تستنسخ أسماء مدن إماراتية في أحيائها

نواكشوط تستنسخ أسماء مدن إماراتية في أحيائها
28 سبتمبر 2014 21:10
تحمل أحياء في العاصمة الموريتانية نواكشوط أسماء مدن إماراتية في ظاهرة لافتة، فـ«أبوظبي» و«دبي» و«الشارقة» و«العين» و«الفجيرة» أسماء أحياء متفرقة في العاصمة الموريتانية، التي تضم ثلث سكان البلاد حسب أحدث إحصاء سكاني. أثر المغتربين تكمن أهمية تسمية هذه الأحياء في أن من أطلقها هم السكان الأصليون للأحياء، قبل أن تعتمدها البلدية بسبب تداولها بين الناس، وتلقيها طلبات تسمية الأحياء بهذه الأسماء، ويعكس حرص الموريتانيين على تسمية أحيائهم بأسماء مدن إماراتية حبهم وتقديرهم الكبيرين للإمارات، وتضم هذه الأحياء عددا من أبناء الجالية الموريتانية في الإمارات والعائدين بعد سنين من العمل فيها. وأصبح للعمالة الموريتانية في الخليج وتحديدا في الإمارات تأثير كبير في العاصمة نواكشوط، ما دفع السكان إلى اختيار أسماء مدن الإمارات أسماء لأحيائهم وشوارعهم، خاصة أن هذه الأحياء تضم أعدادا من المهاجرين، الذين اشتروا أراضي وعقارات بهذه الأحياء المستحدثة في نواكشوط. في هذا الإطار، يقول سيدي محمد ولد تاج الدين (تاجر في حي دبي) «أطلق الموريتانيون أسماء مدن الإمارات على أحيائهم منذ فترة طويلة لأنها مميزة وجميلة، ولأنهم مرتبطون كثيرا بالإمارات ويكنون الحب والتقدير لهذه الأرض الطيبة، كما إن التبرعات والمنح التي كانت توجه لهذه الأحياء المستحدثة رفعت مكانة كل شيء يتعلق بالإمارات في نفوس الموريتانيين». ويضيف أن الإمارات هي من أكثر الدول حظاً في الفوز بأسماء أحياء العاصمة، وهو ما يؤكد مكانتها لدى الموريتانيين، ويشير إلى أن الأمر لا يقتصر على العاصمة بل أن هناك مدناً أخرى في موريتانيا تزين أحياءها وشوارعها بأسماء شخصيات ومدن إماراتية. حالة تنافس تتواجد «الأحياء الإماراتية» في العاصمة نواكشوط على امتداد الطريق بين مدخل العاصمة من جهة الجنوب وتقاطع الطرق المتجه نحو وسط العاصمة، حيث لا تكاد تقطع عدة كيلومترات على هذا الطريق حتى تمر بأحياء «أبوظبي» أو «دبي» أو «الشارقة» أو «العين»، ولعل تواجد هذه الأحياء على طريق واحد جعلها تتنافس فيما بينها على جمالية العمران وتوافر المدارس والأسواق والنظافة وحتى الفرق الرياضية التي تمثلها. إلى ذلك، يقول عالي ولد المحفوظ، أحد سكان حي أبوظبي، إن هناك تنافسا كبيرا بين هذه الأحياء في كل شيء حتى إن احد رجال الأعمال انتج أغنية «واعد دبي» (ذاهب إلى دبي) ليزيد من شعبية حي دبي، وبالفعل أصبحت الأغنية من أشهر الأغاني الموريتانية وازدادت معها شعبية حي دبي». ويشير إلى أن سكان حي دبي يتفاخرون بجمال العمران في حيهم الراقي مقارنة بباقي أحياء المنطقة، بينما يتفاخر سكان حي الشارقة بتواجد المدارس الدينية الخاصة بتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، أما حي أبوظبي فهو يجمع بين التخطيط المميز وجمالية الموقع فالحي الذي يقع على ربوة يوفر لسكانه فرصة التمتع بجو صحي هادئ بعيد عن ضجيج العاصمة. أشهر الأحياء يعتبر حي دبي من أشهر الأحياء الإماراتية بنواكشوط، أما حي أبوظبي فيتضاعف حجم ساكنيه في موسم الخريف من كل سنة حيث يهرب سكان العاصمة من حر وضجيج وتلوث وسطها نحو أطرافها وخاصة حي أبوظبي الهادئ ما رفع ثمن القطع الأرضية إلى الضعف، أما حي الشارقة فيعتبر أحد أقدم الأحياء في العاصمة. وفي المناطق البعيدة خارج العاصمة التي خصصتها السلطات لإيواء أحياء الصفيح والمساكن العشوائية التي انتشرت في نواكشوط بسبب الهجرة من الريف إلى المدينة، أطلق السكان أسماء «دبيات» و«شوارق» و«أبوظبيات» على هذه الأحياء الجديدة التي ستدخل المخططات الجديدة، ربما بهدف إنقاذها من «العشوائيات» التي لا تزال الكثير من المناطق في العاصمة تشكو منها وتعويضها بأسمائها بعيدة عن واقعها. ولا يتوقف الوجود الإماراتي في العاصمة عند حد أسماء الأحياء، بل إن هناك الكثير من الشوارع والساحات والأسواق والبقالات التي تحمل أسماء إماراتية، والمتجول في العاصمة الموريتانية سيفاجأ بمتجر أبوظبي وبقالة دبي وصيدلية الشارقة وصرافة أبوظبي وهاتف دبي العمومي، وغيرها الكثير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©